المقالات

نتائج الأنتخابات..تمهيد لتسريح الحشد الشعبي!

1586 2021-11-01

 

قاسم العجرش ||

 

تعتبر الانتخابات هي الوسيلة المُثلى التي اتفقت عليها الشعوب في نظم أمرها، وحسم كيفية إدارة الحكم وتداول السلطة بأسلوب سلمي، سواء بانتخاب ممثلين للشعب كبرلمانيين ينوبون عنهم، في تشريع القوانين، ومراقبة الأداء الحكومي، وعرض مشكلاتهم أمام الحكومة، أو في انتخاب رئيس يؤمن مصالحهم، ويحقق مطالبهم، لكن يبدو أن الأمر لا يسير هكذا في بعض الدول، حيث تحولت فيها الانتخابات؛ إلى وسيلة شكلية تستخدمها الحكومات، لتؤكد للعالم، أنها تكرس الديمقراطية وتمنح الشعب حق الاختيار، في حين يظهر التزوير كعدو لدود يحارب هذا العرس الديمقراطي، ويحوله من أداة تخدم المواطن، إلى مجرد عرض مسرحي هزلي، تحقق الأنظمة من ورائه مصالحها الخاصة، بإنجاح من يطيب لهم، وإسقاط من يخالف رأيهم.

بحسب ما جاء في موسوعة غينيس العالمية، حدثت أكبر عملية تزوير أعلن عنها في التأريخ في ليبيريا تحديدًا عام 1927، عندما حصل المرشح الرئاسي «تشارلز كينج» -وفقًا للبيانات الرسمية- على تأييد 234 ألف صوت، في حين أن قوائم ليبيريا – في ذلك الوقت - لم يكن مسجل فيها سوى 15 ألف ناخب فقط.!

تعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في العاشر من تشرين الأول 2021، أكثر التجارب الانتخابية غموضا؛ منذ أول انتخابات جرت مطلع عام 2005، لأسباب عدة تتعلق بقانونها الجديد الذي لم يسبق أن طبق في العراق، وظروف تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والبيئة السياسية المحيطة بالعملية الانتخابية، وأعين الدول والجهات الخارجية التي اعتادت على التدخل في الانتخابات العراقية، ودفع مخرجاتها باتجاهات محددة.

أنجزنا للتو انتخابات أبكر عن موعدها في نيسان 2022 ، في خطوة فقدت معنى التبكير، بعدما جرى تأجيل الأنتخابات مرة، وتأجيل التأجيل مرتين، وكان الاجدر ان نذهب الى المواعيد الدستورية، لكننا شعب مطيع لمن طلب استقالة عبد المهدي وحكومته المثيرة للجدل، ودعا الى انتخابات مبكرة، وأتت بعد استقالة او إقالة عبد المهدي حكومة أكثر منها جدلا، كان عليها ان تنجز الانتخابات المبكرة في موعد اقصاه ستة أشهر بعد رحيل حكومة عادل عبد المهدي، لكن يبدو أن الأوراق لم تكن مرتبة بشكل جيد، لصالح القوى التي خربت العملية السياسية، والتي تقف أمريكا وراءها بالتأكيد، ولذلك تم تأجيلها مرة تلو الأخرى!

مفوضية الأنتخابات التي شكلت إثر رحيل عبد المهدي من قضاة ينتمون الى جميع مكونات الشعب العراقي، ترسيخا لمبدأ المحاصصة، التي يتبرأ منها الجميع لكنهم يمارسونها كعبادة مفروضة، تعاطت مع واجباتها الانتخابية بطريقة سيئة جدا، إذ لم تلتزم بالسياقات القانونية جملة وتفصيلا، ولم تحترم روزنامة الانتخابات، وسمحت أو تغاضت عن خروقات لا تحصى سواء في التصويت الخاص أو التصويت العام، وقامت هي ذاتها بتزوير نسب المشاركة بالانتخابات، وأستخدمت أجهزة إليكترونية غير موثوق بها، فضلا عن أنها ولسبب مبهم وضعت سيرفرات العملية النتخابية تحت رحمة دولة الإمارات العبرية المتحدة.

 الحوادث من هذا النوع تقلل من مصداقية نتائج الانتخابات، والحديث يدور عن حقائق تم تثبيتها، مشيرا إلى أن تقارير عن حوادث تزوير، قد لا تكون أقل خطورة من هذه الحوادث بعينها، وثمة شهادات نصية عن أعمال إجرامية ارتكبت أثناء الانتخابات، وهنالك معلومات موثقة عن ترهيب واستيلاء على مراكز اقتراع، وتسجيل بطاقات اقتراع بدون تدقيق في التوقيعات، فضلا عن التعطيل المتعمد لأجهزة البايومتري، وإطفاء لشبكات الانترنيت والكهرباء، واجتهادات لموظفي الاقتراع برفض بطاقات الناخبين.

المفوضية وبنرجسية عالية، صمت آذانها عن الشكاوى والطعون، ومن أصل آلاف الشكاوى لم تقبل سوى عدد لا يتجاوز أصابع يدين، في سابقة استبدادية لافتة للنظر، وفيها تحولت المفوضية وهو المشكو منها الى قاض وحكم، وهو ما لم يحدث في اي بلد في العالم، ولا حتى في ليبيريا 1927..!

لم تكن المفوضية وحدها من سعى الى تخريب الانتخابات، فقد هيمن المال السياسي الذي استخدم لشراء أصوات الناخبين، خصوصا في الساحة السنية، وتم توثيق العديد من حالات شراء الأصوات التي يجرمها قانون الانتخاب، ورفعت إلى الهيئة المستقلة للانتخاب التي لم تتخذ إزاءها اي إجراءات رسمية ومحاسبة،

ووفقا لتقارير مختصين بمراقبة الانتخابات والبرلمان، فقد شهدت الانتخابات زيادة في عملية شراء الأصوات، وحدّ المال الأسود من حرية الناخبين، إلى جانب تسجيل مئات الملاحظات على الإجراءات الانتخابية.

كما تم حرمان مقاتلي الحشد الشعبي من المشاركة بالاقتراع الخاص، في إجراء تقاذف رمي المسؤولية عنه، كل من مفوضية الانتخابات وإدارة هيئة الحشد الشعبي، وهكذا ضاعت أصوات أكثر من 170 الف مقاتل أدراج الرياح.

نتائج الأنتخابات كانت صادمة جدا، فهي لا تعبر عن الخارطة السياسية العراقية، لا على صعيد المكونات، ولا على صعيد الإنشغالات والاهتمامات، وبدت وكأنها معبأة ومرزومة سلفا، بعدما صممت لإزاحة أنصار الحشد الشعبي، تمهيدا لتسريحه أو حله او دمجه بالقوات الأمنية، واذابته لأن الأمريكي، وهو مصمم العملية السياسية العراقية، لا يريد أن يرى حزب الله ثانيا في المنطقة..!

ـــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك