المقالات

العراق في ظل تدوير الازمات

1110 2021-08-03

 

غدير التميمي ||

 

الخطاب السياسي أو الفوائض اللسانية من أفواه بعض السياسيين اصبحت في عتمة الأزمات يلقى قبولاً لدى الشارع العراقي المليء بالمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فكل ما ينطق به صورة مرئية ناطقة من اشكال  التسويفات لقضايا جوهرية بحاجة الى حلول ناجعة لا تقبل التأخير او التراخي في الانجاز وغالبا ما يتضمن ذلك الخطاب  المتهالك رؤية القوة الذي ينتمي اليها، فلا يحيد عن الحدود المسموح بها للتصريح ولو بوجهة نظر شخصية لنيل رضا المواطن البسيط الذي ما زال يحلم بحياة كريمة تسودها العدالة الاجتماعية، من دون تمييز او تهميش وانه ليس صوتا مضمونا للانتخابات يرفع  فيها صاحب الخطاب من رصيد اصواته.

 يعلم العراقيون حجم المشكلات التي خلفتها سياسات النظام السابق وتدني الخدمات الاساسية، وان المهمة صعبة للغاية للانتقال من الخراب العام على جميع المستويات، فضلا عن تحديات الارهاب القاسية على الساحة العراقية التي اسهمت كثيرا في تعميق الخراب  والتوسع فيه وكأنه مخطط سابق له بأساليب ممنهجة تقترب من القصدية في الانكسار والاحباط النفسيين، ولكن هذا لا يبرر تخلي السياسيين عن مسؤولياتهم الوطنية واحداث نقلات نوعية في البنية المجتمعية الا ان تلك الازمات متتالية واخرى متناسلة من رحم الاولى التي تم تعويمها  كما تعوم العملة النقدية التي تفقد قيمتها في اسواق التداول النقدي لكن هذه المرة في سوق المزايدات والصفقات السياسية وجعلها تتحرك بحرية مطلقة بلا حلول وتركن على الرفوف .

يكاد العراقي يفقد ثباته النفسي جراء تسطيح الوعي بوعود خادعة لقرب وضع الحلول المناسبة للازمات والمشكلات الفنية الملحقة بها، ومنها سوء الخدمات المقدمة للمواطن  ولعل ازمة الكهرباء الموروثة من النظام السابق تتصدر واجهة الاحداث لقساوة الصيف الحالي الحارق، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة تقويض المشكلة، واستغل ضعاف النفوس الازمة بتفجير ابراج الطاقة الكهربائية ولا سيما في المناطق النائية كل هذا من اجل استثمار الشجب الداخلي الذي بات معلنا وهي رساله لئيمة مفادها عدم اهلية المسؤول في  مهامه الموكلة اليه..

 ينبغي أن يكون هناك دورا فاعلا في الوعي وفي السياق، وعلى وفق ما تتطلبه من اجراءات ومنها النقد والكشف وصناعة الراي العام إذ تجسد هذه الاجراءات خيارات عقلانية تتوافق مع الرغبة في التغيير وفي الدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي فضح التوجهات التي تريد تكريس الصراع الاهلي وتعويق مسار التحول الاجتماعي واقامة الحكم الرشيد الذي يلبي طموحات الناس واحتياجاتهم  فضلا عن وجود اسس التخطيط والتنظيم الذي تعتمده الدول الحديثة التي تضع خدمة شعوبها على راس اولوياتها..

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك