المقالات

اللسان "المنفلت"

1325 2021-07-07

 

حمزة مصطفى ||

 

قالوا كثيرا في  اللسان بدء من العبارة الشهيرة  "لسانك حصانك" الى قائمة تكاد لاتحصى ولاتعد من الأمثال والحكم والأقوال والأشعار. العم غوغل جاهز لتلقي طلباتنا بهذا الخصوص. فبمجرد أن تكتب مفردة "لسان" تأتيك رحمة الله من أقوال وحكم وعبارات عن كيفية تحصين اللسان أو لجمه أو وضع حد لتهوره أو إنفلاته خصوصا  في التصريحات السياسية التي صارت مودة من حيث  الإنفلات والإنفلات المضاد.  النبي محمد (ص)  يقول "المرء بأصغريه قلبه ولسانه". ومن مشهور أمثال العرب إنه حين ولي عمر بن عبد العزيز  الخلافة وفدت اليه وفود الأمصار لتهنئته. ومن بين أحد الوفود تقدم شاب حديث السن ليتكلم فقال له الخليفة "لينطق من هو أسن منك". فقال الشاب الصغير للخليفة "أصلح  الله أمير المؤمنين, إنما المرء بأصغريه, قلبه ولسانه, فإذا منح الله عبدا لسانا لافظا,  وقلبا حافظا, إستحق الكلام" الى آخر الحكاية التراثية التي لا أعرف إن كانت صحيحة أم منتحلة مثل الغالبية العظمى من تراثنا. مع ذلك فهي حكاية لاتخلو من دلالة عسى ولعل أن   يستفيد منها مطلقو التصريحات المنفتلة التي ستبقى تلاحقهم كونهم ولدوا في زمن لايرحم هو زمن السوشيال ميديا الذي "ماعنده صاحب صديق".

 قول آخر ينسب للإمام علي بن أبي طالب (ع) وهو "ياليت لي رقبة كرقبة البعير كي أزن الكلام"قناعتي الشخصية إنه منحول ولا صحة له. لكن  العقل الجمعي ومن باب ميله الى التأني وعدم التورط في أقوال أو أحكام أو عبارات يمكن أن تحسب على المرء نسب هذا القول الى من عرف بالحكمة والروية والروع والبلاغة من باب أن عليا يقول ذلك وهو ماهو لغة ومنطقا وحكمة وورعا فكيف بباقي الناس. مشكلة اللسان المنفلت الآن لم تعد كما كانت في الماضي. صحيح إنها كنت تشتهر أيضا بما يتراوح بين بـ " زلات اللسان" المسموح بها الى حد معين, وبين ماتوقع صاحبها في "ورطة" أو حتى الى "لزكة" في  تاريخه دونها كل  "لزكات" المرحوم جونسون. لا أعرف أين ضرب الدهر بـ "لزكات" جونسون. 

أعرف شخصا مسكينا قبل عصرنا الرقمي بعقود حصلت له مناسبة "سعيدة" وحين سئل عن النتائج قال "والله أشو من أين ما أجيبها زلك" فأطلق عليه لقب "أبوزلك" وبقي هذا اللقب يلاحقه حتى مماته. ولو عاصر هذا الشخص عصر السوشيال ميديا لحصد ملايين لايكات الإعجاب لكن ليس على مقولته البايخة تلك بل على .. خيبته الأخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك