المقالات

هل ينجح السوداني ام  سيكون ضحية اخرى للأحزاب السياسية؟!

1171 2022-09-29

عدنان جواد||

 

  انقسمت الآراء بصورة عامة بين نشطاء السياسة والمجتمع المدني والمراقبين في الشأن السياسي، وحتى في الوسط الشعبي، بين التأييد والرفض لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء في الحكومة العراقية بعد الكاظمي، فيرى البعض وخاصةً تشرين والتيار الصدري ، انه مرشح حزب الدعوة، الذي يتهمونه بدمار البلاد وهلاك العباد، وان الوزارات التي استوزر فيها لم يقدم فيها اي انجاز، فيما يرى اخرون انه يحظى بقبول شعبي واسع ، ولم تسجل عليه اي شبهات فساد خلال قيادته لعدة مناصب في الدولة العراقية  من قائم مقام  الى محافظ الى وزير وهو من ابناء الداخل وليس من اصحاب الجنسيات الاجنبية، وانه من ابناء الخط الثاني وليس الاول، ولديه مقبولية من الاكراد والسنة.

 ويرى اخرون ان المشكلة ليس في شخص السوداني، وانما في المنظومة السياسية بأكملها، وانها تحتاج تغيير، البعض منهم يقول التغيير عن طريق الازاحة الجيلية وبطرق سلمية وهو خطاب حركة وعي بقيادة صلاح العرباوي، والبعض الاخر يدعوا لطرد تلك الطبقة السياسية التي حكمت بل ومحاكمة كل من اشترك فيها وتلوثت يده بسرقة المال العام، ولكن لم يوضحوا كيف ؟! بانقلاب عسكري ام بتدخل دول كبرى،

ويرى فيه الطرف المؤيد انه الفرصة الاخيرة للنجاح، وانه الشخص المناسب لقيادة المرحلة، وانه لم يخضع للأحزاب التي رشحته سابقاً، فلو خضع لها لوجدت عليه ملفات فساد في تلك الوزارات، وانه يحمل هموم الناس فهو عايش الحصار قبل 2003، ورأى الاخفاق في انصاف ابناء جلدته من المحافظات الجنوبية التي ينتمي اليها من ذاك التاريخ ليومنا هذا، واتت الفرصة ليقدم كل ما يستطيع.

لذلك عليه استحضار التجارب الفاشلة للحكومات السابقة، ومن المهم موافقة الصدر على حكومته ، لأنه لديه قوة لا يستهان بها في الشارع، ولدية ذراع فعال في السلطة التنفيذية، يستطيع افشال اي مشروع خدمي يحسب له اذا لم يشركهم في الحكومة، والتيار وتشرين هما من اسقطا حكومة عادل عبد المهدي، فعليه ان يضع شروطاً واقعية على الاحزاب التي تعارض حكومته والداعمة لها  في نفس الوقت نذكر منها:

1ـ  تخليهم عن الحصص واللجان الاقتصادية في وزارات الدولة كافة.

2ـ ان يخاطب الناس بما سيفعل وعندما تعترض اي كتلة على مشروعه يسميها بالاسم امام الشعب.

 3ـ ان يُمنح صلاحية اقالة الوزير والمدير والوكيل الفاشل وبدون اعتراض، وان يطبق القانون على الجميع.

4ـ ان لا يسمح للأحزاب التدخل في عمله، واذا سمح فانه الضحية التي يعصب براسها كل فشل.

5ـ القضاء على الفساد ليس سهلاً فقد تحول من الحالة الفردية الى منظومة متكاملة، ومحاربة تلك المنظومة تحتاج تضحية وترك المجاملة جانباً.

ان التنازلات التي اقدم عليها الاطار كما يشاع عنها للأكراد والسنة، ومنها العودة لكركوك ، وتصدير نفط الاقليم من قبل الاقليم، والعفو العام، والغاء المساءلة والعدالة ، وعودة المهجرين الى ديارهم وغيرها يجب ان تكون واضحة ، وقبل التكليف ، والا سيكون الضحية الاخرى لأحزاب السلطة ، فتلك الاحزاب لا يهمها سوى مصالحها الشخصية والحزبية، وخاصة الشيعية ونقولها بمرارة، فبعد التصويت على الغاء استقالة الحلبوسي في البرلمان، الذي كان يوصف بانه عميل وخائن ومفرق الاحباب، الان اصبح وطني وحباب!، احتج ابناء الوسط والجنوب بغض النظر عن المسميات (الاطار او التيار)، بينما خرج ابناء المناطق الغربية مستبشرين ومؤيدين لهذه الخطوة، من هنا نقيس الرضا الشعبي في تلك المناطق على من يمثلها في الحكومة والبرلمان، ومقدار الرفض في الوسط والجنوب لمن يمثلها في الحكومة والبرلمان، وهذا متولد من اهمال تلك المحافظات من قبل تلك الاحزاب وقياداتها، ولا ينظرون لهم الا اوراق في صناديق الانتخابات، يطوفون عليهم اثناء اجراء الانتخابات لكسب عطفهم وودهم بوعود كاذبة، من اجل بقائهم في السلطة، فهل سيكون ضحية حاله حال رؤساء الوزراء السابقين، ولو ان الضحية الشعب المسكين ، فهم في قصورهم وبلدانهم الاخرى يتنعمون، لكن القصد الاحزاب( تأخذ مالتها وترمي التقصير براسه) ، والنجاح مرتبط بقوة اتخاذ القرار والذي يجب ان يكون في صالح الشعب، صحيح هناك مؤثرات دولية واقليمية، لكن لابد من ارادة عراقية قوية تفرض هيبتها، وفي اولها تطبيق القانون على الجميع، فهل يعقل ان يرفع البعض قاذفة وهاون، ويرمي بالصواريخ ويسمى متظاهر؟!!!، يتظاهر باسم الديمقراطية وبالحقيقة تحميه جهات حزبية مشتركة في السلطة، تمنع اي احد من محاسبته حتى لو قتل او دمر ممتلكات اناس ابرياء، وهل يعقل يحاسب المواطن البسيط على مخالفة بسيطة بأشد العقوبات، ويترك المجرمون في قضايا المخدرات والقتل وغيرها لانهم ينتمون لأحزاب سياسية، ينبغي فرض القانون وحماية السلطة القضائية ودعمها لتطبيقه على الجميع وبدون استثناء.

 

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك