المقالات

السياسة والرمي في الهواء!.. 

1681 2022-04-04

  ا.د جهاد كاظم العكيلي ||   يلتقي الكثير من المهتمين بالشأن السياسي في نقطة واحدة حول مفهوم السياسة والتي أخذت أخيرا مفاهيم مُتعددة الأشكال والأنواع بفضل الإجتهادات النفعية، لكنها لا تخرج في كل الأحوال عن إطار ومفهوم واحد، ألا وهو، فن المُمكن وتغليب مصلحة طرف على طرف آخر ..  علي هذا الأساس نهجت دول عديدة السَير وفق هذا المفهوم السياسي، وتمكنت من بناء أوطانهم بناء رصينا سواء على حساب تغليب مصلحة بلدانهم على حساب مصالح دول أخرى أو تغليب مصلحة بلدانهم على حساب مصالح الساسة أنفسهم الذين يُمثلون بلدانهم بمختلف أطيافهم، وهذا النوع من السياسة كعنوان ومفهوم مُتبع في معظم بلدان دول الشرق إلا ما ندر .. وبخلاف ذلك أصبح الأوطان بالنسبة للسياسيين وسيلة عبور لتحقيق المنافع الشخصية ومنافع القوى المتنفذة التي تتصارع وتتنافس من إجل أن تبقى أحدهما في السلطة لتتحكم في مصير ومستقبل أوطانها، من دون أن يكون هناك رؤى واضحة ومبرمجة للتنفيذ والتخطيط الواعي الذي من شأنه النهوض بواقعها بشكل حضاري ومدني أسوة بالدول الأخرى ..  وواقع الحال في العراق هو كذلك، فلا زالت الأحزاب المتنافسة على السلطة تعصف به بعد مضي ما يقرب من عشرين عاما وحتى الآن في صراع تنافسي مرير على كرسي السلطة، حيث تتجاذب القوى الأجنبية السلطة والكرسي لزرع أجنداتها السياسية ولكل أجندة أهدافها  وغاياتها غير المشروعة ومنها تدمير الشعب نفسيا وزرع حالة اليأس والخنوع لما ينفذ ويجري من دون أن تلتفت القوى السياسية لذلك النهج المدمر الذي أتي على الأخضر واليابس، حتى جعلت منه بلدا لا يعرف التماسك على الأطلاق، في ظل مفهوم لبناء مؤسسات مدنية وخدمية، وأصبح الفساد ينخرها من كل حدب وصوب، وتغلب فيه مصالح أفراد بعينهم على مصالح عامة الناس، وتهاوت فيه حتى المنظومة القيمية الإجتماعية والإنسانية، وصار  يُضرب به المثل في التراجع غير المتوقع على الإطلاق  ..  هذا الواقع التراجع المخزي هو حصيلة غياب الرؤى السياسية التي تدير العملية السياسة، في البلد التي إنشغلت عقدين من الزمن تتنافس فيما بينها حول ما يسمى بالإستحقاقات السياسية من دون أن تضع نصب عينها إستحقاقات الوطن، فما فائدة أفضلية هذه المجموعة عن الاخرى ومصالح الناس العامة مهددة، إذ أصبحت الأصوات السياسية وتعاليها بين الأحزاب مثل أصوات الطلق الناري في الهواء، ليدمر سماء السياسة العراقية، التي ينشغل بها المنشغلون لكنها لم تصب أحدا غير الوطن، الذي يفقد من فرص بناءه مع تقادم الزمن ..  وقد إعتاد العراق والعراقيون على هذه الطريقة بعد كل عرس إنتخابي، لكن هذه الأعراس تنقلب أحزاننا عليهم، وهم ينظرون بعين الرحمة للمنقذ لهم وهو يحمل راية الحق والعدالة الساعي لبناء الوطن وليحقق لشعبه سعادتهم ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك