المقالات

ثاني اوكسيد الكاربون


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

المعروف عن غاز ثاني اوكسيد الكاربون، انه غاز خانق، وان زيادة نسبته في الهواء، تسبب اختناقا وضيقا في التنفس لدى الكثيرين، لذلك فإن الجميع يحرص على التقليل من انبعاثات هذا الغاز من خلال الاهتمام بالبيئة  وزراعة الاحزمة الخضر التي تمتص الغازات السامة وتبعث الاوكسجين في الجو..

ولكن، ماهو سام ومؤذي، قد يصبح في لحظة ما، منقذا للحياة! وهنا اتحدث عن الحرائق، التي تنشب في اي لحظة،  وفي اي مرفق، ولأي  سبب بسيط، فتحصد   الاخضر واليابس، بما في ذلك حصاد الارواح، وشواهدنا  كثيرة، وتحمل في تفاصيلها آلاماً حادة لما تسببت به من فقدان الاحبة، وكان اخر تلك الفواجع، المأساة التي حدثت في مستشفى ابن الخطيب في الزعفرانية، الذي نشب فيه حريق مرعب، تسبب في وفاة واصابة نحو مائة او يزيدون، من اهلنا ، الذين جاءوا الى المستشفى، طلبا للنجاة من فيروس كورونا، فخرجوا ، اجسادا متفحمة.

وفاجعة ابن الخطيب، لم تكن الاولى، فقد سبقتها كوارث وفواجع لاتقل عنها وجعا، منها حريق مجمع الليث التجاري وسط الكرادة عام ٢٠١٧، وفواجع اخرى، نتجت عن حرائق، ولعل احتراق ابن الخطيب  لن يكون الاخير (لاسمح الله) ، في ظل حالة الاهمال والتراخي، التي تشهدها مؤسساتنا بنحو عام، لاسيما فيما يتعلق بتوفير متطلبات السلامة والامان، وفي مقدمتها قناني ثاني اوكسيد الكاربون، التي ينبغي ان تكون متوافرة في كل مفصل من مفاصل العمل، وبالشروط والمواصفات المطلوبة، بمعنى ان تكون جاهزة، وليست مجرد (حدَيْدَة عن الطنطل)، وهذا الذي يحدث، فالكثير من هذه القناني لايتم متابعتها من قبل فرق الدفاع المدني للتأكد من جاهزيتها، (هذا، ان وجدت طبعا)، وبالتالي عندما ينشب الحريق، الذي يبدأ بسيطا في بعض الاحيان، فانه ينتشر بسرعة لعدم وجود متطلبات المعالجة السريعة، ولو توفرت المطافئ،  مع وجود المعنيين باستخدامها،  لتمت معالجة الكثير من الحرائق، من دون خسائر، وهنا عندما اتحدث عن مطافئ الحريق، فإن الامر لايقتصر على المؤسسات الحكومية، فالقطاع الخاص هو الاخر معرض لنشوب الحرائق، وكذلك المساكن والبيوت، والسيارات، وفي هذا السياق، ثمة تجاهل وتهاون كبير، اذ تكاد اغلب البيوت والسيارات تخلو من هذه المعدة الاساسية، وهنا يجب ان تكون هناك اجراءات مشددة من قبل مديرية الدفاع المدني، واجبار الجميع على اقتناء مطفأة الحريق، في البيت والسيارة، واي مرفق اخر، ومتابعة الامر بنحو دوري، للتأكد من جاهزيتها وصلاحيتها للاستعمال، ففي ذلك انقاذ لحياتنا وممتلكاتنا من خلال تأمين غاز ثاني اوكسيد الكاربون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك