المقالات

النظرية الاصلح لحماية كرامة الانسان


 

سميرة الموسوي ||

 

·        نظرية (المستضعفين،والاستكبار العالمي )

 

النظريات،والايدولوجيات ،التي حكمت وتحكم شعوب الأرض مستمدة في خطوطها العامة أو في بعض التفاصيل من فلسفات الحكم اليونانية القديمة ثم بعد ذلك من نظريات الحكم التي أفرزتها الثورات الأوروبية الكلاسيكية والاوربية الشرقية ، ومن تلك الثورات عموما ؛ الثورة الفرنسية ،والثورة الشيوعية بكل نوعيات تطبيقاتها .

وتلك النظريات والايدولوجيات التي أفرزت أنظمة حكم كانت تمثل الأرضيات المعرفية الوطنية ،وفيها ملامح عالمية .

إلا أن تلك الحكومات المنبثقة عما ذكرناه من أرضيات وطنية بحته سرعان ما إنهارت ولم يبق منها سوى الخطوط العامة المشتركة مع عموميات الثورات منذ فجر تاريخها .

ثم حدث المتغير غير المسبوق في تاريخ الثورات عام 1979 بتفجر الثورة الشعبية العظمى بإمتياز من حيث الاتساع الشعبي والعمق  الفكري والوعي الشعبي الوطني بقضية إنسانية مستمدة من الدين الاسلامي ومستجيبة للإرادة الربانية ، تلك هي ثورة الأمام الخميني رحمه الله .

ولم يكن الأمام الخميني مخترعا نظرية نظام حكم وإنما مبلورا نظام حكم ديني إسلامي معاصر وبمنهج النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي واصله منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ، وهذه النظرية نسميها نظرية  المستضعفين في الأرض والاستكبار العالمي ،لأن قائدها عالم دين إسلامي ومفكر ثائر لا يستكين ، وإن منفذي الثورة هم المستضعفون في إيران الممثلون  لكل مستضعف في الأرض في الفكر والاهداف ، وقيام الثورة كان على نظام حكم غاية في العتو والهيمنة وهتك الكرامة ، وهو صنيعة دول الاستكبار العالمي.

ولم يتوقف الايرانيون منذ إنبثاق الثورة المسددة بإذن الله عن إضافة بعض الضرورات الحادثة على مفردات النظرية من حيث أساليب إنفاذ الحكم والتي تمثل الاصالة الديناميكية في العقلية الايرانية وعدم ثباتها بوجه تيارات التطورات الحتمية التي يفرضها التغير والتغيير الوطني والعالمي ،ولذلك بقيت عملية البلورة لتتناسب وتستجيب للمتطلبات الوطنية في إطار المطلب الانساني ، وكلا المطلبين قائمين على المنهج القرآني ( ولقد كرمنا بني آدم ) ؛ والمفهوم الدنيوي للتكريم الالهي هو أن ينعم خلق الله تعالى بالحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ، وكان مصداق نجاح الفكر والاهداف والمنهج هو ما يشهده العالم يوميا من تطورات شاملة في مسيرة إيران التنموية والتي أوصلتها إلى المصافات العالمية فتتمكن من تحدي الاستكبار العالمي ، وتنصر المستضعفين .

ويبدو جليا أن الشعب الايراني والعالم قد تيقن بأن النظام الحالي المتبلور عن النظرية وما بني عليها الآن من نظام حكم هو خير من يمثل الحق الانساني العادل ولا يقتصر على إرادة الايرانيين فحسب .

 إيران الإسلامية الآن دولة عظمى تتنافس وتتسامى بإسلامها وبمنهجها فتتعاضد مع الخيرين وتعمل على إصلاح المستكبرين بكل قوة وجودها الانساني ، وتدعو المخلصين لإنسانيتهم إلى التعاضد حتى يرث الأرض عباد الله الصالحين ، ولن يلبث الاستكبار حتى ينحسر وتذهب ريحه فيكون أثرا بعد عين .

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك