المقالات

الكهرباء معضلة العراق الشائكة..!!


سارة الزبيدي ||

 

ازمة تسببت بيأس لشعب ابسط حقوقه توفيرها في بلد يمتلك خامس احتياطي نفط في العالم اذ يبلغ ١٤٥.٢ مليار برميل وبغاز طبيعي لو تم تأهيله بصورة صحيحة لتمكن من تغذية الشرق الاوسط كله بالكهرباء وليس العراق فحسب  هذا ما اعلنته الجهات المعنية بهذا الصدد.

هل عجزت الحكومات المتعاقبة على حل تلك الازمة!؟ ام ان هناك امور اخرى يجهلها الشارع العراقي!؟ سنوردها بالتفصيل..

بدأت الازمة منذ عام ١٩٩١م ايام النظام المندثر فقد تعرضت المحطات الكهربائية لقصف من قبل القوات الامريكية بسبب الحرب التي شنها صدام حسين على الكويت في حرب الخليج فهل يا ترى عجز الأخير عن بناء محطات جديدة  في ظل حكومة الحزب الواحد "حزب البعث" الذي حكم العراق بعد الانقلاب العسكري الذي اطاح بعبد الكريم قاسم ١٩٦٣ م, ولغاية عام ٢٠٠٣ اي ما يقارب ٤١ عام، إذ تشكل فترة حكم صدام حسين بمفرده ٣٥ عام من مجموع الاعوام الواحد والاربعون وتعد اطول فترة حكم لرئيس عراقي منذ تشكيل اول حكومة في العراق عام ١٩٢١.

فهل يعقل مدة زمنية طويلة مثل هذه عجزت فيها تلك الحكومة عن ايجاد حل لتلك الازمة !!؟

استمرت الازمة الى مابعد ٢٠٠٣ وتعاقبت الحكومات التي عجزت عن حلها رغم ان حلها بين ايديهم وبأبسط الطرق الا ان الضغوط الخارجية المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وبالدرجة الاساس وسوء الإدارة الداخلية للبلاد واسباب اخرى حالت دون ذلك.

في تصريح لأحمد الجلبي عضو مجلس النواب العراقي السابق انه قد جرت مفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي حول قضيتين اساسيتين يعاني منهما الشارع العراقي الا وهما " انعدام الأمن والكهرباء" فوضح حينها ان الامريكان ركزوا على جانب دون اخر الا وهو الامن مهملين قضية الكهرباء وبشكل متعمد, والتصريح التلفزيوني مازال شاهداً على منصة اليويتوب.

عانى العراق من انعدام الامن وتدمير لمحطات توليد الطاقة الكهربائية منذ السقوط الى فترة دخول داعش للعراق الذي دمر الكثير من تلك المحطات الكهربائية, لتصل بنا الأعوام الى عام ٢٠١٨ ضمن فترة حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فقد تم ابرام صفقتين مع كل من شركتي" الكترك الامريكية" وشركة "سمنز الألمانية".

تعهدت شركة الكترك الأمريكية بإشاء محطات توليد طاقة كهربائية معتمدة على الغاز الطبيعي الذي يمتلكه العراق والتخفيف وليس انهاء الازمة لمدة خمسة سنوات, بينما تعهد شركة سمنز الألمانية بإنهاء ازمة الكهرباء في العراق خلال فترة اقصاصها ٤ اعوام بإيجاد ١٣ محطة توليد للطاقة الكهربائية و ١١،٠٠٠ الف ميغاواط كهرباء, الا ان المناقصة رست على شركة الكترك الأمريكية ذات الحل الجزئي بينما لم يتم الاعتماد على سمنز التي تعهدت بحل الازمة بشكل أوسع.

مارست الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطاتها على حكومة العبادي للموافقة على منح هذه المناقصة لشركتها الكترك, وكان هذا في العام ٢٠١٨ ونحن اليوم في العام ٢٠٢٢ اي في العام الخامس المدة الزمنية التي تعهدت فيها الكترك لإيجاد حلول ناجعة لمشكلة الكهرباء الا اننا لم نلحض اي  تغيير وللأفضل.

ففي المدة الزمنية القصيرة من عمر حكومة عادل عبد المهدي الذي سافر لألمانيا والتقى ميركل المستشارة الألمانية, وتم الاتفاق معها على التعاون مع شركة سمنز الا ان احداث تشرين التي ادت الى اسقاط حكومة عادل عبد المهدي حالت دون ذلك.

في حين يعتمد العراق حالياً على تركيا وايران بتوفير الطاقة الكهربائية لسد العجز الحاصل في تلك الطاقة العراقية.

ولم تكتف حكومة مصطفى الكاظمي التي اوهمت الشارع العراقي بأبرام اتفاقيات مع كل من السعودية ومصر والاردن لتوفير كهرباء جزئية للعراق تصل الى ما يقارب ٢،٠٠٠ ميغاواط مقابل مبالغ مالية كبيرة في حين ان العراق يحتاج ل ٣٠،٠٠٠ ميغاواط من الكهرباء حسب مختصين اي اضعاف ما ستوفره تلك البلدان التي يفتقر شعبها لتلك الطاقة.

فالأردن تعاني من شحة توفير الطاقة الكهربائية والسعودية في حرب مع اليمن اذ تتعرض الى هجمات على منشآت الطاقة من قبل اليمنيين بشكل دوري, اما مصر فإنها قد اعتمدت بشكل كبير على شركة سمنز الالمانية لحل ازمة الطاقة لديهم, وهذا مايثير الاستغراب ان الكاظمي يسعى لحل ازمة الطاقة بالتعاون مع دول لديها من الظروف على ما تقدم وفي ذلك ضحك على ذقون الشعب العراقي المظلوم.

ترى هل نفذ نفط العراق ام نفذ غازه لكي نستجدي الكهرباء من بلدان تعاني من نفس الازمة التي نعانيها في بلدنا ؟ ولِم يتم إهدار الغاز من دون الانتفاع به؟ فوفقاً للبنك الدولي، فإن العراق يحرق نحو 18 مليار متر مكعّب من الغاز المرتبط بالبترول سنوياً، ليصبح الأعلى عالمياً بعد روسيا, وتُعد تلك الكمية كافية لمد نحو 3 ملايين منزل بالطاقة، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

أيضاً, لِم رفضت الحكومة العراقية المتمثلة بحيدر العبادي حينها ومصطفى الكاظمي الان لعروض شركة سمنز الالمانية التي تجعلنا نعتمد على ما يملكه العراق من نفط وغاز طبيعي وطاقة شمسية ففي احصائية ان العراق يملك ما معدله ٣،٠٠٠ الف ساعة مشمسة في العام تجعله يعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة كبيرة جنباً الى جنب مع النفط والغاز الطبيعي فضلاً عن مصادر اخرى يمكن اعتمادها لحل ازمة الطاقة في البلاد.

 وهنا نختم بتساؤل... هل انهم يريدون بفعلتهم هذه عدم ايجاد حل جذري لتلك المعضلة ؟ هذا ما سنتركه لاستنتاجات المواطن العراقي الغيورعلى بلده ومصلحة شعبه.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك