المقالات

ماعلاقة (الحوار الاستراتيجي) بتوفير (الحماية للمتظاهرين والنشطاء)؟


 

محمود الهاشمي ||

 

ان كل ماورد في الحوار (الاستراتيجي) بين العراق والولايات المتحدة ،يمكن اعتباره واقعا (مقبولا) سواء كان الطرف العراقي (ضعيفا) او (قويا) ،فذلك امر تحكمه معادلة القوة بين الطرفين .

ماهو غريب ذلك الذي يقول (ناقش الوفدان السبل التي يمكن للولايات المتحدة ان تدعم من خلالها الحكومة العراقية فيما يخص توفير الحماية للمتظاهرين السلميين ونشطاء المجتمع المدني وتحقيق المساءلة القانونية )!

السؤال الاول ؛-لماذا يناقش الوفدان موضوعا داخليا ،لاعلاقة للولايات المتحدة فيه لامن بعيد او قريب ،وكيف سمح الطرف العراقي للاميركي مناقشة هكذا موضوع داخلي ؟

السؤال الثاني ؛-من هم هؤلاء (المتظاهرون السلميون)؟ ومن هم (نشطاء المجتمع المدني )؟

مثلا ؛-هل هم اصحاب الشهادات العليا الذين يتظاهرون من اجل ايجاد فرصة عمل لهم ؟

هل هم المحاضرون المجانيون ؟

لاشك ليسوا هؤلاء انما المقصود (حراك تشرين )والنشطاء هم (الذين تخرجوا بدورات من المنظمات الاميركية )!

السؤال الموجع ؛-لماذا قبلت وزارة الخارجية العراقية (الطرف المفاوض) بان يلحق هذا النص والموضوع في بيانها بعد الحوار ؟

كان من المفروض ان وزارة الخارجية حتى وان تطرق المفاوض الاميركي الى هذا الموضوع ،ومهما كان الرد العراقي ،ان لايلحق بالبيان لانه يشكل على الحكومة العراقية التدخل الاميركي بالشأن العراقي الداخلي!

ان الطرف الاميركي اراد ان يوصل رسالة الى (عملائه) بانه (مهتم) بهم ويرعى مصيرهم ،وانه الزم الحكومة العراقية بضرورة الحفاظ عليهم ،كي يطمئنهم تماما بان قضيتهم هي من الملفات المهمة لدى الحكومة الاميركية !

بالجانب الاخر فان الحكومة العراقية ارادت ان توصل رسالة الى (حراك تشرين والنشطاء) بانها  تعهدت امام الجانب الاميركي بالحفاظ عليهم ورعايتهم ،ولامرين الاول انه جزء من الوفاء لهم فلولا( تشرين )وتداعياته لما استقالت حكومة عبد المهدي وجاءت حكومة الكاظمي والامر الثاني انهم مشروع انتخابي مقبل او على الاقل فهم انصار الحكومة وشخصياتها .!

هذا الملف هو الاخطر بين كل الملفات التي تمت مناقشتها ،لان المواضيع البقية ،هي مجرد (عناوين ،من الاهتمام بالتعليم والشركات والطاقة وغيرها ) وحتى موضوع تواجد القوات الاميركية ،فالجميع يعلم ان الحكومة مع بقاء القوات الاجنبية وتتمنى المزيد ،ولكن هناك قرار من مجلس النواب والشعب باخراج هذه القوات ،لانها غير شرعية وان لم تخرج ،ستخرج ب(الفالة والمگوار ) والمعدات الاخرى .

ان الزام الحكومة العراقية ب(توفير الحماية للمتظاهرين ) يعني اي مساس بهم سيخضع ل(المساءلة القانونية ) كما ورد بالنص .!

ان ادراج هذا (الملف الخطير ) في الحوار والذي سوف يثبت في بنود (الاتفاقية الاستراتيجية) سيجعل اي حكومة مقبلة تتعرض الى عقوبات دولية واميركية وبشكل انتقائي ،كما ستصبح هذه (الكتلة التشرينية) مشروع اميركي لمستقبل العراق ،فهم انصار اميركا ،وهم حماة مصالحها ،ويتم تكليفهم وفق المخطط ،يساعد في ذلك رضا حكومي ،وقبول من اطراف سياسية شيعية باعتبار ان مناطق تحرك (التشرينيين) في جغرافيا الوسط والجنوب !ناهيك ان المناطق الغربية والشمالية بعيدة عن هذا المعترك ولاتخالف اميركا في شيء.

ان هذه الكتلة (التشرينية) وفقا لهذا الاهتمام الاميركي وبرعاية حكومية عراقية ،سيتحول الى مشروع سياسي وامني وسوف يلقى دعما اعلاميا وماليا خليجيا ،لانهم (الكتلة ) التي تمثلهم على الارض ،وسوف يتم تطوير شخصيات منهم ،ليعلنوا علنا انهم (ليبراليون)

وعلى المنهج الاميركي ،وسوف تلتحق بهم شخصيات سياسية واجتماعية وحتى دينية .

وما يساعدهم على ذلك ضعف الاحزاب السياسية الاسلامية التي لم تعد تقوى على نقل موظف بالاستعلامات في اي دائرة .

لا اعرف ان كان الاخوة السياسيون قد التفتوا الى هذا (الملف الخطير ) ليحملوا الحكومة العراقية مسؤولية الحوار به ،وهل ان اعضاء مجلس النواب قد استلموا الاشارة ،ام انهم يحضرون انفسهم لحل مجلس النواب والتخلص من (المسؤولية)؟

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك