المقالات

عوق العقل...

2164 2021-01-12

 

كندي الزهيري ||

 

(( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين)) ...

كل عضو في جسد الإنسان له قيمة وعمل خاص به، هكذا خلق الله الإنسان، واي من هذه الأعضاء اذ أصيب بضرر يؤدي إلى عوق، قد يكون جزئيا  أو كليا  حسب الظروف التي يمر بها ذلك العضو.

حيث يعرف علم النفس بأن العوق العقلي / اضطراب  يتميز بضعف الأداء الفكري والتكيفي.

ان الله عز وجل كرم بني آدم بأهم عضوين هما العقل والقلب، الاول يعد بصيرة الإنسان والثاني يعد أساس تفكير الإنسان والتميز بين الأمور.

وأمر الإنسان أن يُعمل به ،ونهى عن تعطيله، وحذّر من كل مبدأ يعيق العقل. فنبذ التفكير الأعمى والتعصب  وذم الهوى والكذب ، وأمر باجتناب الظن والاستعجال . ويجانب هذا استخدم القرآن المنهج العقلي في نقاش قضايا من أهم قضايا الدين وحقوق الناس  وعدم التهور بالأفعال التي تؤدي إلى أضرار شخصية أو عامة   . على مدار الخلق هناك عوق عقلي في المجتمعات اما بشكل جزائيا أو  كليا، وحسب طبيعة ذلك المجتمع.

ان ما يجري في العراق أليوم يعد من هذا النوع ( العوق العقلي ) ،الكثير من الناس لا تستطيع أن تميز بين الابيض والأسود، وذلك بسبب ان العقل معاق فينقل صورة رمادية رغم وضوح الصورة، الان الشعب يعمل بالعقل الجمعي والعاطفة العمياء من دون النظر إلى الأمام،  فكل منظرونا يذهب بنا ؛ اما للتصور مستقبل دموي  أو الحنين العاطفي الى الماضي، حتى وإن كان ذلك الماضي  مؤلم. قد يعود ذلك  إلى حجم الحرب  التي لم تهدأ في هذا البلد مما جعل اناس هذا البلد  في هذه الصورة.

وهذا جعل من العراق في دوامة لا متناهية من العنف والهرج والمرج، تارتا نخرج على الفاسد ثم نعود وننتخبه ، وتارة أخرى نخرج من أجل المطالبة بالخدمات وحين تتوجه إلى فعل ذلك نراهم يخرجون ضدها ، واخرى  نخرج من أجل المطالبة بالحرية  والكرامة  ،ثم نحن إلى عصر الدكتاتورية الدموية، ومرة أخرى  نذم من وقف معنا في المحن  ونمدح  من كان سبب  بإشعال النيران في مدننا وارضنا.

على ما يبدوا بأن من الصعب تحديد البوصلة  العراق، في ضل هكذا عوق ، ومن المرجح أن العراق  إذا بقية  من يحكمه  ومن يحركه  الإعلام  الخارجي  عبر الحدود  ، سيخرج  من منظومة الدول  ذات  سياسة  حكيمة  الهادفة إلى بناء  دولها  والوصول  بها  إلى بر الأمان  وهذا سيجعل من العراق  دولة  سجن  مقسم  متناحر شعبه  غير  واضح  المعالم بعيد كل البعد عن الاستقرار وانجاز التنمية المرجوة خلال السنوات القادمة ،  وسيصبح ارض  محروقة اكثر مما هي عليها الآن   ،وهكذا سيفرح بني صهيون بسبب  العوق العقلي  والعقل الجمعي  المتبع  في كل مفاصل  الدولة  ومؤسساتها وحتى الشارع العراقي ، الذي يكون مساق  شبه  تام  بعلم أو دون ذلك  خلف المشروع  الصهيوني الاعرابي الأمريكي الغربي.

الحل يكمن بيد الحكماء  واصحاب الرأي الرشيد، هم الوحيدين  القادرين  على توجيه العراق نحوا الطريق  الصحيح بعيد كل البعد عن المغامرات الغير محسوبة، أو المزاودات للأغراض  السياسية  التي دمرت  الشارع  وخلفة  العقول فأصبح العقل ينظر إلى الماضي لا المستقبل  ،وصنع زعامات  اقل ما  توصف بالفساد والدموية  في قتل كل فكرا حر  ينظر إلى غدا ويريد أن يخدم بلده ...

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك