المقالات

متى التزم الصدريون باتفاق حتى يلتزموا الآن ؟

1232 23:35:00 2008-05-13

بقلم: فالح غزوان الحمد

لو سئل العراقي اليوم عن عدد الاتفاقات التي أبرمت بين الصدريين و مليشياتهم من جهة و بين الحكومة العراقية في المركز أو الحكومات المحلية في المحافظات لما استطاع أن يأتي على عددها و لا يقوى على حصرها فقد تصرمت السنوات الماضية منذ الإطاحة بالنظام المقبور و حتى اللحظة وهي تشهد الإعلان عن الاتفاقيات و الهدن ثم ينهار كل شيء بعد أن يخرقه الصدريون . و السؤال الوحيد الذي يتداوله المواطنون هو : ما الذي يريده الصدر و أتباعه ؟ إذ أن طبيعة خرق و نقض الاتفاقات لا تترك مجالا لتصور أن ثمة منطقا و عقلانية تحكم قيادات الصدريين و مليشياتهم فضلا عن الحيرة التي بدت توصد أبواب التفكير لدى الساسة و المتابعين حول من هو الطرف الذي يمكن عقد الاتفاق معه من عديد القيادات الصدرية إذ أنه كلما تم توقيع اتفاق و معاهدة لحقن الدم و فرض سلطة القانون مع هذه الشخصية أو تلك من التابعين بل و المقربين لمقتدى الصدر يخرج الأتباع و عناصر المليشيات ليقولوا أنهم غير معنيين بما تم ؟؟ يبدو أن أي اتفاق حاضرا و مستقبلا مع الصدريين لن يصمد و لن يقدموا على تنفيذه و الالتزام به . وقد سبق خلال السنوات الماضية كما قلنا توقيع العديد من الاتفاقات و المواثيق و العهود و غيرها معهم و لكن لم يفلح ذلك في إنتاج ثمرة للشعب العراقي و أن أي حالة استقرار تشهدها أية محافظة أو قرية الآن في الوسط و الجنوب ليست مطلقا نتاج اتفاق معهم بل نتيجة ضرب القوات الأمنية بيد من حديد على رؤوسهم . وعلى سبيل التذكير فقد أحصينا أنه في محافظة البصرة تم عقد خمس اتفاقيات مع مكتب الصدر لم يلتزم الصدريون بأي منها سوى واحدة استمرت لأسبوعين قبل أن يعودوا لتوجيه نيران أسلحتهم تجاه الشرطة و الجيش من غير المتعاونين معهم . و في محافظة ذي قار شهد مركز المحافظة توقيع أكثر من سبعة اتفاقات منذ وجود القوات الإيطالية و حتى عام 2007 و لم ينفذ منها شيء يذكر على الإطلاق ، بل في إحدى المرات كان الموقعون قد وقعوا الاتفاق و ما أن خرجوا منتشين بحقن الدم لأبناء المحافظة حتى ثارت المواجهات بعد ذلك بساعة واحدة بعد زرع عبوات ناسفة في طريق الوفد الحكومي الذي كان يتفاوض مع مكتب الصدر في المدينة . و كانت ثمة محاولة لإحدى الشخصيات من حزب الفضيلة قد حشرت نفسها في ترتيب اتفاقية يحترم جيش المهدي بموجلها القانون و لا يتدخل بعمل القوات الأمنية وبعد ساعات قليلة فقط من توبيخ تلك الشخصية لأعضاء مكتب الصدر صباحا حتى تعرض لمحاولة اغتيال في المساء أدت إلى إصابته بجروح شديدة وهو متوجه إلى قضاء سوق الشيوخ . في مدينة كربلاء بذل الوجهاء و شيوخ عشائر معروفون قصارى جهدهم و لأكثر من مرة طيلة عامي 2005و 2006 لوقف عمليات الاغتيال و التصفية التي تقوم بها عناصر جيش المهدي لكوادر أحزاب سياسية و مؤسسات مدنية و أمنية و قد أسفرت المحاولات المخلصة و الحثيثة عن اتفاق تلغى بموجبه المظاهر المسلحة و تمنح الأجهزة الأمنية استقلالية في العمل و ممارسة واجباتها و كان للمرجعية دور في محاولة الوصول إلى نقاط مشتركة و قد أظهر الصدريون آنذاك أنفسهم بمظهر الحريص على حقن الدماء و فرض القانون و لكن لم يمضِ سوى بضعة أيام حتى عادوا إلى سابق عادتهم في اغتيال المواطنين و الاعتداء على مؤسسات الدولة و إرباك الأوضاع العامة و لم تضع الاتفاقات و التعهدات حدا لأعمالهم إلا بعد أن حزمت القوى الأمنية أمرها و قررت التصدي بحزم لشراذم المليشيات فاستقر الأمر بعد ذلك إلى حد كبير . و لا تختلف محافظة الديوانية عن أخواتها فقد شهدت عددا كبيرا من الاتفاقات مع مكتب الصدر بل و سافر بعض المسئولين فيها على النجف للالتقاء بمقتدى الصدر نفسه بغية وضع نهاية للوضع الأمني المتردي بفعل هجمات يقوم بها عناصر جيش المهدي ضد القوات الأمنية و كلها ذهبت أدراج الرياح رغم أن مقتدى كان حريصا على إظهار رغبة كبيرة بالتعاون و لكن يبدو انه لم يكن سوى نفاق واضح حيث كان قادته يتلقون الأوامر من النجف للاستمرار بضرب القوات الأمنية بحجة الدفاع عن النفس و جرائم هؤلاء يعرفها أهل المدينة أكثر من غيرهم و يعلمون علم اليقين بأن قائد هذه العصابات راض تماما بما يحصل . أورد الحادثة الآتية لكوني سمعتها مباشرة ممن كانوا ضحية من ضحايا جيش مقتدى ، حيث تم خطف شابين من بين أحضان والدهما العجوز بحجة أنهما يعملان في القاعدة العسكرية الأمريكية و الحق إنهما لم يكونا عاملين فيها يوما في حياتهما غاية ما في الأمر أنهما توجها ذات يوم إلى تلك القاعدة لغرض السؤال عن لجنة طبية تعود لإحدى المنظمات الإنسانية الأمريكية توفر فرصة علاج لبعض المرضى على نفقتها و قد طلب الخاطفون مبلغا كبيرا و بالدولار لإطلاق سراح الشابين . و حين توجه والدهما العجوز إلى مكتب مقتدى و التقى به شخصيا ساكبا دموع الاستعطاف و الرجاء بإطلاق ولديه أمر السيد القائد المحترم و بعد التأمل الطويل بإطلاق سراحهما و على منوال اللهجة الصدامية : خلوا يطلعونهم .. دون أن يسأل قادة مليشياته لماذا اختطفتم هذين الشابين أصلا ؟ و كيف تطلبون مبالغا طائلة مقابل إطلاق سراحهما ؟ تؤشر هذه الحادثة كما غيرها من عشرات الحوادث المماثلة إلى سخافة الاعتقاد بأن مقتدى لا يعرف شيئا عن جرائم عصاباته و أنه لا يوافق على أعمال من هذا النوع .. على أية حال كانت الاتفاقات العديدة حبرا على ورق النقض و التملص الصدري و لم تعد الأمور إلى نصابها إلا بعد القيام بوثبة الأسد و ما تلتها من عمليات عسكرية أعادت فرض سلطة القانون و تخليص أبناء المحافظة من نير تحكم المليشيات بها . بعد هذا كله هل يمكن لنا أن نستثني الاتفاق الأخير و نقول انه يخالف تلكم السلسلة الطويلة من الاتفاقات المنقوضة من قبل الصدريين و لكن لماذا ؟ ما الذي اختلف لدى الصدر و أتباعه كي يتصرفوا هذه المرة بشكل مختلف ... ؟ إننا على قناعة انه لا شيء قد اختلف أبدا ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك