المقالات

الصحة ( ١٥) العبادة والصحة النفسية ....


 

د.مسعود ناجي إدريس ||

 

تلعب العبادة والتواصل مع الله دورًا أساسيًا في جلب الإنسان إلى مكان آمن وسالم. عبادة الله تحمي الإنسان من الأذى والخطر. ومفتاح سعادة الإنسان وراحة البال يقول الله تعالى في القرآن: <وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ> ( الذاریات ٥٦ )

العبودية تحمي الإنسان من الأخطار والأذى ، وعندما يبتعد الإنسان عن الأخطار والأذى ، ينال راحة البال والصحة العقلية ؛ لذلك ، تلعب العبادة دورًا مهمًا في صحة الإنسان العقلية ، ومن ناحية أخرى ، إذا تصرف الإنسان على عكس طبيعته التي تسعى إلى الله ، فإن تصرفاته ستؤدي إلى الحزن والاكتئاب.

• الإيمان والصحة العقلية

الطريقة الوحيدة لتحرير الإنسان من الحزن والقلق هي الإيمان بالله تعالى. الإيمان هو الكلمة الأكثر شمولاً في مفهوم الدين في المدرسة الإسلامية ، وهي مشتقة من جذر "آمن" أي الإيمان بالقلب وسلام الروح والتحرر من أي خوف أو حزن. يقول الشهيد مطهري (رحمه الله) : 《يعزز الإيمان التفاؤل والتنوير والأمل وراحة البال والمتعة الروحية وتقليل التعاسة وتحسين العلاقات الاجتماعية.》

يقول الله تعالى : <الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ > ( الانعام / ٨٢ )

وذكر في آية أخرى من القرآن: <بَلٰىۗ-مَنْ اَسْلَمَ وَجْهَهٗ لِلّٰهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَلَهٗۤ اَجْرُهٗ عِنْدَ رَبِّهٖ ۪-وَ لَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لَا هُمْ یَحْزَنُوْنَ۠ >( البقرة / ١١٢ )

السلام ظاهرة إلهية تنزل في قلوب المؤمنين وأهل الإيمان ، وهذا السلام واضح في المؤمنين ، وهذا مذكور أيضا في القرآن:

<هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ> ( الفتح / ٢٨ )

تظهر الأبحاث أن العقيدة والمعتقدات الدينية تلعب دورًا مهمًا في تحسين الناس وخلق راحة البال ، وبالنسبة للمتدينين ، بالإضافة إلى كونهم أقل عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض نفسية واضطرابات سلوكية فإنهم في حالة المرض والضيق يتعافون من الصدمات النفسية بسرعة.

تظهر الدراسات وجود علاقة إيجابية بين المعتقدات الدينية والصحة العقلية. وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يؤمنون بالمعتقدات الدينية لديهم قلق وضيق نفسي أقل بكثير من أولئك الذين لم يؤمنوا بذلك.

جاء ذلك في الآية الشريفة على النحو التالي: <فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ> ( العنکبوت / ٦٥)

عندما يصعد المشركون والوثنيون على متن سفينة في وسط البحر ، ويعلقون في الأمواج الهادرة ويجدون أنفسهم على بعد خطوات قليلة من الموت ، يغمرهم القلق الشديد. في الوقت نفسه ، لم يعد الشرك وعبادة الأصنام يمنحهم السلام. لذلك لا يوجد سلام إلا في ظل التوحيد والإيمان بالله . الإيمان بالله؛ يعني فتح باب قلب الإنسان على النسمات الإلهية ، وإلى أن يهب هذا النسيم على قلب الإنسان ، يكون السلام معه...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك