المقالات

لقاء الاجراس والمعابد لزرع السلام والمحبة


 

عبد الخالق الفلاح * ||

 

الاستعدادات جارية في العراق  لاستقبال البابا فرنسيس الذي يزوره في لقاء تاريخي وعزمه توقيع "وثيقة إخاء" مع المرجع  الكبير اية الله العظمى السيدعلي السيستاني دامت بركاته وهو لقاء فريد من نوعه و يعتبر البابا الزعيم الروحي للمسيحيين الكاثوليك، والسيدعلي السيستاني، الزعيم الروحي البارز للشيعة ، وأحد أكثر المراجع الدينية تأثيرا في العالم وإحساسًا تقشعر له الأبدان وتسكن به القلوب الظمأى إلى السكينة والخشوع ولا غبار عليه سيكون اللقاء مؤثراً  في  العراق الذي يمر بظروف سياسية وحياتية صعبة وأمنية حرجة، حيث يعول كثيرون على أن تسهم هذه الزيارة في دعم السلام والتفاهم بين أبناء الوطن الواحد ، ورسالة الى العالم اجمع في خلق اجواء جديدة للسلام والمحبة ،  سيتضمن إضافة إلى محطة النجف ولقاء االمرجع الكبير، زيارة "منزل النبي إبراهيم" في محافظة ذي قار، والذي يمثل رمزا للتقارب بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة، وسيقيم الصلاة في مناطق سهل نينوى في كنيسة كان تنظيم داعش يسيطر عليها، كما سيقيم قداسا كبيرا في إحدى ملاعب إقليم كردستان العراق.

مما لا شك فيه ان الوئام والحوار بين الأديان والتقارب بين أبناء الديانات من شأنه أن يرسخ في العالم قضايا السلام والسماحة والاعتدال والمودة بين أبناء البشر ليعيش الناس متآخين جميعا و لابد أن ينتشر في العالم  الذي هو في امس الحاجة اليه مما يرسخ الوئام والمودة والاحترام وبالتالي ينعكس ذلك على السلام العالمي وتعاون البشر، وتصدير الوئام إلى العالم لا يكون فقط بكلمات،لابد أن يتبنى الجميع منهجا لترسيخ الوئام الديني في العالم مما ينعكس على الأمن والسلام الاجتماعي في العالم بأسره وينبغي أيضا تطبيق العدالة في الأرض بين الأمم والشعوب لأن تحقيق الاستقرار العالمي يتطلب تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين وإحقاق الحقوق .

فى مواقف رائعة التقى الإسلام مع المسيحية في لقاءات تغمرها الرحمة ويغلفها التسامح والعيش المشترك بل والحماية المتبادلة، في عصرنا الحالي الإنسان المعاصر أشد ما يكون احتياجا إلى التسامح كخلق وسياسات، فالقدرات التي في يده هي الأعلى في تاريخ البشرية من الأسلحة الفتاكة لانها فضيلة أخلاقية وضرورة إنسانية لضبط الاختلاف، وتحقيق التعايش ، كما أن إمكاناتها على نقل الكراهية متنوعة وضخمة، وإذا لم تُقيد الكراهية والقوة الغشوم بروح التسامح والعقل فإن البشرية تقترب من حافة الدم والدمار، اذا لم يبادر كل منهما في موقع حماية الآخر والذود عنه ضد الاضطهاد، ولم يكذب النجاشى "ظن وحدس الرسول ( ص ) فيه فأكرمهم وأحسن وفادتهم ووهبهم الأمان الكامل ورفض كل المغريات والرشاوى والوشايات ونصائح بطانته وحاشيته الذين أغرقهم وفد قريش بالهدايا والرشاوى، كل ذلك فعله حتى قبل أن يسلم، ولعل ما فعله النجاشى وما قاله فى حق النبى الكريم محمد سلام الله عليه واله  كان سببا غير مباشر فى اسلام بعض كبار القوم  ، لقد حمت المسيحية الإسلام والمسلمين وهم ضعفاء فى مهد دعوتهم، ولعل ذلك جعل قادة المسلمين ان يعترفو بفضل النجاشى والمسيحيين فى حماية المسلمين فى مهد الدعوة الإسلامية ويرد لهم الجميل ، ويعرف قدرهم ويؤمنهم ويزيل عنهم اضطهاد الرومان ويكرم البابا بنيامين ويؤمنه ويعيده إلى سلطانه فى قيادة الكنيسة المصرية و حينما نزلت سورة الروم تبشر المسلمين بانتصار الروم على الفرس عقبت على ذلك بالآية «وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَهِ» ولم يكن للفرس في ذلك الزمان كتاب سماوى مثل الإنجيل والتوراة ولم يكونوا مثل اليوم ينورون طريق العالم بعلومهم وتحديهم لاعداء الدين ، وهناك لقاء مهم  جمع الرسول ( ص ) مع نصارى نجران بعد ان  جاء وفد كبير من قبيلة نجران وهى من أكبر القبائل المسيحية المتاخمة وقتها لدولة الإسلام فى المدينة، واستضافه الرسول فى المسجد وأحسن وفادته وأكرمه وعرض عليه رسالته، وبعد عدة أيام قضاها الوفد فى المدينة أعلن رفضه للإسلام وأعلن ترحيبه بالسلام مع النبى  الاكرم ودولته وقبل الرسول «صلى الله عليه واله وسلم» ذلك ولم يكرههم أو يجبرهم على شىء وعادوا إلى وطنهم معززين مكرمين وهناك لقاءات كثيرة يذكرها التاريخ بين الاسلام والمسيحية لا يسمح المقال لذكرها ، والزيارة بادرة للسلام و الوئام وزرع بذرة الخير الجديرة وان يكون هذا اللقاء منطلقا لتحالف حضاري إنساني بين المسلمين والمسيحيين كنوذج  و اللاديان السماوية قواسم مشتركة عديدة ة في المصدر والهدف والأسلوب وخلق حضارة العيش معاً في حوار الحياة بروح الانفتاح وحسن الجوارعلى أن يقبلها العالم لان السلام غاية البشرية التي هي  في حاجة إلى الحب والسلام والعدل والخير.

 

– *باحث واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك