المقالات

الانتخابات القادمة وظاهرة تعدد الكيانات والاحزاب..صحية ام سيئة؟!

1063 2021-02-01

 

 يوسف الراشد ||  

     

يشهد العراق استعدادات وتحضيرات مبكرة لخوض الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر تشرين الاول القادم عام 2021 حيث سيتنافس حوالي 400 حزبا وكيانا سياسيا ومنظمة وتجمع ونخب اكاديمية مختلفة لتسجيل اسماؤهم لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .

ولاشك بان هذه الظاهرة والممارسة الديمقراطية التي  أسيىء استخدامها من خلال ظاهرة تعدد الاحزاب والكيانات بهذا الشكل المفرط والذي افقد مصداقيتها وشوهت ملامحها  لدى المواطن والمتلقي العراقي وهي ظاهرة غير صحية .

وقد تنوعت خلفيات هذه الأحزاب والكيانات بين الإسلامية والعلمانية والشيوعية والمدنية والقومية والمنطقية والمستقلة للتنافس بينها في خضام هذه الزحمة من الأحزاب والكيانات التي تبادلت الادوار في حكم البلاد  خلال 17 سنة مضت واثبتت فشلها وارجعت البلاد الى 50 سنة من التخلف وسوء الخدمات وتراجع التعليم والصحة والزراعة والصناعة والبنى التحتية وستشرى الفساد اغلب مفاصل الدولة.

في حين ان اغلب الدولة المتقدمة والتي سبقتنا بالتجربة الديمقراطية ،، فيها حزبين او ثلاثة هم الذين يتنافسون فيما بينهم  فالحزب او الكتلة او التيار الذي يفوز يستلم مقاليد الحكم وينفذ برنامجه الانتخابي والذي لايفوز يكون معارضا ويراقب اداء الفائز كما يحدث في امريكا او الدول الاوربية  .

ان هذه الفوضى التي تعيشها الاحزاب هي نابعة من عدم نضوج التجربة الديمقراطية في عقول اغلب مسؤوليها  مما ولدة هذا العدد الهائل من الكيانات وزاد الطين بلة وزادت المشاكل السياسية  وولدة الفساد وترهل كبير في المؤوسسات الحكومية  بسبب غياب البرامج الواضحة لأغلب تلك الأحزاب .

أن كثرة الأحزاب لا تسهم في حل مشكلات العراق ولا تستطيع الأحزاب الجديدة الفقيرة منافسة الأحزاب الكبيرة التي تتبادل الادوار فيما بينها ولا تسمح للاحزاب الاخرى ان تنافسها او تحقق الفوز عليها ،، فتسعى بممارسة التزوير ودفع الاموال والرشاوى وشراء الذمم او الابتزاز والتهديد والتصفية لمناؤيها  .

وهذا هوحال العراق منذ عام 2003 ولحد الان فلا الاحزاب تاخذ دورها في عمليات التغيير والاصلاح والبناء ولا الارادة الدولية والاقليمية تسمح بذلك والخاسر الاول والاخير هو العراق والمواطن البسيط  الذي تكوى وذاق الامرين من هذا الحال وتراجعت همتة في المشاركة والذهاب الى صناديق التصويت وكما شاهدنا في الانتخابات السابقة واحتمال هذا العام ستكون المشاركة  اضعف والعزوف اكبر .

أذا كثرة الأحزاب هي المشكلة في استمرار الفوضى وتعميق هذا الوضع المزري وهي ظاهرة غير صحية وتكشف عن ضعف الوعي والثقافة الاجتماعية في البلد وتشتت اصوات الناخبين في حين ظاهرة قلة الاحزاب تساعد القوى على المنافسة لتقديم برامجها وخدمة البلد  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك