المقالات

الإعلام والصِّحافة العراقية والشرنقة

869 2022-06-18

حازم أحمد فضالة ||

 

    يواجه الإعلامُ العراقي والصِّحافة خطرَ القطيعة عن المنطقة العربية والعالم، وهو يبني شرنقته حول نفسه لكن ليس لِأن يتطور إلى فراشة! بل إلى الأفول الأبدي! من أجل ذلك سنعرض المشكلة في نقاط ميسرة:

1- الإعلام العراقي والصِّحافة، صار يعتمد لهجة الشارع في الكلام، ولا يتكلم اللغة العربية الفصحى، فالبرامج إعدادًا وتقديمًا مع الضيوف؛ كلها تستعمل لهجة الشارع وبنسبة أكثر من (95%)!

2- الإعلام العراقي صار لا يفرق بين ثلاثة مفهومات:

أولًا: الصِّحَفي: فالصِّحَفي أحيانًا هو الدراس المتخصص، وحتى تصل رسالته إلى مديات واسعة يحتاج أن يكتب باللغة العربية الفصحى، وهو الذي يتتبع مصدر المعلومة، ويصنعه، ويكون علاقة منفعة متبادلة بينه وبين المصدر، ولا يظل مكوَّرًا على كرسيه إزاء شاشة ما!

ثانيًا: المدوِّن: هو الشخص الذي ليس بالضرورة أن يكون إعلاميًّا أو صِحفيًّا، بل يمارس التدوين والنشر من موقعه، وينجح في عمله بسبب عوامل ذاتية أو خارجية.

ثالثًا: الناشط المدني: وهي صفة تناسب السَّفاهة، ولا وجود لها في ميادين الثقافة وفضاءات الإعلام، وجاءتنا بها الليبرالية الغربية؛ لتمحق صفة المثقف والكاتب وتحل محلها، وتملأ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بالنطيحة والمتردِّية! فالدراسات لا تعرف صفة اسمها (ناشط مدني).

3- الإعلام العراقي ينحدر نحو شرنقته التي تعزله عن العالم، فهو مثقل اليوم بالشعبوية واللامنهجية، وعندما تكون لغته الأساس هي (لهجة الشارع)، ويهجر اللغة العربية الفصحى؛ فهو يعزل نفسه عن العالم، وللأسباب الآتية:

أولًا: العامل المشترك اللغوي بين الدول العربية هو (الفصاحة)، فإذا اضمحلَّت يضمحلّ التواصل بين الدول.

ثانيًا: سيتوقف الإعلام والصحافة العربية -فضلًا عن العالمية- عن الاهتمام بالإعلام العراقي، ونقله، وهذا يُخسِّر العراق موقعه الإعلامي في المنطقة والعالم.

ثالثًا: يكون الإعلام العراقي ارتدادًا لصدى صوته، لأن صوته يصطدم بالجدار العازل (لهجة الشارع) ويرتدّ إلى نفسه، ولا يرى نور العالم.

رابعًا: يخسر العراق عامل الترجمة إعلاميًا، فمن ذا الذي يهتم بترجمة لقاءات ناطقة بلهجة الشارع، وما هي نسبة الاهتمام، ولماذا يترك قنوات مثل الجزيرة والعربية وغيرها (المتكلمة باللغة العربية الفصحى) المُيسَّرة على المترجمين؛ ويذهب نحو عناء تفكيك طلاسم لهجة الشارع وغموضها المعقد!

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
Azad : وهناك خيانة يقترفها مسعود منذ عام ١٩٩٢ والى يومنا هذا حيث قد جعل من الإقليم مستعمرة تركية ...
الموضوع :
مسعود البرزاني : العميل رقم ٤١
عبدالغني مرشد الحميري : سقف الحرية والجهل كحكومة ودولة مسلمة الاسلام دين لها وكتاب الله مرجعا لها وسنة رسول الله عليه ...
الموضوع :
السيد الملحد البخيتي وآليته في الجدال ونقاط ضعفه ة(البهيمية Zoophilia) أنموذجًا
مواطن : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عجيب حين تخالف ارادة الانسان معتقده هو يرتجز باليقين انه ...
الموضوع :
لوحة الشمر بن ذي الجوشن ..  
رباب سالم شبيب : انا موظفة في مصنع اطارات الديوانية... خريجة دبلوم إدارة.... لي خدمة ٢٨ سنه.... بسبب قرار التسكين المجحف ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
هاني موسى : الاقليم الموردين يئوي المعارضين والمجرمين العراقيين كذلك ...
الموضوع :
مصلحة من يأوي الإقليم معارضي ايران وتركيا؟
منير حجازي : السلام عليكم . اتمنى من الحرس الثوري الإسلاميةالإيراني عدم تسليم الخاطفين المقبوض عليهم إلى الجهات الأمنية العراقية ...
الموضوع :
بينهم عراقيون.. إيران تعلن تحرير "رهائن" واعتقال الخاطفين
احمد محمد الصاوي : شكرا لكم ...
الموضوع :
اشارات قرآنية عن معارف الصحيفة السجادية للمؤلف الحسون (ح 1)
Salam Albader : لا تسلمون لحيه العراق للبنك الدولي كما فعلت مصر، البنك الدولي له اطماع خاصه بالدول الاستعماريه والمنظمات ...
الموضوع :
المالية تناقش مع البنك الدولي اولويات التنمية ودعم البرنامج الحكومي
سالم البدر : تحياتي د. جواد الهنداوي نعم كلامك حقيقي، الاصل ليس ان العراق لايملك المقومات او المشاريع العملاقه المزعمه ...
الموضوع :
مالذي يمنع العراق من الانضمام الى منظمة شنغهاي و منظمة بريكس؟!
فيسبوك