المقالات

الإنقلاب السياسي يتوج الربيع العربي


 

أسعد تركي سواري ||

 

·        عودة الدكتاتورية برغبة جماهيرية

 

قام الرئيس التونسي بإنقلاب سياسي ، عبر إصداره ثلاثة قرارات خطيرة ، هي : تجميد البرلمان ، ورفع الحصانة عن نوابه لإحالتهم للقضاء ، وترأسه للسلطتين التشريعية والتنفيذية كليهما ، ...

يحظى الرئيس التونسي بمقبولية شعبية زادت نتيجة لفشل النظام البرلماني بعد الحول الديمقراطي الذي أفرزه ما يدعى (الربيع العربي) ، وإن إعترف المجتمع الدولي بشرعية إنقلاب الرئيس التونسي ، فعند ذلك يمكن القول بأن مبدأ الرئيس الأميركي (باين) سيكون عنوانه ( عودة الدكتاتورية برغبة جماهيرية ) ، إذ لكل رئيس أميركي عقيدة ومبدأ يعتمده في الحكم ، كما تعلمون ، وستكون التجربة التونسية هي الثانية التي توجت حركة الربيع العربي بإنقلاب سياسي بعد تجربة الرئيس المصري السيسي ،

وعند ذاك ينبغي لقيادة النظام السياسي البرلماني العراقي الحالي أن تتدبر المثل العربي الذي يقول :

 (( إذا حلقت لحية جارك ، فأسكب الماء على لحيتك )) ،

فإنه ما ثني إلا وثلث ، وذلك على وفق نظرية (الدومينو) التي لطالما إعتمدتها القوى الدولية في تغيير خرائط الأنظمة السياسية ،

والليالي حبلى بأحداث جسام في العراق والمنطقة ، وما ينبئك مثل خبير ،

إذ لا يخفى بأن التحولات الاستراتيجية التي تعتمدها القوى الدولية لإحتواء أو تجنيد أو إزالة الأنظمة السياسية تبدأ بمقدمات وتتمرحل بخطوات و إرهاصات تستهدف عزل النظام السياسي المستهدف عن عمقه الاجتماعي وقواعده الشعبية ، وذلك ما إعتمتده القوى الدولية مع حركة حماس في فلسطين والأخوان المسلمين في مصر ، وحركة النهضة في تونس ، والقوى الإسلامية الرئيسة في العراق المتمثلة بحزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري ،

ولمن يراهن بأن الإنقلاب في العراق لا يتسنى له النجاح في العراق ، سياسيا كان أم عسكريا ، أجيبه بأن القوى الدولية آخر همها نجاح النظام السياسي في العراق  ، لأن الهدف الإستراتيجي الرئيس  لهذه القوى ، هو تحطيم وتمزيق الدولة العراقية ، أرضا وشعبا وسلطة ، وهو هدف معلن لليمين الصهيوني المتطرف المتحكم بالمعادلات الدولية وبالإدارة الأميركية على نحو أخص ،

لقد كان ولايزال أمام القوى السياسية العراقية فرصة للتلاحم مع الجماهير عبر تقديم التنازلات والتخلي عن الأنانيات الحزبية والشخصية ، لتقديم دماء جديدة لقيادة النظام السياسي بهدف إستيعاب حركة الجماهير وطموحاتهم وآمالهم داخل مؤسسات النظام السياسي ، فمن يكسب ثقة شعبه ، لن تطيح به كل جبابرة الأرض ، وتجربة الأميركان مع محمد فرح عيديد في الصومال ، أوضح مصداق على ما تقدم ،

يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ،

حفظ الله تعالى عراقنا العظيم وأمتنا الرسالية .

 

أسعد تركي سواري

مفكر إستراتيجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك