المقالات

لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم


 

الشيخ الدكتورعبدالرضا البهادلي ||

 

هذا المقال كتبته منذ سنوات عدة قد تتجاوز السبع او ثمان سنوات  .

ان واقعنا هو انعكاس لنا ، وحيث ما تكونوا يولي عليكم ، ولا غير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .

اقول : على المجتمع اذا اراد ان يغير واقعه الى الافضل والاحسن عليه  ان يصلح نفسه ويبدأ بنفسه والاقرب اليه من اسرته واهله ومحيطه بنية صادقة ورجوع حقيقي الى الله تعالى حتى يمكن ان يغير الله واقعنا وحالنا ، فالواقع الايجابي والسلبي هو نتاج نفوسنا ،وكما قال تعالى لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم . 

لذلك هناك عدة تساؤلات يجب ان نسال انفسنا عنها قبل ان نعيب على الواقع ردائتها وفسادها .

1-      وابدأ اولا بطلاب العلوم الدينية حتى لا يقال لماذا لا تحاسب نفسك وصنفك : ليسأل كل طالب للعلوم الدينية وهم مشروع تكميلي لرسالة الانبياء هل استطاعوا ان يجتمعوا في كل مدينة وان يضعوا مشروعا ومنهجا من اجل ارشاد الناس والنزول معهم وفي واقعهم وقدموا مثالا يحتذى به ؟ وهذا السؤال نفسه هل استطاعت المؤسسة الدينية في العراق ان تقوم بواجبها بأزاء المجتمع العراقي من الناحية بناء المجتمع فكريا وثقافيا حتى لا يقع في الانحراف على كل اشكاله.؟

2-      وليسأل الاب والام انفسهما ، وقد قال الله تعالى عنهما : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6] ، هل الاباء استطاعوا ان يربوا ابنائهم التربية الصالحة والسليمة القائمة على اساس الاسلام ،وعلموهم مكارم الاخلاق من الصدق والامانة ، هل خصصوا لهم وقتا للجلوس معهم وغرسوا فيهم حب الخير للناس، وعدم التجاوز عليهم ، هل اطعموهم الطعام الطيب الحلال ،وابتعدوا عن الحرام وما فيه شبهة.

3- لنسأل أنفسنا  كمجتمع، هل قدمنا الصالحين من المجتمع لقيادة المؤسسات كافة، هل انتخبنا الصالحين المخلصين هل جعلنا الله امام أعيننا في ذلك....

4-        ليسأل المعلم ، والمدرس ، والاستاذ الجامعي انفسهم ، هل استطاعوا ان يكونوا قدوة صالحة في التربية والاخلاق امام تلاميذهم وطلابهم ،وهل اعطوا من انفسهم الجهد الكافي في العملية التعليمة واخلصوا في تدريسهم ولم يقصروا ؟ وهل علموا الطلاب سبل الابداع  ام اخفوا عليهم ذلك حتى لا ينافسهم احد، هل علموهم كيف يواكبوا التطور الحاصل في البلدان المتقدمة لتحصيل افضل النتائج باقل الوقت.؟.

5-      ليسأل الطالب نفسه هل بذل الجهد من اجل القراءة والدراسة ، هل جعل هدفه الابداع العلمي والمعرفي والبحث والتطور ، ام النجاح هو الغاية والهدف من اجل الوظيفة ؟.

6-      ليسأل الطبيب نفسه ، هل عاش الانسانية مع مرضاه ، وهل اتعب نفسه مع المريض وقدم كل ما يستطيع من اجل علاجه ، ام هدفه هو المال ،هل واكب التطور العلمي في العالم حتى يمكن له ان يسهم في معالجة المرضى بدل ان يذهب المريض الى الدول الاخرى .؟

7-      ليسأل المهندس نفسه ، هل داوم في دائرته دواما كاملا ؟. هل كان امينا على المشاريع التي اشرف عليها ؟ هل قام بابداع في مجال عمله من اجل تطوير البلد على مستوى المشاريع والبنى التحتية والاشراف على المقاولات .

8-      ليسأل الموظف نفسه في الدائرة ،هل استطاع ان يعمل بشكل مضبوط وصحيح طيلة دوامه ام يقضيها بالتسويف مع مراجعيه واحيانا لا يعمل الا بالرشوة .؟

9-      ليسال الضابط ، والجندي في الجيش والشرطة هل قاموا بعملهم بصدق وامانة في الحفاظ على البلد من الارهاب والقضاء على الجريمة المنظمة ؟ ام ان الراتب هو الهدف من الانخراط في هذه الوظيفة .

10-    ليسال اصحاب المهن الخاصة ،التاجر ، والعطار والبقال ،والبناء ،والبقية الباقية ،هل كانوا امناء في اعمالهم ولم يخدعوا الناس او يغشوهم .؟.

11-    ليسال الناس انفسهم هل بحثوا وسعوا الى الكمالات الاخلاقية كبحثهم عن الاكل والشرب والمال والمنصب

12-    ليسال الناس انفسهم هل تراحموا ،هل تعاونوا ،هل احب بعضهم البعض الاخر ، ،ام الظلم والحسد والحقد والانانية هي السائدة بينهم .  

▪️وهناك تساؤلات كثيرة علينا ان نسال انفسنا عنها  ، اذن كيف نريد ان يغير الله واقعنا وحالنا او نريد حكومة  صالحة ونزيهة وكفوءة وملائكية ، ونحن نعيش الظلم والفساد في كل مفاصل حياتنا . ولنفترض ان الله يرزقنا بحكومة صالحة وكفوءة ونزيهة وربانية فهل المجتمع اذا كان يعيش الظلم والفساد سوف تستمر هذه الحكومة ام ان الفاسدين والمنافقين والمجتمع المنحرف سوف يسهم في القضاء عليها .

▪️لذلك اكرر ايها الاعزاء : اذا اردنا ان نغير واقعنا علينا وكل واحد من موقعه ان يغير حاله بشكل حقيقي وليس قولي وعندما يرى الله تعالى اننا غيرنا واقعنا فلا بخل في ساحته المقدسة ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك