المقالات

تسريب النوايا

854 2022-07-25

حمزة مصطفى ||

 

بعد إجراء عملية جراحية حيث يمكن أن يفصح  الإنسان تحت تأثير المخدر عما في   دواخله. ومع إنها تبدو أقرب الى الهلوسة لكنها لاتتضمن مافي نواياه الدفينة. لكن هل من المنطق البناء عليها  لكي يوضع في دائرة اللوم أو المحاسبة. فالنوايا في النهاية كاشفة عما ينوي المرء التخطيط له أو العمل  عليه او  التهيؤ له.وإذا كان بعضها يمثل ضرورة من نوع ما, طالما تعبر عن نوع من الحماية الذاتية أو الدفاع عن الذات في مواجهة خصوم واقعيين أو محتملين, فإن السؤال هنا .. ما الفرق بين النية والتحسب المسبق؟ وأين مكمن الخطأ بين الإثنين, النية أو التحسب؟ هل يحاسب المرء على سبيل على نواياه التي قد يعبر عنها في هلوسة ليلية على شكل حلم يسمعه من هو قريب منه أو تحت تأثير المخدر؟

ربما تتعدد صيغ الإجابة عن مثل هذه الأسئلة. فهناك من يرى أن الحلم تجسيد لفعل مكبوت طالما تتوفر أدوات تحققه يتحول الى فعل واقعي ملموس . الأنظمة الشمولية تحسبت لمثل هذا الإحتمال بحيث تتم محاسبة الناس أحيانا على النوايا. تحضرني هنا رواية  "قصر الأحلام" للروائي الألباني إسماعيل كاداريه التي تناولت هذه المسألة بالذات. فلقد عهدت مهمة تفسير أحلام الشعب لدائرة خاصة في المخابرات. وربما يحكم الناس بالإعدام  لا لعمل إقترفوه بل لمجرد حلم بعد أكلة دسمة. الروائي الإنكليزي الشهير جورج أرويل جسد ذلك هو الآخر في روايته "1984" التي كتبها عام 1948. وربما هناك أمثلة أخرى لمن يريد "يبحوش".

 ولأننا نعيش منذ أيام ظاهرة تتعلق بتسجيلات مسربة, فإن هذه الظاهرة من حيث المبدأ ليست جديدة. فقبل إختراع الهاتف النقال كانت تستخدم عدة أجهزة لمن يراد التسجيل له سواء كان التسجيل فيديويا أو صوتيا فقط. والأهم من التسجيل المسبق   هو الإختراق وآخر الإختراقات تمت عبر نظام بيغاسوس الذي هو أحد برامج التجسس. أين نحن من هذا كله؟ نحن الآن في الدائرة الصفرية لما يمكن تسميته "تسريب النوايا" يقوم على تسجيلات مسربة لأحد الزعامات السياسية في البلاد إختلف القوم في ما إذا كانت مفبركة أو حقيقية. لكن بقطع النظر عن النفي أو الإثبات فإن من يتولى تسريب هذه التسجيلات من خارج  الحدود يقول بوضوح إنه لن يكتفي بما سربه حتى الآن. ففي تصريحات تلفازية له يشير الى أن لديه المزيد منها تتعلق بآخرين. وربما هناك ماهو "أقمش" مما ظهر حتى الآن. التسريب سيأتي إذن "إجن, إجن" وربما حسب الحاجة والأولويات. إن صح ذلك, فإننا أمام إشكالية كبرى تتصل بأصل "بنية" النظام السياسي .. لا نواياه.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك