المقالات

الناصرية سوءة الانظمة الجمهورية..! 

1166 2021-07-13

  د. عائد الهلالي ||   كل الانظمة الجمهورية التي توالت على إدارة الدولة العراقية ما عدا حكومة عبد الكريم قاسم كانت تنظر إلى هذه المحافظة دون غيرها نظرة دونية واحتقار فمن حكومات البعث التي حكمت العراق لاكثر من ٣٥ عام والى الان نجد ان المدينة في حالة من التردي والتهميش ولقد طال التردي كل مفاصل هذه المحافظة برغم التخصيصات المالية الكبيرة منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا الحالي اما وضعها قبل هذا التاريخ فقد  كانت المحافظة مدرجة في خانة بمفردها عليها ان تكون مفقس بشري يرفد جنون صدام  ومغامراته بالمقاتلين لادامة زخم حبوبه العبثية  و من يتخلف عن ذلك مصيره ومصير اسرته معروف ولقد اتى الحصار على كل شيء فانهارت المدينة ومقضيها ونواحيها وتريفت بل اصبحت عبارة عن قرى كبيرة متنأثرة وهي التي كانت ولا تزال الرافد المميز لانهار العراق العلمية والثقافية والادبية والسياسية مدينة معطاة على كل الصعد بصماتها واضحة وجلية وعندما سقط الطاغية  كان اول المستبشرين خيرا بهذا الانجاز والانتظار  أبنائها لكن الفرحة لم تدم طويلة بل الصدمة كانت كبيرة وثقيله عندما ادركوا انهم وقود لنوع من انواع الحروب الجديدة فصارت ملاذ للسياسيين في اوقات الانتخابات فقط واستطاعوا ان يمرروا مشاريعهم القذرة من خلال تجنيد الملايين منهم في المعارك الانتخابية وانقسم الشارع وفق التوجيهات الجديدة والولاءات والميول والايديولوجيات الى طوائف وملل ونحل بل حاولوا تغذية الحركات المشبوهة والمنحرفة وذلك من خلال دخول اللاعب الإقليمي مستغلا حالة الانفلات والفوضى ومستغلا الاجواء التي سادت المدينة  جراء هذه المعطيات فسارع بدعم وتشجيع هذه المجاميع سواء تلك التي تتغطى بغطاء ديني او ليبرالي فمد يد العون لها  واضفى عليها صبغه شرعية بل ذهب البعض ونتيجة الجهل او العوز والعوز والفاقة والحرمان الى الانخرط بهذه التجمعات وبدأ بمحاكاة الاحزاب الكبيرة لا بل ظهر كمنافس خطير لها  ولقد حاول البعض استمالتهم وزج جزء من عنصريه معهم بداعي الدعم والمساندة والحماية لضمان الحصول على اكبر عدد من اصواتهم في الانتخابات القادمة والبعض اكتفى بالمغازلة والتعاطف بات  الشارع الان محتقن  وبشكل مخيف من أن ينزلق بحرب الولد وابيه  ..ولكن حبل الكذب قصير  فقد انكشف زيف ادعاءاتهم وبطلانهم وكذبهم فالناصرية الجريحة النازفة منذ اكثر من عام ونصف وتعاني ما تعاني من نقص كبير جدا في الخدمات وتهالك البنية التحتية فلا شوارع معبدة ولا مدارس ولا مستشفيات ولا وظائف قد ملت الوعود والإجراءات الغير نافعة او مجدية . ان تغيير الحكومة المحلية سوف لن يأتي بجديد طالما بقيت مفاتيح الخزنة بيد الاحزاب هي من تقرر وهي من يتحكم وهي من يوزع الحصص من الكيكية واليوم تفجع المدينة واهلها بفاجعة كبرى لاتضاهيها  في عظم المصيبة والمأساة ككارثة مدنية  الا حادثة غرق بنات مدرسة الفاطمية في الشطرة عام ٦٤عندما كانوا في سفرة الى مدينة العكيكه وغرقت سيارتهم في نهر الفرات عندما انقطعت الاسلاك الرابطة لمفاصل الجسر  ويذهب ضحيتها اكثر من ٥٠ طالبة لقد كانت اجراءا في ذلك الوقت على مستوى عالي من المسؤولية فقامت بكل ما يجب ان تقوم به حكومة تجاه ابنائها فأعلت الحداد العام في كافة ارجاء العراق وقامت بنصب مجالس العزاء في كل مكان وقدمت يد العون للاسر المنكوبه على الرغم من عدم حضور السيده بلاسخارت لتقديم واجب العزاء على اعتبار انها لم تكن موجوده فهل تسارع السيدة الاولى في العراق الان وتذهب الى الناصرية مثلما جلست عند اقدام المكدام هي ومن ذهب ان فاجعة مستشفى الناصرية كبيرة ومهولة جرح اخر تضيفه حكومة المبخوت الى تلك الجراحات النازفة والتي فقدنا عددها فلا يضاهي جراح الناصرية الاجراحك سيدي ابا عبدالله لقد تاجر الاعراب والاغراب وابناء جلدتنا بمهمومنا ومصائبنا تأجروا بكل شيء القانون والشرف والاخلاق  لقد هانت الناصرية عندما هان كل شيء في العراق  فهي نتاج هذه التجربة الفاسدة والتجارب التي سبقتها لقد سقط الجميع في بئر من اللامبالاة والاحساس بالعجز والحياة وعدم المسؤولية . عليكم ادراك ما يمكن ادراكي واستغلال هذه الفرصة لمصالحة شعبكم وجمهوركم كفروا عن سيئاتك وانسلوا لها من كل حدب وصوب خفافا وثقال اذهبوا الى ركنكم الشديد فلقد كان موقفهم مشرف في حرب داعش ومن سبقهم قارعوا كا انواع الظلم والجور وقفوا بكل بسالة وشجاعة وشرف بوجه الطاغية لاتنسيكم الايام والمكتسبات والمنافع والامتيازات عطاء هذه المدينة نعم انتم جاحدون  ولكن لازال في الوقت متسع للمصالحة على ان تكون مصالحة فعليه جوهرية لا كسابقاتها والا فلا مكان لكم بها ستخرجون منها مرجومين.. والعاقبة للمتقين  ان تبقى لديكم شيء من التقوى. هذه رسالتي لمن تقاطروا على مستشفى اليرموك لزيارة المخطوف . الموت خطف من الناصرية اكثر من ٥٠ شهيد . وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك