المقالات

عن بدعة اليوم الوطني

1077 2021-06-30

  د. حسين القاصد ||

 

بعد أكثر من ستين عاما على اتفاق العراقيين بأن يوم ١٤ / تموز/ ١٩٥٨ هو اليوم الوطني لجمهورية العراق ( الجمهورية العراقية سابقا)، أطل علينا السيد وزير الثقافة والسياحة والآثار (حسن ناظم عبد عبيد ) ليخبرنا أننا كنا على وهم وأن ثورة ١٤ تموز التي حولت العراق من مملكة إلى جمهورية لا تعد يوما وطنياً، وقد أفاد السيد ( ناظم عبد عبيد) من انشغال الناس بشغف العيش وعدم اكتراثهم لما يدور في السياسة، سوى بعض الممولين الذين يساندون هذه الحكومة المؤقتة التي من أهم واجباتها التهيئة للإنتخابات وليس تغيير تاريخ العراق.  المقترح الذي قدمه ويحتفل به ويروج له معالي الوزير حسن ناظم عبد، يعود لزمن الاحتلال البريطاني والوصاية التامة على مقدرات العراق.. فأين الوطنية من ذلك؟ وأي يوم وطني هذا؟ لقد سبق هذا اليوم المزعوم دستور ١٩٠٨ وهو أول دستور يشترك فيه عراقيون، مع ذلك ليس لنا أن نعده يوما وطنيا، لأننا الآن في نظام جمهوري، ويوم إعلان الجمهورية العراقية يوم خالد يؤرق السيد الوزير وحنينه للطبقية، وهو مخالف، بالنتيجة، لتوصيف العراق اذا كان جمهورية أم مملكة أم دولة تحت الوصاية. ومن هنا لابد لنا أن نشير إلى أن حتى الطاغية المقبور صدام لم يجرؤ على عدم الاعتراف بتاريخ ثورة الزعيم قاسم يوما وطنيا؛ كما لنا أن نتساءل عن وصف رئيس الحكومة الحالي إذا احتفلنا بالملكية إن كان رئيسا أم ملكاً، فإذا كان رئيسا فجذره ويومه الوطني هو ١٤ تموز ١٩٥٨.. واذا كان ملكاً سننتظر عبد الكريم قاسم آخر!. الثقافة ليس من مسؤوليتها العبث في الرواسخ الثوابت، بل مسؤوليتها إشاعة السلم المجتمعي لا إشاعة الفرقة. فلم نسمع من نوري المالكي أنه طالب بتغيير اليوم الوطني مع ان جده ( أبو المحاسن) من شعراء ثورة العشرين. ولم نسمع من عادل عبد المهدي الذي تنقل فكريا بين الشيوعية والقومية والإسلامية، أنه طالب بارجاع اليوم الوطني إلى الزمن الملكي مع ان والده من أنبل وزراء العصر الملكي وموقفه من سحب جنسية الجواهري الخالد كبير ومعروف، للحد الذي قال فيه الجواهري قصيدة مدح. لماذا نغير يومنا الوطني؟ هل أنجزت وزارة الثقافة كل ما لديها؟ بعد أن عطلت انسيابية إصدار المجلات، وبعد أن أهملت الكثير من المطبوعات التي أقرها الخبراء ومررت مطبوعات انتقائية من دون خبير من بينها كراس( المثقف والسلطة) الذي صدر فجأة من دون خبير؟ أليس الأولى أن تهتم وزارة الثقافة بشؤونها وشجونها وتستوعب طلبات موظفيها، بدلا من اهتمامها بتغيير الثوابت والرواسخ. ونحن على أبواب تموز، علينا أن نحتفل بيوم ١٤ تموز يوما لجمهوريتنا من دون اجتهادات لحظوية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك