يبدو أن الكاظمي غير قادر على قيادة البلاد في ظل هذه الظروف التي تحيط بالبلد. فبعد أن وضعت حكومة الكاظمي برنامجها الحكومي وصوت لها البرلمان ونال الثقة ولكن هذا البرنامج أصبح خارج التغطية بفعل قوة وسيطرة الأحزاب والتيارات الفاسدة داخل البرلمان لتمزق الموازنة وكل كتلة تريد حصتها منها لأغراض انتخابية وحزببة بعيدا عن تطلعات الشعب المسكين.
قد يغرق البلاد في ظلام اقتصادي دامس نتيجة أصرار بعض الكتل السياسية على تمشية ما تريده في الموازنة لكسب مؤيديها بغض النظر عن ما يريده الشعب ( يضربه حمس الشعب).
لقد كان الشعب يعول كثيرا على حكومة الكاظمي من انتشاله من سلطة الأحزاب والتيارات الفاسدة ولكن وجد الكاظمي نفسه غرقان في معمعة تلك الأحزاب والتيارات الفاسدة بحيث لا يستطيع أن يتخلص منها فتراجع عن كثير من القرارات التي أتخذها ليبتعد عن الشارع ويكون في أحضان تلك الأحزاب والتيارات الفاسدة.
أن مهمة الكاظمي اليوم صعبة فهي أمام خيارين اما الاصطفاف مع مطالب الشعب الذي ظهر في ثورة تشرين وأما الاصطفاف مع الأحزاب والتيارات الفاسدة التي سيطرت على البرلمان تريد أن تلعب بمقدرات الشعب ونهب خيراته.
لقد أصبح الكاظمي في مستنقع تلك الأحزاب وابتعد عن الشارع الثائر ليكون مثله مثل الحكومات السابقة والتي رفضها الشارع.
قد يكون الكاظمي ضحية كما كانت حكومة عادل عبدالمهدي ضحية تصرفات بعض الكتل السياسية التي لعبت لعبة ( القط والفأر) اتجاه الشباب الثائر.
لقد انكشفت الأمور للشعب فليس هناك شيءٍ رمادي اما أبيض وأما أسود وحكومة الكاظمي اختار اللون الاسود لتسود وجها وسوف يلعنها الشعب كما لعن سابقتها..
الامور في البلد تسير نحو الأسوء في ظل حكومة الكاظمي التي عول عليها الشعب في نصرة الفقراء ليجدوا أنفسهم محاصرين بأرتفاع سعر صرف الدينار مقابل الدولار وفقدان أو انعدام البطاقة التموينية وزيادة أعداد البطالة وانعدام فرص العمل وتراجع الكاظمي عن قرار صرف أكثر من راتب وزيادة الخطف والقتل دون معرفة الجهة المنفذة وانتشار السلاح المنفلة فأن ثقة الشعب أنعدمت بحكومة الكاظمي مهما ادعى من منجزات .. لأنها أصبحت حبر على ورقة..
الكاتب /الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha