المقالات

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/5/ ليلى وفقدان عزيز قلبها....


 

أمل هاني الياسري ||

 

ليس من باب الصدفة أبداً رؤية الضياء، الذي ينبعث من وجه علي الأكبر، إبن الإمام الحسين (عليه السلام)، يوم عاشوراء كان ساطعاً وثاقباً، لدرجة أن الظلام لم يستطع التغلب عليه، فالشاب العلوي يؤكد بكل سطر دم كتبه، على قيمة الإنسان ومكانته السامية، فأي دماء سفكها أبناء الطلقاء، وقد برز لهم أشبه الناس بمحمد خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وحاولتُ نسج عنوان لهذا الفتى، لأقف على ضفاف شبابه وجميل صوره، وما وجدتُ إلا والدته الجليلة السيدة ليلى.

قمر منير خطفه صعاليك بني أمية، بين خيم مستعرة وقرابين تملأ ساحة الطف، لكن إمرأة من بني ثقيف، كانت تقف بجانب الخيمة، تسمع أنفاس ولدها علي الأكبر، وقد خرج لميدان المعركة، فقاتل بشجاعة هاشمية محمدية علوية لانظير لها، وإجتمع الظمأ والتعب بجسده، وقد غطت الدماء جبهته، وغيرت الطعنات معالم وجهه الشريف، حتى سقط شهيداً ولم تبدِ والدته جزعاً، رغم المصيبة مُسلِمةً أمرها الى بارئها، فكان لصمتها صدى عظيم وهي تقول:(اللهم تقبل علي الأكبر بأحسن قبول).

إمرأة جليلة النسب، رفيعة الحسب، عظيمة الشرف، عاشت حياة الإيمان والعبادة والزهد، رغم حالة السبي وفقدان زوجها السبط الشهيد، وفلذة كبدها علي الأكبر، إنها ليلى بنت عروة بن مسعود بن ثقيف، من زعماء العرب بالطائف وسيدها، وهو إبن عم المختار بن أبي عبيد الثقفي، وإستمرت برحلة الجهاد في كربلاء محتسبة، مع بقية نساء البيت الهاشمي، بعد أن قدمت ولدها قرباناً للدين والعقيدة، فبقيت جالسة تحت الشمس، تبكي على سيدها وقرة عينها، اللذين قضى نحبهما بنهار واحد.

السيدة الفاضلة ليلى بنت عروة، زوجة الإمام الحسين وأم علي الأكبر، حالها كحال نساء البيت العلوي، بعد مجيئهن من رحلة السبي، حددنَ شروط ملحمة، إنتصار الدم على السيف بعد واقعة الطف، وإستطعنَ خلق حياة جديدة، لتتحرك مشاعر الحرية والكرامة، ضد الطغيان والجور الأموي، وينبغي القول: أن نسوة كربلاء (رضوانه تعالى عليهنَّ) وليلى إحداهنَّ صنعنَ فرصاً كبيرة لإحداث التغيير، وجعلنَ من يزيد الطاغية، مجرد صعلوك يعيش طوال حياته القذرة، سجين ذاته حتى هلك عليه اللعنة.

(على الدنيا بعدك العفا) هذا ما قاله الإمام الحسين (عليه السلام)، عندما شاهد ولده علي الأكبر صريعاً، وسط مشاهد الموت الجماعي، والرؤوس المقطوعة، فحمله والده (عليه السلام) ووضعه بين أخوته من بني علي، متقبلاً حقيقة اليوم العاشورائي الخالد، مؤمناً بأن القضية الكبرى، هي إصلاح أمة محمد وإحياء الدين، وتمكن من صناعة مستقبل حسيني لا يستطيع أحد تجاوزه، كما أن أفكار الإمام وتضحياته، كانت وما زالت كالحياة لا تنضب أبداً، وهنا يكمن سر خلودهم رجالاً ونساءً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك