المقالات

القياس المنصوص..العلة إستدلال صائب..!

1195 2022-04-24

حسن المياح ||

 

في علم الأصول يستخدم القياس المنصوص العلة (يعني المعلومها والمحددها) كنوع وشكل أسلوب إستدلال، للوصول الى إستنباط حكم . وهذا الإستدلال هو إستدلال صائب منتج مثمر، يتعامله، ويتداوله الأصوليون ( علماء الأصول ) في عملية الإستدلال والإستنتاج . وفي مقالنا هذا نريد أن نستخدم هذا القياس لكي نتوصل الى النتيجة التي ترام، والتي يريدها من يعمل عليها.

وزارة التجارة في الحكومة العراقية قررت أن توزع سلة غذائية (حصة تموينية شهرية) مضاعفة في شهر رمضان الذي هو شهر الله سبحانه وتعالى الفضيل الكريم هذا العام ٢٠٢٢م، وأراد المسؤول تأسيآ، وإقتفاءآ، وإقتداءآ، بهذا الشهر العظيم أن يكون فاضلآ كريمآ، وإن إختلفت المسؤولية في الملكية حيث أن الله سبحانه وتعالى هو المالك الحقيقي لما ينعم ويكرم ويفيض عطاءه بلا مقابل، وحيث أن المسؤول هو الموظف الذي لا يملك، ولكنه يؤدي تكليفه المسؤول عنه.

فقامت وزارة التجارة بتوزيع سلة الشهر الثاني من هذه السنة ٢٠٢٢م ناقصة، وبالتقسيط في توزيع المفردات، ولم تكتمل كل مفردات السلة الغذائية توزيعآ، وإعتبرتها هي سلة رمضانية أولى، تتبعها سلة ثانية . ونفس الشيء حدث لسلة الشهر الثالث، وكانت سلته الغذائية هي لحد الآن الذي نتحدث فيه مقتصرة فقط على قطع مادة الطحين، وباقي المفردات علمها عند ربي، ووزارة التجارة راسخة الدراية في التوزيع والحجب، وهذه هي السلة الثانية (المضاعفة) التي تحدثت عنها وزارة توزيعآ لشهر رمضان الكريم .

فهل هاتان السلتان الناقصتان المنكمشتان المتبعضتان، هما لشهري الثاني والثالث لسنة ٢٠٢٢م، وأن السلة الرمضانية المضاعفة قد نهبت .. أو أنهما السلة المضاعفة لشهر رمضان المقتصرة توزيعآ على بعض المفردات التموينية الغذائية، وأن سلتي الشهر الثاني والثالث قد أنزلتا في ظلمات جيب وزارة التجارة، ولا، ولم، وربما لن، يعلم مصيريهم!

وإذا أردنا أن نطبق القياس كإستدلال أصولي ينتج ثمرة للبحث --- لا بد من وجود حالتين، أو ظاهرتين، أو حادثتين، ليتحقق الإستدلال القياسي، ولنستعجل لمعرفة العلة المنصوصة في مثال توزيع السلة الغذائية الرمضانية المضاعفة، وذلك بالإعتماد على ما شاهدناه من سوء تصرف كمحاولة أحتيال ، وغارة صعلكة، وأسلوب قرصنة --- ليكون إستدلالنا صائبآ صحيحآ، صالحآ منتجآ للثمرة، فنسأل ونقول : ما هي العلة، والسبب، والغاية التي حصحصت وظهرت وبرزت، في مثالنا في توزيع السلة الغذائية الرمضانية المضاعفة من قبل وزارة التجارة المكلفة بتوزيع الحصة المضاعفة، لمعالجة إرتفاع الأسعار العالمي الجهنمي الفاحش، ومحاولة توفير المواد الغذائية التي إعتاد عليها قوتآ أكثرية الشعب العراقي أن يتناولها غذاءآ يوميآ له ..

العلة ظاهرها معالجة للأزمات، وباطنها وحقيقتها هي السرقة والنهب..وعملية فذلكة التوزيع للسلة الغذائية هذه، هي ظاهرة، لونها الشكلي الظاهر أنه محاولة ممارسة علاج إقتصادية لحل وتطبيب أزمة إقتصادية مر بها العراق ( وهي أزمة موجة إرتفاع الأسعار المفاجيء، وربما المتدرج الذي لم يلتفت اليه، وشحة المواد الغذائية وجودآ في الأسواق )، وباقي دول العالم، مارستها وزارة التجارة .

ونحن الى هنا لم نستفد من القياس إستدلالآ ؛ وإنما أبرزناه كمفهوم، وأسلوب ممارسة إستدلال . وإنه يكون إستدلالآ، لما نقيس عليه ظاهرة أخرى ( كما ذكرنا قبل قليل ) تشترك مع الظاهرة الأولى التي تشابهها، في نفس العلة، وهي السرقة والنهب.. والظاهرة الثانية المراد قياسها على أساس تشابه العلة مع الظاهرة الأولى المقاس عليها (وهي ظاهرة توزيع السلة الرمضانية المضاعفة) من خلال وحدة الإشتراك التي هي السرقة والنهب، هي ظاهرة《قانون الدعم الطاريء للأمن الغذائي، فهل تستويان مثلآ، وممارسة، وأسلوبآ هدفآ، وغاية مرتجاة.

وأنها فذلكة إحتيال ونصب، وغش وخداع، ومحاولة صعلكة من أجل السرقة والنهب، بيافطة وشعار، وممارسة دعم المواطن معاشيآ ليتخطى مرحلة الأزمة الإقتصاية الهالكة التي هو يعيشها، كما تعيشها شعوب العالم الأخرى.

وهل أن العقل الإقتصادي للمسؤول العراقي الجهبذ النحرير قد تفجر إبداعآ --- سيودع ذكره تاريخآ مدونآ في موسوعة جنيس على أساس أنه إبداع إختراع، ومهارة إكتشاف في علم الإقتصاد عجز عن الوصول اليه علماء الإقتصاد في كل أنحاء دول العالم .

أو أنه ممارسة شيطانية إبليسية يحسن صنعها اللصوص والمافيات، لما يتخذوها وسيلة نهب وسرقات، وإستحواذات وإستئثارات، من خلال قنص الفرص التي تتاح، وخصوصآ في حلوك فترة الأزمات، وتسجل في《موسوعة ال ٥٦》المعروفة المشهورة في العراق، لما يمارسها النصابون، والحرامية، والمسؤولون المجرمون اللصوص المتصعلكون مفهومآ إجتماعيآ جاهليآ للصعلكة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك