المقالات

لماذا فقد أغلب العراقيين الثقة بالعملية السياسية؟!

942 2021-02-11

 

عباس سرحان ||

 

تراجعت ثقة المواطنين بالعملية السياسية والانتخابات خاصة لأربعة من الأسباب المهمة، الاول: أن الانتخابات في 2018 شابها تزوير فاضح وقامت جهات متهمة بالتزوير بحرق صناديق الانتخابات للحيلولة دون إعادة فرزها، وأجبرت الكتل السياسية على الإذعان للنتائج المزورة والسكوت وتمشية الامور.

وهذه الحادثة وحدها أعطت رسالة سلبية للناخبين مفادها أن العراق يحكمه منطق الغابة والسيادة فيه للأقوى والأعنف.

والسبب الثاني: أن مخرجات الانتخابات بشكل عام لاتعكس المزاج الانتخابي  ولا تلبي رغبة  الأغلبية من الناخبين إنما تعتمد المحاصصة سبيلا لتشكيل الحكومات بعد الانتخابات.

 ففي 2014 حصد نوري المالكي اعلى نسبة أصوات تؤهله لخوض مفاوضات تشكيل الحكومة، وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات كبيرة للغاية.

لكن الذي حصل أنه لم يُكلف بتشكيل الحكومة، خلافا للدستور، وتم تكليف حيدر العبادي وهو لم يفز بالانتخابات وشكل حكومة توافقية بعد استبعاد الفائز الاول وقد بدا وكأنه لم يحصل على شيء، وتم تجاهل أصوات ناخبين مثلوا 91 مقعدا نيابيا.

السبب الثالث المهم في تراجع ثقة العراقيين بالعملية السياسية يعود الى التدخلات الدولية والاقليمية في الشأن العراقي، والتي  باتت قوية الى الحد الذي جعل المواطنين العراقيين يعتقدون أن بلدهم محتل فعلا ولايملك قراره السياسي وهو منقوص السيادة ولا فائدة من الانتخابات.

أما السبب الرابع فليس بعيدا عن الظروف المعيشية والخدمية للمواطنين، إذ من المعلوم ان المواطنين في اي بلد ينتظرون من حكوماتهم تحسين ظروفهم المعيشية والخدمية.

فإذا ما عجزت هذه الحكومات عن تلبية حاجات الناس الأساسية وترافق ذلك مع انتشار الفساد وغياب التوزيع العادل للثروة، فمن البديهي أن اهتمام الناس بالعملية السياسية يتراجع  ولايبدون تعاطفا مع الطبقة السياسية.

هذه اهم الاسباب التي جعلت الناخبين لايثقون بالعملية السياسية ولا بالانتخابات وتتحمل معظم الكتل السياسية وزر هذه الخطيئة الكبرى  التي ارتكبتها بحق الدولة العراقية.

ومن المهم بمكان أن تعمل القوى السياسية الوطنية على اعادة ثقة الناس بالعملية السياسية والانتخابات خاصة، من خلال احترام حقوق ناخبيها وعدم المساومة عليها، وإن بدا هذا صعبا للغاية في المرحلة الحالية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك