د.مسعود ناجي ادريس ||
كيف أمكن لهذا النشيد أن ينجز، خلال هذه المدة القياسية، ما عجزت عن إنجازه مشاريع عالمية ضخمة؟
في المقدمة وقبل كتابة عدة سطور عن هذه الأنشودة الجماعية أشير إلى أننا نرى نور شروق الشمس لتكسر قلب ظلمات الليل قبل أن تظهر قرصها في السماء. جميع سكان الكرة الأرضية يدركون نور الشمس قبل شروقها وبعدها يشهدون ظهور الشمس في السماء، وبخصوص إمام العصر (عج) أيضا شبهه الإمام الصادق (ع) بالشمس الغائب خلف الغيوم.
في البداية ندرك نور العالم المضيء لحجة الله على الكرة الأرضية قبل ظهوره وحضوره الفيزيائي إي ذكره في الكرة الترابية وهذه علامة مهمة وكبيرة على دخول نور الساطع لشمس الهداية التي تأخذ معها نشر العدالة. نقرأ في دعاء الندبة: (أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد العتاد والمردة، أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد)
عندما كنا نقرأ فقرات هذا الدعاء الشريف اعتقدنا أن الإمام سيواجه ويقتل المستكبرين والطغاة بأكثر الأسلحة المتطورة ولكن اليوم نرى أن أنشودة جماعية تسببت بنهضة كبيرة وذلك بمشاركة الأطفال والمراهقين وتتبدل الحال لنشهد ثورة عالمية، هذه الحركة الثائرة للناس في أرجاء العالم وبلغات ولهجات خاصة ومختلفة تمكنت من أثارت غضب المستكبرين.
حدود سنتين ونصف تقريبا من خلال مشروع معقد تعطلت المجتمعات الإنسانية في العالم وكنا نصل تدريجيا إلى مرحلة تكون رؤية التجمعات الإنسانية الكبيرة في العالم عبارة عن أسطورة خيالية، لكن اليوم مع هذه الأنشودة الجماعية بحضور الأطفال والمراهقين شهدنا تشكل معجزة في الدنيا الحالية.
الأعداء في السنوات الأخيرة وبالأخص آخر عشر سنوات صرفوا مليارات الدولارات لخلق الانحراف الفكري وإبعاد المراهقين والشباب والأطفال عن الدين المبين الإسلامي والقرآن وأهل البيت (ع). إنتاج آلاف الانميشنات، الألعاب والتطبيقات كلها علامة على تشكيل نهضة عالمية بإدارة الشيطان الأكبر وباقي دول الاستعمار والاستكبار العالمي لإنتاج محاصيل مبتذلة ومخربة ولكن بصورة مفاجأة وبتصرف ولائي لإمام الحجة (عج) في القلوب الطاهرة للأطفال والمراهقين من خلال تجمعات مليونية في كل أرجاء العالم أخرس وهدم كل خطط أعداء هذا الدين، هذا يعني إمام الحجة يريد أن يقول لي ولكم إننا نرعاكم ولم نترككم: (غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم).
هذه علامة كبير للمؤمنين بأن الأعداء بأدواتهم المختلفة يسعون لإيجاد اليأس والإحباط بخصوص إمام الزمان وظهور الحجة ويبعدون الناس عن مسير آخر حجة لله وعن مسير المنجي وهذه الأحداث الجيدة واللافتة للنظر التي تحدث في أرجاء الدنيا تظهر بأن الإمام يسعى إلى تزريق الأمل في المجتمع الإيماني وعلامة مباركة على أنه إذا شددنا همتنا وخططنا لإيجاد منهج صحيح ومناسب يمكننا خلق فكر إيماني وتشكيل أمة إسلامية موحدة إن شاء الله...
د.مسعود ناجي إدريس