المقالات

الصدرُ والأُمّة...لا تراجُع


 

محمّد صادق الهاشميّ ||

 

كان التصوّر الحاكم في المحيط الدَّولي والعربي عن شيعة العراق بأنَّهم طائفةسحيقة،ومسحوقة ولايهمها إلّا البُكائيات،ولا يوجد لديها تخطيط وفكر للنهوض،وإثبات الوجود، ونيل الحقوق؛هكذا كان المستكبرين يرون فينا أُمَّةً ميّتة، ذليلة لا تطلبُ أكثر من أَنْ تعيشَ بأدنى حالات القهر،ومصدر هذا الرأي و الفهم الذي تعمّق لدى العقل الغربي،والعربي و سببهُ هو متابعاتهم للسلوك العمليّ لشيعة العراق الاعتزاليّة،وإلى تقبُّل الشيعة للأمر الواقع بعد الحرب العالميّة الثانية إلى مراحلَ متأخرة منه،ومن هنا انطلق المخطّط الصّهيوني، الطّائفي لسحقهم وإعدام العلماء،وتعطيل الحوزات، وتشريد الملايين،وإعدام القيادات،ومطاردة الثائرين،ومحاصرة الباقين.

كان الشهيد الصدر الأوّل  مدركاً لمخطّط الغرب، ويعرف كم تحمل عقولهم من أفكارٍ خطيرةٍ،ورؤيةٍ ظالمةٍ عن شيعة العراق، وهذا البُعد الذي أدركه الشهيد الصدر مبكّراً هو السبب في نهضته السياسية وخلع لباس الخوف،وإعلان النهضة،والثورة،وقد وطَّن نفسه لأجل تضحيةٍ قلَّ نظيرها بثبات عالٍ و مهما كلّفت المواقف من ثمن لأجل أن يدفع بالشيعة إلى واقعٍ أعلى وأفضل وإنهاء مراحل السكوت،والعبودية، والقتل،والتوهين،وفقدان الكرامة.

الصدرُ استلهم التأريخ  وآفاق المستقبل،وأطلق مقولته الشهيرة الخالدة ((ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام)) ليربط مصير الشيعة في العراق بعجلة النهوض الخميني والانتقال بشيعة العراق إلى مرحلة الثورة ثم الدولة فكان المُبادِر بشجاعة عالية وفهم لأهداف ثورة الامام الخميني بعمق استلهم فيه تجارب العقود المعقّدة، ومُستشرِفاً مستقبل الأُمة.

أُمّة العراق اليوم، والثائرين، والشرفاء، والمكافحين والأبطال ممن تَرَسَّموا خطّ  الصّدرَيْن،والإمام الخمينيّ مازالوا على العهدِ،ويبقون قوّة مدافعة عن التشيّع الذي ارتقى قمّة المجد، وأبى البقاء في التهميش، والخوف،والسكون والسكوت والذل والهوان والمسكنة. بكَ أُيُّها الصّدرُ كُنّا ونكون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك