المقالات

ظلم أبناء الجنوب من الموازنة العامة (إعطاء الإقليم 200 مليار شهريا، انموذجا)


 

د بلال الخليفة ||

 

لا شك ولا ريب في إن الحكومة الحالية هي حكومة منحازة لجزء من العراق (حسب قولنا لأنهم لا يعترفون بالعراق/ قال وزير خارجيتنا فؤاد حسين، حينما كان رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان: أن الكرد لم يكونوا يوما جزءا من هذه الدولة حتى يقرروا الانفصال عنها، وقال أيضا: في الحقيقة لا ننفصل لأننا لسنا جزءا من العراق حتى ننفصل/ المصدر شبكة كردستان 24) وهو الإقليم على حساب أبناء الوسط والجنوب المنتج للنفط والغاز وبقية الموارد الطبيعية.

إن الساسة الكرد لم يكتفوا بالتصريحات فقط، بان أن أفعالهم هي أسوء من ذلك، فالقرارات والأنظمة التي تتخذ في المركز، لا تسري في الإقليم، ووصل الأمر إن من تصدر بحقة مذكرة اعتقال، فانه يلوذ بالإقليم، وبغداد تقف عاجزة عن القاء القبض عليه.

هذا من الجانب السياسي، أما الاقتصادي وهو ما يهم المواطن الجنوبي، لأنه ينتج ما يأكل منه جميع العراق ومنه الإقليم، المواطن الجنوبي الذي احتقر سابقا في زمن البعثية وحتى قال عنه صدام ان المواطن الجنوبي هو من أصول هندية وفارسية وباكستانية أتت بهم الفتوحات الإسلامية، أي ليس بعربي، ويقال عنه انه شروكي ومعيدي ومتخلف و و و.الخ.

اما بعد 2003، لم يختلف الامر كثيرا عن الوضع السابق، فلا زال الساسة ينظرون للجنوب بانهم من درجة اقل وخصوصا أولئك المنحدرين من المناطق الغربية والشمالية، فقد صرح معظم نواب تلك المناطق ان الوسط فرس وهنود وعجم الا من يتفق معهم بالراي، وطبعا ان ذلك محظ كذب لانهم لا يحترمون الجنوبي قيد انملة، وان تصريحاتهم تلك نابعة من حقد طائفي وقومي وبعثي.

والغريب ان صدام الذي اتهم الجنوب بالأصول الهندية كانت جيناته الوراثية هي بالأغلب هندية (25% هندية، 16% بلوشستاني، 10% اذربيجاني، 5 % فارسي 3 قبائل عراقية و0 % من الجزيرة العربية)

ان ظلم الجنوب لم يقتصر على المناطق الغربية والشمالية من العراق بل من الساسة الذين هم من أهل الجنوب ويمكن تقسيمه إلى جزئيين هما:

الجزء الأول: إهمال الجنوب من الأعمار والعناية في محفظاته

الجزء الثاني: هو في إعطاء حقوق الجنوب لغيرة من المحافظات ومنها إقليم كردستان، وكان أخرها في السكوت عن إعطاء الإقليم 200 مليار دينار شهريا وبأثر رجعي من كانون الثاني والى نهاية السنة.

فلو جمعنا المبلغ لأصبح 2400 مليار دينار

ولو جمعنا المبلغ المنصوص علية في قانون الموازنة العامة الاتحادية التي تضمنت ان الإقليم يجب إن ينتج 460 الف برميل نفط يوميا (حسب المادة -11- أولا/ من قانون الموازنة العامة الاتحادية) واذا تم بيع ذبلك النفط بــ (60 دولار لبرميل النفط الواحد ) لكان الناتج هو (27.6 مليون دولار يوميا) (41.4 مليار دينار يوميا) (1.242 تريليون دينار شهريا) وحين إضافة 200 مليار الى المبلغ السابق فسيكون العائد الى حكومة الإقليم فقط من النفط ومن الحكومة المركزية هو 1.442 تريليون دينار شهريا ، و 17.304 تريليون دينار سنويا.

للعلم هذا فقط من النفط والحكومة المركزية، أي دون حساب بقية العوائد المتأتية من الضريبة والجمارك والرسوم وغيرها من العوائد التي يجب ان تسلمها الى الحكومة المركزية.

كما ألزمت المادة المذكورة سابقا، الإقليم في تسليم 250 الف برميل يوميا الى شركة تسويق النفط التابعة للحكومة المركزية (15 مليون دولار يوميا) (22.5 مليار دينار يوميا) (675 مليار دينار شهريا) (5.4 تريليون دينار سنويا)

للعلم ان المبلغ الذي تم تحويلة الى الإقليم كان تحت عنوان ان المبالغ هي لدفع رواتب الموظفين في إقليم كردستان والكل يعلم ان المبلغ الكافي للموظفين هو بحدود 850 مليار دينار فقط شهريا، لكن المبلغ الكلي وكما لاحظنا سابقا هو تجاوز التريليون دينار هي اقيام العوائد من النفط والحكومة المركزية.

·        توجد ملاحظة مهمه أخرى

ان المبلغ المصدر من الإقليم هو اكثر من المبلغ الذي اقرته الموازنة العامة الاتحادية، ولا نعلم على أي أساس تم تحديد انتاج الإقليم ب (460 الف برميل يوميا) بينما تشير تصريحات بعض السياسيين ان الإقليم ينتج من النفط بمقدار (650 الف برميل يوميا) فاذا اعدنا الحسابات السابقة فسيكون الناتج اليومي بالدولار هو (39 مليون دولار ) (1.170 مليار دولار شهريا )(14.04 مليار سنويا) (21.06 تريليون دينار سنويا)

أؤكد للمرة الثالثة في نفس المقال ان المبلغ هو من غير بقية الموارد الأخرى غير النفطية

·        النتائج والاستنتاجات

1 – ان الإقليم يستنزف الوارد المالية للحكومة المركزية بدون ان يكون لها أي مشاركة في رفد تلك الموارد والحكومة المركزية.

2 – ان المبالغ المتأتية لحكومة الإقليم هي كافي لسد احتياجاتها من رواتب الموظفين لديها وبقية النفقات التشغيلية والاستثمارية.

3 – هذه الخطوة بينت وللمرة السابعة بعدم التزام الإقليم ببنود الموازنة العامة الاتحادية.

4 – القرار بين ضعف الموقف السياسي للساسة التابعين للوسط والجنوب في وقف نزيف الهدر المالي.

ان الساسة التابعين للوسط والجنوب بينوا انهم ليسوا أمناء أولا وأقوياء ثانيا في الدفاع عن أموال الوسط والجنوب.

5 – ان الحكومة المركزية خاضعه تماما لإملاءات القادة الكرد.

·        التوصيات

1 – ندعوا القادة الى اتخاذ موقف حازم ضد هدر المال العام ومنها عدم تسليم الإقليم للمستحقات المالية للحكومة المركزية.

2 – رفع دعوى قضائية ضد القرارات التي تظلم الوسط والجنوب.

3 -تشخيص القادة المتخاذلين وبالتالي عدم مساندتهم وخصوصا ان الانتخابات على الأبواب.

4 – على المواطن ان يشخص من يقف معه ومن يقف ضده خصوصا المواطنين التابعين للوسط والجنوب.

5 – يجب إعلاء صوت المواطنين والكتاب والإعلاميين لقضية هدر المال العام.

6 – يجب النظر في ممثلي الوسط والجنوب من هم في اللجنة الاقتصادية التابعة لمجلس النواب لان هؤلاء فشلوا في أداء مهامهم في محاسبة الحكومة وكذلك في حفظ أموال ممثليهم من أبناء الوسط والجنوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك