المقالات

اين نحن من موقف عمر بن سعد؟

872 2022-08-08

  عدنان جواد ||   ذكر الدكتور علي شريعتي ان هناك ثلاثة مواقف في واقعة الطف، موقف الحاكم الذي يملك مقدرات الامة، من قوة السلطة، والمال والسلاح، وتحريك الجيوش، والذي يرفض اي احد يعارض حكمه، حتى وان كان ابن نبي، بل قل حتى لو النبي نفسه، فهو يقف ضد الحق ومن يطالب به يقتل ، ومن يسير في ركابه ويشايعه، ويرضى بحكمه، ويقبل بتولي الفاسق الفاجر الحكم، يحصل على العطايا والمنح والمزايا والمناصب في الدولة، وهذا المنهج سار عليه يزيد بن معاوية، وهذا موقفه واضح وصريح ويعرف مصيره، فهو طلب المكنة والحكم ولا يمكن القبول بغيرها. وموقف اخر ربط صاحبه مصيره ومصير عائلته ومن سار معه به، انهم يطالبون بالحق وتحقيق العدالة والقضاء على الظلم ومحاربته، والاصلاح لمنظومة الحكم الفاسدة، بل اصلاح الدين الذي تم اخفاء معالمه، وتغيير احكامه، فاصبح ابو طالب كافر وابو سفيان مؤمن، والامام علي حاكم جائر ومعاوية حاكم عادل، الى اليوم نعاني من هؤلاء الذين يفضلون المنافقين على اهل بيت النبوة، وهم سبب انهيار الامة الاسلامية فيما بعد امام التتر والمغول، والان امام الصهاينة  والامريكان، والفتن التي تشتعل في كل زمان، فيتم ذبح كل من ينتمي للرسول واهل بيته الطيبين الطاهرين، وصاحب هذا الموقف الامام الحسين عليه السلام الذي ضحى بنفسه واهل بيته واخلص اصحابه. وموقف اخر موقف المتحير، الذي يريد الاثنين معاً الدنيا وما فيها من مغانم ، والاخرة ان وجدت وما فيها من جزيل العطاء، فهو يجمع بين الحسين ويزيد، ففي رضا يزيد الحصول على المنصب وملك الري، وفي رضا الحسين كسب الاخرة، وتذكر المصادر التاريخية ان عمر بن سعد بقى متحيراً الى اليوم الثامن، الى ان قرر محاربة الامام الحسين عليه السلام، وقد خسر الاثنين معاً، فلا يمكن جمع المتناقضين ، فاين نحن من موقف عمر بن سعد، فبالنسبة للناس البسطاء، هل نسير حسب منهج الحسين، في الحلال والحرام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، من منا لا يخرق القوانين ، وهل نصلي وندعو عوائلنا للصلاة، هل ندعم الحق ونحن نعرفه حق المعرفة لكن نجامل ونخاف من الباطل وصولته، هل نحافظ على المال العام كما نحافظ على مالنا؟،  الكثير منا متجاوز على شبكة الكهرباء والشارع، لا يلتزم بقوانين المرور ولا بالنظام ويجد المبررات لعمله غير الصحيح، هل يؤدي الشرطي والجندي والموظف في الدولة وما مطلوب منه؟ ، وهل بائع الخضار والفواكه لا يغش في الوزن والنوعية، والصيدلي بالأدوية، والتاجر بالبضاعة المغشوشة ، والكثير من التقصير في حق بعضنا البعض وحق ديننا والتضحية التي ضحى من اجلها الحسين، اما القادة فعليهم مسؤولية كبيرة ، قد تكون مشابهة الى حد كبير موقف عمر بن سعد، فهم مع الحاكم مع علمهم بظلمه، وهم يأخذون العطايا والمناصب من الحاكم ، ويكنزون الذهب والفضة، ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، وكل عملهم القول في اللسان على عكس عمل  الجوارح والابدان، وهم يدعون انهم يسيرون على نهج الحسين ، ولكن عملهم مثل عمل عمر بن سعد ، مرة مع الحاكم الفاسد ومرة أخرى مع الحسين ،  ولو كنا مع الحسين قلبا وقالبا ، وطبقنا الحق وتعاليم الرسول وعلي وأبناء علي ، لما وجدنا هذا الظلم ، والفساد والفقر والحرمان ، وعدم رضا الحاكم على المحكوم وبالعكس ، وانتشار الكذب والغش ، وندعو الله بذكرى استشهاد الحسين عليه السلام الهداية وحسن الخاتمة للجميع.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابن النجف الاشرف : نداء استغاثة الى السيد رئيس الوزراء محمد السوداني نرجو زيارة مدينة النجف الاشرف والاطلاع على المعتقلين مؤخرا ...
الموضوع :
السوداني يترأس اجتماعاً خاصاً بتطوير مطار بغداد الدولي
ابو رغيف : لم أجد في أي مكان ان السيد محمد شياع السوداني يحمل أي جنسية أخرى سوى ألعراقية لهذا ...
الموضوع :
السوداني والعامري يبحثان مسارات عمل الأجهزة التنفيذية وفق البرنامج الحكومي
حسن مجتبى بزّي : السلام عليكم ورحمة الله.. تحية لجناب الدكتور العزيز.. أرجو من جنابكم تأكيد المعلومة التي ذكرتموها حول وكالة ...
الموضوع :
وطنية السيد موسى الصدر
باسم السلمي : نعم ... رحم الله الشهيد السعيد المهندس الذي ضرب أروع الأمثال في البطولة والتضحية والفداء فكان ليثا ...
الموضوع :
تيار الشهيد أبو مهدي المهندس..!
ابو حسنين : وضع العرب مزري من حيث وجدوا في الارض في الجاهليه كانوا قبائل متناحره ومتشرذمه وحضارتهم السلب والنهب ...
الموضوع :
لماذا أوضاع العرب مزرية؟!
ر. ح. ن : مع شديد الاسف من يمثل المكون الشيعي من قادة وسياسيين لم يرتقوا الى مستوى يؤهلهم ليكونوا خداما ...
الموضوع :
الاطار اطارنا 
NADHIM ALAMARA : هناك خطا في تاريخ الهدم الاول ...
الموضوع :
قصة هدم قبور أئمة البقيع..
الحاج سلمان : رحم الله الفقيد و رحم آباءه وأجدادة , اللهم إرحم أمواتنا و أموات المسلمين لاسيما من لا ...
الموضوع :
وفاة سماحة السيد صادق الحكيم نجل اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم
ابو حسنين : المعلوم والمعروف عند التكارتره بان عشيرة صدام عندما جائوا الى تكريرت طردوهم منها وهي البيجات فخيموا وسكنوا ...
الموضوع :
نعم.. صدّام المقبور ليس عراقياً..!
محمد السعبري : تنقسم الحرمة الى قسمين.. حرمة ذاتية وهي التي تكون غير خاضعة للمتغيرات والظروف المحيطة كمسألة الحين والقبح ...
الموضوع :
كيف تكاثر اولاد آدم علية السلام ..وكيف تزوجوا ومن هُنَ زوجاتهم ؟؟ الجزء 1
فيسبوك