المقالات

انحناءُ الحنونِ.. 

1436 2021-12-14

  أ.د عليّ الدّلفيّ ||   يقولُ أهلُ العقلِ: "الحقُّ أحقُّ أنْ يُتّبع أبدًا" إذْ لا يحقُّ للإنسانِ أنْ يضعَ قدمًا مَعَ الحقِّ وأخرىٰ مَعَ الباطلِ علىٰ مرِّ الزّمانِ وفي كلِّ مكانٍ؛ فهو "الخداع" بعينِهِ؛ لذا إنَّنا نعتقدُ أنَّ "المُرجعيّةَ الدِّينيّةَ العُليا" تعدُّ؛ اليومَ؛ جبهةَ الحقِّ التي أسّسَ أركانَهَا أهلُ البيتِ "عليهم السّلامُ" لتكونَ ملجأً للأمّةِ في زمنِ الغيبةِ التي نَعتقدُ بها اعتقادًا مُطلقًا؛ فلا ينبغي أنْ يستظلَّ المؤمنُ بظلٍّ ينافي ظلّها؛ ويلجأ في المهمّاتِ إلى غيرها؛ وإنَّ دورَ زعيمها السَّيِّدِ عَلِيّ السِّيستانيّ في العراقِ مُنْذُ "٢٠٠٣م" إلىٰ يومنا هذا لا مثيلَ لهُ ولا يُقاسُ بدورٍ آخرَ علىٰ جميعِ الأصعدةِ "السّياسيّةِ؛ والاجتماعيّةِ؛ والدّينيّةِ؛ والاقتصاديّةِ؛ والثّقافيّةِ؛ والفكريّةِ". لَقَدْ نهضَ بمسؤوليّةِ الحفاظِ علىٰ بلدٍ مُمزّقٍ؛ وأعادَ خياطةَ أوصالِهِ المُتقطّعةِ. ففي وقتِ السِّلمِ كانَ السِّيستانيّ يقودُ جهدًا فريدًا واستثنائيًّا؛ لإنقاذِ العراقِ مِنْ براثنِ الفتنةِ والاقتتالِ الدّاخليّ؛ وَقَدْ استطاعَ بحكمتِهِ وحلمِهِ وصبرِهِ وعدلِهِ أنْ يخمدَ كُلَّ الفتنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ. وفي وقتِ الهدرِ وحَمْي الوطيسِ أصدرَ ابنُ سيِّدِ النّجفِ الأشرفِ فتواهُ العظيمةَ التي أنقذتِ العراقَ؛ مرّةً أخرى؛ مِنْ نارِ الإرهابِ والتّكفيريّينَ والمُتطرّفينَ؛ ففي أحيانٍ كثيرةٍ يكونُ قرارُ إعلانِ الحربِ ليسَ سوىٰ محاولة لأنْ يسودَ السَّلامُ... فمنَ أعادَ الأمنَ والأمانَ وشيوعَ السَّلامِ هُمْ أبناؤهُ أبناءُ فتوىٰ الجهادِ الكفائيّ مجاهدو الح.ش.د..الش.ع.ب.يّ؛ ومنْ معهم مِنَ الغيارىٰ مِنْ أبناءِ العراقِ الذين دافعوا عَنْ جميعِ العراقيّينَ وحرّروهم مِنْ قبضةِ الظُّلمِ وغياهبِ الجهلِ وجحيمِ التّخلّفِ.  المرجعُ الدِّينيُّ الأعلىٰ السِّيَّدُ عَلِيُّ الحُسينيُّ السِّيستانيُّ مصداقٌ حقٌّ وآيةٌ عظمى للرّسالةِ المحمّديّةِ والدّينِ القويمِ؛ وهو خيرُ مَنْ اقتدى بعدلِ أميرِ المؤمنينَ الإمامِ عليّ "عليه السّلام" وزهدهِ. وَقَدْ مثّلَ مركزَ النّجفِ الأشرفِ وقطبَ رحاهِ في عصرنا الحاضرِ؛ يؤكّدُ دومًا على الحفاظِ على القواسمِ "الإنسانيّةِ" المشتركةِ؛ ومواقفُهُ الوطنيّةُ كثيرةٌ يشيدُ بها القاصي والدّاني؛ وهو الأبُّ الرّوحيُّ لنا؛ وأعلمُ علماءِ المُسلمينَ قاطبةً "شيعةً وسنّةً" وأكثرهم زهدًا في الحياةِ. يسكنُ في دارهِ الصّغيرةِ جدًّا "المؤجَّرة" ويعيشُ عيشةَ البسطاءِ مِنَ الشّعبِ؛ "له طقمٌ واحدٌ مِنَ الملابسِ الصّيفيّةِ ومثلها شتويّة". السَّيِّدُ عَلِيّ السِّيستانيّ قامَ ببناءِ وتشييدِ وإنشاءِ المئاتِ مِنَ المستشفياتِ والمستوصفاتِ ودورِ العجزةِ ودورِ العبادةِ ودورِ الأيتامِ ومراكزَ للأراملِ والمؤسّساتِ الخيريّةِ والثّقافيّةِ والتّعليميّةِ والإنسانيّةِ والخدميّةِ في كافّةِ أرجاءِ المعمورةِ "بمليارات الدولارات" تأتيه مِنَ "الحقوق الشّرعيّة"؛ ولديهِ استراتيجيّةٌ عادلةٌ في توزيعِ أموالِ الخمسِ. يصرفُ بعضها علىٰ شكلِ رواتبٍ شهريّةٍ لأكثرَ مِنْ "مليوني" يتيمٍ وأرملةٍ ومحتاجٍ داخلَ العراقِ فضلًا عن بناءِ مجمّعاتٍ سكنيّةٍ للفقراءِ وأبناءِ الشّهداءِ ومدارسَ وجامعاتٍ وجوامعَ ومستشفياتٍ ومراكزَ ثقافيّةٍ وغيرها. وبحسبِ تقاريرَ رسميّةٍ أنَّ الأيتامَ والأراملَ والفقراءَ الذين يرعاهم عَلِيّ السِّيستانيّ في العراقِ عبرَ المؤسّساتِ الخيريّةِ والدّينيّةِ والاجتماعيّةِ التّابعةِ للحوزةِ العلميّةِ في النّجفِ الأشرفِ أكثرَ بأضعافٍ مِنَ الذي تصرفهُ الحكومةُ العراقيّةُ الغنيّةُ في المجالِ نفسهِ. ويرعىٰ السِّيستانيّ الملايينَ مِنَ الفقراءِ في "أفريقيا والهند وباكستان وإيران وبنكلادش وغيرها مِنَ الدُّول"؛ كما قامَ وبأموالِ "خمسِ الشّيعةِ في أوربا وأمريكا" ببناءِ وشراءِ عشراتِ البناياتِ وقامَ بتحويلها إلىٰ مساجدَ وحسينياتٍ للمغتربينَ وعوائلهم وأطفالهم لكي يحافظَ على هويّتهم الإسلاميّةِ وعدمِ إنخراطهم في المُجتمعاتِ غيرِ الإسلاميّةِ. لَقَدْ صَدَقَ أهلُ العقلِ حينما قالوا: "الحقُّ أحقُّ أنْ يُتّبع أبدًا"؛ ولا أصدق مِنْ قولِ أميرِ المُؤمنينَ عَلِيّ بن أبي طالبٍ "عليه السَّلام": "فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ العَالِمِ المجَرِّبِ تُورِثُ الحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ، وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الحُكُومَةِ أَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخزُونَ رَأْيِي، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيرٍ أَمْرٌ! فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفِينَ الجُفَاةِ، وَالمُنَابِذِينَ العُصَاةِ، حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ". 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك