المقالات

المعراج الإسلامي الفكري والأخلاقي والثوري في زيارة الأربعين

883 2022-09-17

حازم أحمد فضالة ||

 

    خُتِمَت زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، اليوم: 17-أيلول-2022 (1444 هـ)، ولنا هذه القراءة والتحليل والتوصيات بشأنها:

1- القراءة:

أولًا: الزيارة الأربعينية معراجٌ إسلامي، يُعلن نصر الإمام الحسين (ع) على أعداء الدين والإنسانية، منذ (1400) عام، فهذا إعلان عالمي لا نظير له.

ثانيًا: تجاوزت أعداد الزوار هذا العام (21) مليون زائر محلي ودولي، وهذا مؤشر إلى عامل تصاعدي لأعداد الزوار؛ إذ كانت الأعداد على وفق الآتي، القيمة: مليون/ عام: (11-2016)، (13-2017)، (15-2018)، (15-2019)، (14-2020)، (16-2021)، (21-2022).

نلاحظ قفزة أكثر من (5) مليون زائر هذا العام، قياسًا إلى العام الماضي.

ثالثًا: انطلق الشعب العراقي، بعناصر قوته كلها: العتبات المقدسة، العشائر، الحشد الشعبي والقوات الأمنية، المواكب الحسينية… في ظل وجود المرجعية الدينية؛ كلها لاستقبال الزائرين، وخدمتهم، والمشاركة في تنظيم الزيارة وحمايتها، ويؤكد القرآن الكريم كثيرًا قضيةَ (الإنفاق) التي ذكرها ربما (72) مرة، ونذكر منها الآية المباركة التي وردت بها ثلاث مرات:

﴿لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾

[البقرة: 272]

فهذه سِمة وميزة عالية، من الله سبحانه؛ رِزْقًا للعراقيين وتكريمًا لهم، فلا يستخفنَّ أحدٌ بهذا الباب!

2- التحليل:

أولًا: الزيارة الإربعينية معراجٌ إسلامي، يضخُّ في الأمة الفكر والأخلاق والثورة، وهذه العناصر تتيح للأمة ديمومة القدرة على مواجهة الليبرالية الغربية، وأفكار الضلال والتحريف، وكذلك رفض الظلم والفساد والاستعمار والحصار والعقوبات الجائرة، وتهزم ما تخطط له مراكز الغرب وسفاراته في العراق، من برامج خبيثة للانحلال والفاحشة؛ لتدمير الشبّان والشابّات في المجتمع العراقي.

ثانيًا: أثبتت الزيارة الأربعينية حقيقتها (العالمية)، فالإسلام والتشيُّع والقضية الحسينية؛ أكبر من أن تحصرها حدود سايكس بيكو وغيره، وليس لأحد الحق بالتفرقة جغرافيًا أو قوميًا بين المسلمين، ومن اليوم ندعو لرفع شعار عالمية التشيُّع.

ثالثًا: وجدنا الزيارة تستنهض الروح الثورية في الأمة، بما نادت من شعارات تعبوية، وما رفعت من صور لقادة النصر ورفاقهم وشهداء المقاومة (رضوان الله عليهم)، ورايات الحشد الشعبي الخفَّاقة في ظل المنائر المقدسة، وهذا تفويض مليوني عالمي للحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية بوجه أميركا وإسرائيل والوهابية.

رابعًا: احتضنت زيارةُ الأربعين مؤتمرَ (نداء الأقصى الدولي)، الذي أقامته العتبة الحسينية، في موقع جامعة أهل البيت (ع) العالمية قرب عمود (833)؛ وبذلك اتَّحدَت القضية الفلسطينية مع النهضة الحسينية، مما منح فلسطين زخمًا عالميًا في الحضور الإسلامي والإعلامي، ووحدة القضية.

3- التوصيات:

أولًا: نظرًا للأعداد التصاعدية لزائري الإمام الحسين (ع)، فإننا ندعو لتشكيل هيئة أو لجنة عليا بين العتبات المقدسة في العراق والجمهورية الإسلامية، بإشراف (السيدين العليين) (دام ظلهما)، ولا ننصح بإقحام الحكومة العراقية في هذا التشكيل، ولا مطالبتها بالصرف على الزيارة، فالصرف يتكفل به الشعب العراقي، لكن الحكومة عليها تسهيل الدخول والنقل والحماية، والإعلام؛ إذ وجدنا الحكومة العراقية قد حاربتها إعلاميًا… إلخ.

ثانيًا: المطلوب من السياسيين، أن يستفيدوا من الروحية العالية للشعب العراقي في هذه الزيارة العظيمة، ويخدموا هذا الشعب، ويستمعوا إليه، ولا يَعْلُو عليه.

ثالثًا: تخصيص مشروعات تنمية خاصة بالزيارة الأربعينية، وأهمها الربط السككي الدولي، والطرق الدولية، وتطوير المنافذ كلها، بدءًا مع الجمهورية الإسلامية.

رابعًا: تُدَرَّس هذه الزيارة الأربعينية، وتُخَصَّص لها المناهج في المؤسسات التربوية والتعليمية، فهي منارة عالمية في القيم والأخلاق.

ألواح طينية ، حازم أحمد فضالة، الربط السككي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ضياء عبد الرضا طاهر : نعم مسرور ابعاد الحلبوسي كان خاطئا حسب الدستور العراقي وانا ارشح السفيره الامريكيه أو السفير البريطاني بمنصب ...
الموضوع :
مسرور بارزاني يدافع عن المزور والمطبع : توقيت عزل الحلبوسي من منصبه كان خاطئا ويدعو الى عدم مساندة فلسطين
د. محمد سامى : تشرفت بالخدمة الطبية لأهالى قرية الهدام بالوحدة الصحية بها منذ ٤١ عاما كطبيب عام ، ودعانى الشوق ...
الموضوع :
المباشرة بانشاء مركز صحي في ميسان
ابو عباس : ها اشو طلع سلاح وملشيات صدعتو روسنا الشيعه عدهم ملشيات وسلاح منفلت طلعه الشمس على الحرامي ...
الموضوع :
الانبار.. تحذيرات من تفشي ظاهرة السلاح المنفلت خلال تظاهرات انصار الحلبوسي
ابو عباس : لعنت الله عليم وعلى العلام المجور من الغرب والعراب للهم انتقم من امريكا والكيان الصهيوني ...
الموضوع :
تلفزيون فلسطين: الجيش الإسرائيلي يتباهى بمساعدة مسن في غزة ثم يعدمه رميا بالرصاص
uutr##$%^& : تحالف العزم يضم قيادات كانت ضمن الشخصيات التي اثارت موجة الفتن التي دارت عام 2013 وانتهت بدخول ...
الموضوع :
العزم الأوفر حظاً.. 6 مرشحين لخلافة الحلبوسي في رئاسة البرلمان
Hala Bag : السفير الصيني و قبله السفير الياباني يتطلعون للدخول بقوة الى سوق العراق من خلال الاستثمارات و المشاريع ...
الموضوع :
رئيس هيئة النزاهة يشدد خلال استقباله السفير الصيني على ضرورة توفير البيئة الآمنة للاستثمار
جبارعبدالزهرة العبودي : وسائل اعلام المية وعربية قالت ان 5000 جندي امريكي دخلوا معركة غزة بكامل اسلحيهم وتجهيزاتهم العسكرية الى ...
الموضوع :
مستشار سابق للبنتاغون يصف ما حصل مع بلينكن في العراق بأنه "عار حقيقي"
اللهم عجل لوليك بالفرج مزمجرا فاتحا للمسجد الاقصى المبارك اللهم اميين : حم عسق حم لا ينصرون ...
الموضوع :
ما هي علاقة فلسطين وفتح القدس بظهور الامام المهدي المنتظر عليه السلام؟  
محمد الحسن : لم اقرء لكاتب شجاع ولا تؤخذه بقول الحق لومة لائم كما قرات للكاتب رياض سعد ولعل صراخ ...
الموضوع :
ردا على هذيان وهلوسة المدعو علي الوزني (1)
الفقير لله ولرسوله وال بيت الرسول الاطهار : بني امية أبناء الكفر الزنا والعهر والخنا الملاعين ... جدهم امية الصبي الرومي المملوك الذي كان يدعى... ...
الموضوع :
بنو أمية وبنو صهيون من رحم واحد..!
فيسبوك