من يعتقد ان الانتخابات المبكرة التي سوف تجري في شهر تشرين الاول من هذا العام بأنها تغير وضع العراق نحو الاحسن فهو متوهم كثيرا.
ان هذه الانتخابات إذا أجريت في موعدها المحدد فأنها أخطر انتخابات التي يخوضها الشعب العراقي لأسباب عديدة منها الوضع الأمني الهش بسبب وجود السلاح المنفلت الذي بيد بعض الكتل السياسية التي تخوض الانتخابات فأنها سوف تستخدمه بقوة إذا أحست أن الخطر يداهمها ويفقدها وضعها الانتخابي بعدة طرق منها اجراء تصفية للمرشحين الذين ينافسون مرشحهم ويعرفوا جيدا أن هؤلاء المرشحين لهم ثقل في مناطق انتخابهم.
ان عملية التصفية سوف تستمر حتى بعد الانتخابات واعلان النتائج لان قانون الانتخابات الجديد اعطى لكل مرشح قوته الانتخابية في المنطقة المرشح فيها وبذلك يكون هدف سهل لعملية التصفية عكس ما كان عليه قانون الانتخابات القديم الذي لا يمكن ان يعرف المرشح من هو فائز ضمن قائمته الانتخابية الى أخر لحظة قد يحدث التزوير او تغيير في المرشح من قبل رئيس الكتلة بالتعاون مع المفوضية المستقلة للانتخابات.
ان الوضع الأمني في العراق سوف يتردى كلما اقترب موعد الانتخابات وتزداد عمليات التصفيات للمرشحين كلما أحست الكتل السياسية التي بيدها السلاح انها سوف تفقد مقعد انتخابي هنا أو هناك فتلجأ الى التصفية لكي يفوز مرشحها بالمقعد.
ان انسحاب بعض الكتل السياسية عن خوض الانتخابات قد أربك المشهد أكثر واخذت الاحتمالات تزداد بين التأجيل والاجراء، فهناك من يريد ان يؤجلها لأنه عرف الشارع الانتخابي ليس من صالحه، وهناك من يريد ان تجري الانتخابات في موعدها المحدد لكي لا ينقاد البلد الى الفوضى واحتمال حرب أهلية، والبعض يتخوف من فرض الاحكام العرفية من قبل حكومة الطوارئ وابتعاد البلد عن اجراء الديمقراطية .. نلاحظ ان الكل متخوف سواء أجريت الانتخابات ام لم تجري ..
وقد أجريت عدة انتخابات في العراق ولكن هذه الانتخابات تكون من أخطر الانتخابات على كافة الأصعدة ..لان وضع البلد على بركان من نار الانتخابات.
الكاتب / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha