مع قرب انتخابات مجلس النواب العراقي أصدرت المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الكبير السيد علي السيستاني ( حفظه الله ورعاه ) بيانا توضيحا مفصلا بشأن المشاركة في الانتخابات وما تراه من مصلحة لصالح البلد .
ان المرجعية تشجع الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة وليس المشاركة فقط ، بل أكدت المرجعية على المشاركة الواعية بأن يكون الناخب واعيا لمن ينتخب وفق الشروط التي وضعتها المرجعية وليس انتخاب الفاسد او الفاشل او غير الكفؤء الذي عبث في هذا البلد الخراب والدمار ، وان مسؤولية الناخب تكون امام الله سبحانه وتعالى وامام الشعب وضميره .
وأكدت المرجعية على وجود بعض النواقص في المشاركة الانتخابات ولكنها تبقى هي الطريق الاسلم للعبور الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى لتفادي الكثير من الاخطار والوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي وبهذا خافت المرجعية على البلد من الوقوع في فوضى التناحر او الاقتتال الداخلي وتعرض السلمي الأهلي الى المخاطر ، فأن المشاركة في الانتخابات هي أوهن الشر للعبور بالبلد من المخاطر والفوضى السياسية
ودعت المرجعية الدينية الناخبين الى أن يأخذوا العبر والدروس من الانتخابات السابقة وما لأصواتهم من دور في رسم مستقبل البلد وعليهم ان يستغلوا هذه الفرصة لأحداث تغيير حقيقي في أدارة الدولة وابعاد الايادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسية .
وأكدت المرجعية ان أمر التغيير يمكن أن يحدث أذا تكاتف الناخبون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وان عدم المشاركة سوف تتكرر إخفاقات مجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها .وبعد ذلك تصبح الأمور ليس وقت فرار وخلاص ، حيث حذرت المرجعية ان الأمور قد تسيء اذا لم تتداركوا الأمور وانها قادرة على اتخاذ أوامر لم تكن بالحسبان كما اطلقت فتوى الجهاد الكفائي .
كما أكدت المرجعية انها لا تساند أي مرشح أو قائمة انتخابية على الاطلاق ومن يدعي ذلك فهو كذاب ، وان الامر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه أراءهم ، وعلى الناخبين ان يتحلموا مسؤولية ما ينتخبوا ولا يحملوا المرجعية الدينية أخطاء اختياراتهم .
ودعت المرجعية الناخبين الى تدقيق سير المرشحين في دوائرهم الانتخابية والتدقيق والسؤال عنهم ولا ينتخبوا الا الصالح النزيه الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره .
وقد وضحت المرجعية الدينية صفات المرشح الذي يتم انتخابه منها :-
1- ان يكون مؤتمن على مصالح العراق العليا وقيمه الأصلية .
2- ان يكون كفوء ونزيه ويشهد له بذلك .
3- ان يكون مؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم .
4- ان لا يكون ممن عمل خارج أطار الدستور من شغل مقعد في مجلس النواب .
5- أن لا يكون من المتورطين في الفساد ويؤمن بالمحاصصة .
6- ان لا يكون تابعي الى أي جهة خارجية .
كما دعت المرجعية المفوضية المستقلة للانتخابات ان يعملوا على أجراء الانتخابات في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني ( المنفلت ) أو التدخلات الخارجية وان يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فأنها أمانة في اعناقهم أي الابتعاد عن التزوير .
وبهذا وضعت المرجعية الدينية النقاط على الحروف أما الجميع سواء كانت قوائم انتخابية أو مرشحين أو ناخبين أو المفوضية المستقلة للانتخابات او الجهات الخارجية للعبور بالبلد الى الضفة الثانية من النهر بعيدا عن الفاسدين والفاشلين ..
وفق الله المرجعية وسدد خطاها
الكاتب / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha