المقالات

تراجيديا "منصور عباس"

1585 2021-06-07

 

حمزة مصطفى ||

 

يجسد "منصور عباس" الذي لايعرفه أحد حتى قبل إسبوعين التراجيديا الفلسطينية بكامل أبعادها. فعلى مدى سبعة عقود من النضال الفلسطيني يجد مواطن مما يسمى عرب الداخل نفسه بيضة قبان لكن في معادلة إسرائيلية ـ إسرائيلية بحتة. هذا الرجل الذي أكاد أجزم إنكم لاتعرفونه وشخصيا سمعت به هذه الأيام  يترأس القائمة العربية في "الكنسيت الإسرائيلي". منصور عباس الذي لايكاد يعرفه 9 من كل 10  عراقيين يعرف 9 منهم من كل 10  محمود  عباس وياسر عرفات وعباس هنية وخالد مشعل ومحمود درويش وفدوى طوقان ونايف حواتمة سيتحول من الآن  فصاعدا الى قضية تثير الجدل بشأن مفهوم الوطن المحتل مرتين, من الخارج ومن الداخل.

 مأساة منصور عباس مركبة لأنه يعيش كلا الإحتلالين . فهو من جهة لم يخرج  من أرضه التي إحتلها الصهاينة بالمؤامرة المعروفة التي كان لبريطانيا الدور الأبرز فيها سواء قبل وعد بلفور عام 1917 أم بعده. بقاؤه في داخل مابات يسمى  الخط الأخضر جعله يمارس حياته الطبيعية في ظل الإحتلال لأرضه المحتلة سواء تلك التي إكتسب جنسية الدولة التي إحتلتها أو تلك التي لاتزال محتلة خارج الخط الأخضر وماقبل حدود 4 حزيران. ربما لايختلف منصور عباس عن مواطنه الفلسطيني الآخر الراحل محمود درويش. فدرويش الذي حمل لقب "شاعر المقاومة الفلسطينية" بلا منازع وكاتب خطابات عرفات الأكثر ثورية, كان في الوقت نفسه عضوا  في الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" ويساريا للعظم. وقبل أن يخرج من أرضه المحتلة حاملا إياها بوصفها جواز سفره الوحيد كان يوقع يوميا أمام المخفر الإسرائيلي مخاطبا مأمور المخفر غاضبا "سجل أنا عربي".  

 بقي درويش منتميا لفلسطين أكثر من إنتمائه لحزب عابر للأوطان وهو ماجعله يكتب القصيدة الأكثر رفضا للصهاينة في الوجدان  الفلسطيني  والأكثر تجسيدا للتراجيدا الفلسطينية "عابرون في كلام  عابر". بقيت المسافة بالنسبة لمحمود درويش عن فلسطين  مسافة حلم. ومن أجل الحلم لم يضطر محمود درويش أن يكون بيضة قبان في معادلة لا وزن له فيها. لكن في مقابل ذلك هل نملك الحق في توصيف حالة منصور عباس.. أهو خائن أم واقعي أم مضطر أم بطل؟

توضيح خارج النص: منصور عباس هو الذي رجح كفة لابيد بينيت الأكثر تطرفا في تشكيل  الحكومة  الإسرائيلية على حساب نتنياهو المتطرف.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك