المقالات

التداول "السلبي" للسلطة..!

1552 2021-11-08

  حمزة مصطفى ||    إختفى مصطلح العالم الثالث بعد أن كان إشتهر أيام "عدم الإنحياز" لمن لايزال يتذكر من أبناء جيلي تلك الأيام ومعها الكم الهائل من المصطلحات والمفاهيم. للمتعجلين أذكر بعضها اليمين واليسار. واليسار نوعان نوع عاقل ونوع طفولي. التقدمية والرجعية, الشرق والغرب, العالم الثالث أو بلدان عدم الإنحياز, الشيوعية والرأسمالية, الإمبريالية والراديكالية, الأصالة والمعاصرة, القطيعة المعرفية وسواها. لم يكن قد نشأ بعد مفهوم واضح للسلطة وكيفية تداولها لاسيما في بلدان العالم الثالث. الإنقلابات التي يقوم بها ضباط برتبة رائد أو عقيد كحد أعلى (في أحد بلدان أفريقيا عريف قاد إنقلاب) هي المشهد المألوف جدا في ستينيات وسبعينيات وحتى ثمانينات القرن الماضي عبر ما يمكن الإصطلاح على تسميته التداول (المسلح) للسلطة. بعد ذلك ولاسيما آواخر الثمانينات ومنذ إنقلاب الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في السودان بدا أن  الطريق أصبح سالكا لنوع من التداول السلمي للسلطة. صحيح أن إنقلابا آخر بعد ثلاث سنوات على إنقلاب سوار الذهب السلمي رتب له المفكر الإسلامي البارز الراحل حسن الترابي جثم عبره الجنرال عمرالبشير 30 عاما على صدر السودان برقصته المعروفة وعصاه التي كان "يهش" بها على كل شئ, ولعل أول من هش  به عصاه هو أستاذه ومدبر إنقلابه الترابي نفسه. وفي شهادته الممتعة على العصر في برنامج الجزيرة الشهير يقول الترابي إنه حين نجح إنقلابه على صهره الصادق المهدي (الترابي متزوج من أخت الصادق المهدي) وجاء بالبشير من أحد معسكرات الجيش رئيسا فإن الذي حصل أن البشير ذهب الى قصر الرئاسة وأنا ذهبت الى السجن.   في أثيوبيا جارة السودان لعب العسكريون "شاطي باطي" بهذا البلد عبر كل أنواع مايمكن تسميته تداولا مسلحا  للسلطة وهو شكل من أشكال التداول (السلبي) لا السلمي للسلطة في هذه  البلاد التي وضعها سد  النهضة ومشاكله على الخريطة السياسية في العالم. فحتى بعد وصول آبي أحمد الى السلطة في أثيوبا فإن محاولات الإنقلاب توالت عليه حتى بلغت ثلاثة كلها فشلت. أحمد الذي منح إستباقيا جائزة نوبل للسلام أبلى بلاء حسنا في معاركه المسلحة ضد أبناء شعبه (مقاطعة تيغراي).  ماذا يعني ذلك؟ يعني أن "سوق" نوبل للسلام  قد "خرط" كما يعني أن إختفاء مصطلح العالم الثالث لايعني زوال مسبباته. فهذه الدول وأخرى غيرها في "الواق واق" لاتزال تؤمن بـالتداول "السلبي" للسلطة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك