بعد أن انتشر مقطع فديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشاب من أهالي قضاء سوق الشوق الشيوخ التابع الى محافظة ذي قار اجراء لقاء معه وكان هذا لقاء مختلفا جدا عن كل اللقاءات مؤثرا ومعبرا ومؤلم في نفس الوقت . يبيع الشاي ويحمله عبر ترامس ( الترمس وعاء يخزن فيه الشاي لكي يحتفظ بحرارته) ويتجول في أسواق وشوارع مدينة بغداد تاركا مدينته لأكثر من شهر من أجل ان يجمع بعض المال لكي يعين عائلته لكي يعيشوا ..
لقد أثر هذا الشاب الذي أسمه سلام الخيكاني مشاعر كل من يسمعه عندما هوس وقال : ( الترمس كاسر ظهري .. وين أهل الغيره ) وأردف قائلا : ( لا واحد وأثنين .. الترمس كاسر ظهري ) .. وانتهى اللقاء واخذ صداه بين أوساط المجتمع العراقي ولكن هذا اللقاء لم يمر مر الكرام على شباب ذي قار ، بل شمروا ذراعهم وجمعوا مبلغا من المال وكانت المفاجئة عندما عاد سلام الخيكاني من بغداد الى مدينته سوق الشيوخ ..
ولقد استقبل شباب ذي قار الواعي الواعد هذا الشاب استقبال الفاتحين المنتصرين وحملوه على اكتفاهم عند بوابة مدخل مدينة الناصرية وكانت معهم المفاجئة وهوسوا وقالوا له ردا على ما قاله في لقاءه المصور ( اليوم تعوف الترمس .. بزود أهل الغيره ) نعم بزودكم أيها الغيارى الاحرار يا أبناء ذي قار الشجعان فالتاريخ سوف يكتب لكم تلك النخوة اليعربية الذيقارية عندما فاجئوا هذا الشاب وقدموا له ( سيارة ) لكي يعمل بها بدلا من الترمز وهوسوا وهتفوا ( الترمس الكاسر ظهرك .. ينذب من توصل ذي قار ) ..
نَعمَ الشباب .. شباب ذي قار ...
ونَعمَ الاحرار .. احرار ذي قار ..
ونَعمَ الرجال .. رجال ذي قار ..
لقد اثبتم للعالم كله انكم والله شباب الغد لبناء العراق الذي يمر بمخاض عسير بسبب سياسات الفاسدين الذين تولوا على الحكم دون ان يراعوا هؤلاء الشباب ويفروا لهم لقمة العيش الكريمة بل اهتموا بمنافعهم ومصالحهم الحزبية ..
انظروا لهؤلاء الشباب وتعلموا منهم درسا في الرجولة والنخوة والشهامة لكي لا يضام أحد مهما كان جنسه وهويته ومذهبه ومسقطه وقوميته ، فكان موقفا رجوليا يخلده التاريخ من أوسع ابوابه ..
الكاتب / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha