المقالات

هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟


  ماهر ضياء محيي الدين ||   الزيارات الرسمية والتحركات الدبلوماسية الاخيرة لسوريا وتركيا ، ثم لإيران من قبل الجانب الإماراتي تدل ان صفحة الماضي ستنطوي ، ومرحلة  التصعيد  والحرب بالوكالة ، والضرب تحت الطاولة قد انتهت والعمل على بدء صفحة جديدة  من اجل تحسن العلاقات وبناء تفاهمات  متبادلة والتعاون الثنائية في حل الملفات المعقدة ذات الشأن المشترك  هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟ ما شهدته المنطقة خلال الفترة الماضية من تصاعد حدة الصراعات والتناحر بين اطراف النزاع امريكا وحلفائها من جانب ، وورسيا والصين حلفائهم من جانب كان ينذر بوقوع حرب عالمية نووية ثالثة ، لولا تدخل بعض الاطراف من اجل عدم وصل الامور الى التصادم المباشر ، ودخول العالم في حسابات ومعادلات جديدة اشبه بما حدث في الحربين العالميتين الاولى والثانية ، لكن عوامل وظروف كانت سببا رئيسا في منع حدوث هذه الكارثة الكبرى ،ولعل اهم الاسباب هي الخشية والخوف في الدخول في معارك مباشرة مع الخصوم ، ولان اطرافها ليسوا بحاجة الى التعريف بقدراتهم وامكانياتهم الهائلة من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية ، لكن في الاتجاه المعاكس كانت خياراتهم او اساليبهم في الحرب البردة هي فرض العقوبات الاقتصادية والتصعيد في لغة التهديد والوعيد ، ودعم الفصائل المسلحة بكافة المجالات ، لتكون ارضينا ساحة للاقتتال  ،  ونهبت خيراتنا وثرواتنا ليومنا هذا ، ودماء شبابنا هي الثمن الباهظ في دفع فاتورة حرب بالوكالة ، ودمرت مدننا الواحدة تلو الاخرى ، وحتى مدننا الاثرية لم تسلم من هذه الحرب المفجعة . على الرغم من لجوء الكبار الى استخدام سياسية  الضرب تحت الطاولة ، لكنها لم تترك مجال للحوار من خلال طاولة التفاوض ، فكانت هناك عدة لقاءات واجتماعات على كافة المستويات من اجل حلحلة الازمة وايجاد رؤية مشترك للملفات الشائكة بين الجانين ، فكانت النتائج بفعل مما تقدم وضغط بعض الاطراف على طرفي النزاع منعت الصدام بين الكبار ، وحلت بعض الامور ، لكنها لم تحل الازمة نهائيا ، ولم تكن خارطة الطريق لعودة الامور الى مجالها الطبيعية ، بمعنى ادق وواضح العراق وسوريا ولبنان واليمن كانت ومازالت ساحة لتصفية الحسابات المتبقية ان صح التعبير (هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟ )، ومنفذ لتنفيذ اجندتها وسياساتهم ونهجهم  المعهود في تدمير البلدان وقتل الشعوب . لو نعود الى اصل كلامنا ونسال لماذا لم تكن هذه التحركات والزيارات خلال الفترات السابقة من قبل اطراف الحرب ؟ وجوابنا باختصار شديد لان طرفي الصراع وصلوا الى قناعة تامة ان نهج الحرب والتهديد لم يحل المسائل المختلف عليها  ، بل زاد الطين يله ، وجعل بعض الاطراف اكثر تمسك بمواقفها , واشد صلابة  في التحاور والتفاوض ، ثم انهم فشلوا فشل شنيعا في حربهم المباشرة كما في اليمن ، ودعم المجموعات الارهابية كما في العراق وسوريا ، وحتى في الملف الاقتصادي الحال نفس الشي في لبنان . ولماذا سيكون الحال بعد هذه المفاوضات السرية والعلنية  لبعض الدول (العراق وسوريا ولبنان واليمن) ؟ هنا سنجيب من محورين الاول ان الدول الكبرى ومن ينوب عنها في التفاوض ستضمن بالدرجة مصالحهم , ثم تحاول الحصول على اكبر قدر من المكاسب والمنافع  في دول المنطقة  من خلالا ابرم المعاهدات والاتفاقيات السرية والعلنية, ليكون الدور بعد ذلك  ضمان مصالح حلفائهم  في المنطقة ، اما دول اخرى سيبقى حالها كما هو ، وستبقى تدفع الاثمان الغالية في حالتي السلم والحرب . كما يعرف الجميع قد تستمر المفاوضات لسنوات طويلة ، وبدون التوصل الى تبني رؤية مشتركة ، والحال سيبقى نفس الحال دول في طريق الاعمار والبناء والتقدم  وامن واستقرار ،واخرى محور كلامنا ستظل ساحة للتصفية الحسابات ، ولا شيء يذكر في فيما تقدم ، بل سيزداد الوضع سوء اكثر مما سبق بكثير في كافة المجالات ، وسنشهد المزيد من مسلسل الدمار والخراب والقتال في البلدان الاربعة المذكورة او ستضاف اليها بلدان اخرى في قائمة الدول المنكوبة . المحصلة النهائية لما  لن يُصلح العطار ما أفسده الدهر ، ونبقى هذه الدول  ضحية مشاريع ومخططات الكبار في حساباتهم ، الا اذا كان للشعوب كلمة اخرى  في تغيير المعادلة ، والدخول في حسابات اخرى ويكون وقتها لكل حادث حديث ، 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك