المقالات

يذبح الصالحون فيهلك الطغاة

1103 2021-01-07

 

عدنان جواد||

 

المعروف في الطغيان فرعون نموذج لطغيان السلطة الظالمة، وكما ذكر في القران((وفرعون ذي الأوتاد، الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد))، فالأوتاد اي الجنود والعسكر والجموع التي تشد ملك فرعون، قد تمردوا وتجاوزوا القدر في الظلم والعدوان فأكثروا فيها الجور والفساد، وهذه الصورة تتكرر مع كل ظالم وسلطة ظالمة، ولكي يتم أمر الله يرسل الأنبياء والرسل والأوصياء والعلماء الصالحين لكي ينصحوا الطغاة ليحق عليهم غضبة، فقال موسى(ع) لفرعون: ((هل لك أن تزكى، وأهديك إلى ربك فتخشى) فكان الرد من فرعون((فكذب وعصى ، ثم أدبر يسعى)) هكذا هم الطغاة منذ وجود الخير والشر يعتبرون الصلاح شراً، والشر خيرا، فسنة التاريخ والحياة دائما نهاية خير الناس على يد اشر الناس فيذهب الأول شهيدا ويذهب الآخر إلى جهنم وبئس المصير.

يستدرج الله رب العالمين الطغاة ليزدادوا إثما((سنستدرجهم من حيث لايعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين)) وبالمقابل للصالحين((ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين))، والحاكم الظالم قد يصل الحكم عن طريق الحظ كان يولد الإنسان في بيت الملوكية أو بيت السيادة الوراثي او ألاستخلافي، أو الخداع كما في الانقلابات العسكرية، قد يصل إلى الحكم من يمهد لنفسه ليعمل بعنف ويصادر الحريات، ويسلب الأموال و يملا السجون ويحطم البلاد، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا بتحطيم الكفاءات وأصحاب العقول والعلم واستقطاب الإمعات، ومن الواضح ان الحكم لايبقى مع العنف فقد قال الإمام علي(ع):(من علائم زوال الحكومات تقديم الأراذل وتأخير الأفاضل)، وسؤل رجل من رجال بني أميه بعد زوال ملكهم ما سبب زوال سلطتكم فأجاب بما مضمونه: تولي عظائم الأمور من قبل صغارها، وترك الصغائر للكبار فلم يستطع الصغار إدارة الأمور الكبيرة، ولا يقبل الكبار بالتوافه من الأمور باعتبار بأنها اقل من استحقاقهم فانهارت الدولة.

شاهدنا في حياتنا الحالية كيف ذهب الطغاة بعد ارتكابهم جرائم ضد شعوبهم وخاصة من الرجال الصالحين ، فطاغية العراق الذي هلك بنفس اليوم الذي اعدم فيه السيد محمد باقر الصدر(قدس) ، ومعمر القذافي كيف كانت نهايته الذي ضيع السيد موسى الصدر(قدس) ومرسي الذي ساهم في قتل عالم الدين حسن شحاته، والدور على آل سعود الذين اوغلو في الطغيان فكم قتلوا من العراقيين بسيارتهم المفخخة التي تحمل أرقاما سعودية والانتحاريين اغلبهم سعوديين، وما تفعله في البحرين وسوريا واليمن واليوم يقبلون على ذبح رجل قال كفى للظلم، وقد قالها سماحة الشيخ المجاهد نمر باقر النمر): إن كنتم تملكون فرعونا في ظلمكم فنحن نملك الحسين في تضحيتنا).

وكم رأينا في فكرهم المنحرف من تناقضات قتل المسلم حلال وخاصة الرافضة وان إسرائيل ليس عدوة إنما الشيعة هم الأعداء ، وهم بإعدامهم للشيخ النمر يصب في إثارة التفرقة والفتنة الطائفية وانتهاك سافر لحقوق الإنسان والقيم الإسلامية، وحسب منهج عبد الوهاب وابن تيمية الذبح مباح بينما نحن لم نرى أي حديث للرسول عن الذبح، فحين حرر مكة قال اذهبوا انتم الطلقاء برغم قتلهم مئات المسلمين، المسلم من سلم الناس من فعله ولسانه، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وزيادة في الظلم إنهم لم يسلموا جثمانه الطاهر إلى أهله خوفا من أن يكون له مقاما يهددهم بعد مماته.

ويتسال الأحرار في العالم أين الدول التي تدعي الديمقراطية لماذا لاتدين او تشجب هذه الممارسات الإجرامية ام إنها من تدعم هذه الأنظمة الطاغوتية خدمة لكيانها اللقيط، ولكن الانتقام الإلهي سوف يطال جميع الطغاة والظالمين ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) فينبغي من أصحاب الضمير الحي الإنساني عدم السكوت على الظلم وإنهم بسكوتهم حتما سينالهم الظلم عاجلا أم عاجلا والسلام.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك