مسعود ناجي ادريس ||
• البكاء ترجمة لما في القلب
يقولون إذا انتصر الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء فلماذا لا نحتفل بذلك اليوم؟ لماذا نبكي ما سبب هذا البكاء أمام هذا النصر العظيم؟ البكاء هو اللغة الصادقة والطبيعية للفرح والحزن والألم والحب للإنسان. البكاء مظهر طبيعي لشعور قسري وحالة معاناة أو عاطفة أو حزن.
يقول أحد العلماء الغربيين: "الإنسان الذي لا يبكي ولا يعرف كيف يبكي يفتقر إلى الشعور البشري"
أليست الدموع من أحلى الأشعار، والصبر الجميل في الحب، واعذب الإيمان، وأشد المشاعر وأنقى "حديث" والطف "محبة" فكلها تمتزج معا عندما تذوب في شعلة القلب لتخرج على هيئة قطرة اسمها الدموع؟ أليس القلب قالبا للدموع. لذلك شبه الدموع بالقلب.
البكاء ترجمة للقلب. فعندما يفقد الإنسان عزيزا على قلبه بموته سيحترق قلبه.... عندما قلبه يتذكر محبوبه ويتحدث لسانه بذكره ستواسیه عیناه، أليس العيون أصدق من اللسان في الحديث؟
دموع العين علامة على رقة القلب. من لا يتأثر بمشهد مليء بالإحساس ولم يذرف الدموع متأثرا بما شاهده، ولم يشعر باللذة من الحقيقة والجمال، ولم يذرف دموع الشوق فهو بعيدا كل البعد عن القلب السليم والروح السوي. قال أمير المؤمنين عليه السلام: «بکاء العیون وخشیة القلوب من رحمة الله تعالى» (إرشاد القلوب: ص 128).
قال رسول صلى الله علیه وآله:
«من علامات الشقاء: جمود العین، قسوة القلب...» (بحار الأنوار: ج 90، ص 336.).
من الجهة الثانية، المؤمنين أصحاب البصيرة النورانية والقلوب الرؤوفة والإحساس الطاهر والشفاف، ذكرهم القرآن الكريم بجملة «یبكعون و یزیدهم خشوعا» و «سجدا وبکیا». هؤلاء الأشخاص يذرفون دموع الفرح أمام عظمة رجال الله ودموع الحزن عند تعرضهم للظلم...
د.مسعود ناجي إدريس
https://telegram.me/buratha