المقالات

كيف نجهض مخطط تفكيك الدولة؟!

1551 2022-06-20

قاسم العجرش ||

 

على الرغم من العمل الحثيث، الذي تحالفت على إنجازه قوى داخلية وخارجية، من أجل تفكيك القوى السياسية التقليدية، وخصوصا القوى الإسلامية العريقة، أو تلك المرتبطة بمحور المقاومة، وهذا ما اتضح من ورطة الأنتخابات المبكرة الأخيرة، ونتائجها المثيرة للجدل، إلا أنه اتضح وبما لا يقبل مناقشة، أن العمل السياسي الحزبي، يمثل العمود الفقري للديمقراطية، وأن محاولة تشظية المجتمع من أجل الهيمنة على القرار السياسي العراقي من قبل المحتل الأمريكي، باءت بالفشل.

هكذا فإن وجود ونشاط القوى السياسية والحزبية، امر حتمي ولابد منه، لأنه ضرورة لاي نظام ديمقراطي..

إن للقوى السياسية ومن أي مشرب كانت، سواء كانت إسلامية أو مدنية، أو أي تسمية  أخرى، دورها بتعبئة الشعب واعداد البرامج، والتأهيل للحكم وتقديم الاكفاء والمدربين ومراقبة النظام.

إن مساحة نشاط القوى السياسية كافة؛ هي المجالس التشريعية والمواقع الضرورية، لضمان حسن عمل المسؤولين، في مراتب السلطة العليا، وبما تقتضي الضرورة والحاجة والممارسات العملية كما في بقية البلدان..

اما دون المواقع التمثيلية فلا يجوز فرض الحزبيين من الاعلى، اذ يعتبر ذلك انتهاكا لحق المواطنين.

المنتسب للأحزاب والمستقل يجب ان تكون لهما نفس الفرص في الوظيفة، ومعيارهما الاول والأخير الكفاءة والاعتبارات المهنية.

 لذلك يتعين الفصل بين السياسي والاداري، وييجب أن ُيمنع رئيس الوزراء او الوزراء او المسؤولون؛ في الرئاسات والحكومات المحلية، في زرع انصارهم في المواقع الرئيسية للدولة، والامر نفسه بالنسبة للسلطات الاخرى.

العراق يشهد فوضى قانونية وتشريعية، تسببت بعرقلة بناء دولة حضارية تخدم الشعب، ولكي نبني دولة مؤسسات، يجب مراجعة وتكييف التشريعات والقوانين السابقة؛ بما يتوافق مع الدستور، واستكمال القوانين التي طالب بها الدستور.وفي أولوية ذلك؛ يجب وبلا إبطاء؛ انجاز قوانين السلطة القضائية والمحكمة الاتحادية، وجعل القضاء سلطة مستقلة لا سلطان عليها سوى للقانون.. وعدم تدخل السلطات المختلفة او القوى السياسية بعمل القضاء.

إن اقليم كردستان هو جزء "اصيل" من العراق، ولم يكن يوما ما منفصلا عن العراق حتى في ظل النظام البعثي المجرم، والفيدرالية لا تعني أنه "فد" شيء إنضم طواعية الى العراق، بل تعني أن إبنا عراقيا إمتلك شروط إدارة شؤونه الخاصة، فإستحق بيتا خاصا به، وما دام كذلك، فله كافة الحقوق وعليه كافة الالتزامات.. وان جهداً استثنائياً يجب ان يبذل لإعادة الثقة وتقويم العلاقة، وفق الدستور.

لقد انتقل الفساد من حالة فردية لظاهرة اجتماعية.. وتراكمت الممارسات والمفاهيم والقوانين والتعليمات، التي تخفي الفساد وتحميه وتطوره.والفساد ملف كبير لا يتعلق بالمفسدين فقط، بالدولة وهدرها للاموال، بسبب ترهلها وتضخمها، وكثرة التعليمات والقوانين المتناقضة المعيقة لكل شيء من جهة، والتي تسمح بكل شيء من جهة اخرى..فتسمح للمفسدين والمنتفعين، الاستفادة من هذه الفوضى؛ عليه لابد من مراجعة ممارسات الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد..وان لا يعني الفساد مجرد ملاحقة الشبهات والقضايا الفاسدة.

كلام قبل السلام: المشكلة الأهم التي يجب معالجتها بشكل عاجل، هي تحكم واحتكار الدولة الريعية، وتطور العسكرة، فتحولت الدولة لجهاز للرعاية الاجتماعية ولاستهلاك الموارد، وصارت مواردها المعيل الوحيد للجميع يتصارعون عليها، بعد تراجع دور القطاع الاهلي في بناء الثروات وتوزيع المداخيل..

سلام..

qasim_200@yahoo.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك