المقالات

فلسفة الجلوس على التل..!

1400 2020-12-26

 

عدنان جواد ||

 

قول نسب لاحدهم في صدر الاسلام (الصلاة مع علي اقوم والطعام مع معاوية ادسم والجلوس على التل اسلم) هذه الفلسفة قديمة وتعاد في المجتمعات في كل زمان ومكان ، بغض النظر عن معتقدات ذلك المجتمع وتوجهاته وافكاره وانتماءاته، وان نسبة وجودها تختلف من مجتمع الى اخر، وتنتشر دائما في المجتمعات التي تكثر فيها الحروب والصراعات، ويظهر فيها تجار للحروب.

ويضعف فيها الحساب والعقاب، ويغيب فيها النظام، فيختلط فيها الحرام والحلال، والحق والباطل ، والصح والخطأ، فتختلف المفاهيم بين الناس في تقييمها، فيترسخ مفهوم المتفرج الذي يبحث عن ذاته ومصالحه الشخصية بعيدا عن البقية، الذي يلغي الشعور بالمسؤولية تجاه البلاد التي يعيش فيها والعباد الذين يعيش معهم، فاتخذ البعض هذه الفلسفة منهجاً، اي اسلوب ميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة، فنجد اصحاب السلطة في العراق اكثر تطبيقا لها على ارض الواقع، وتبعهم مع الاسف الكثير ممن امتهن الاحتيال وسرقة المال العام.

 فهم تارة كالناسك في صومعته ، وكالزاهد في زهده ، حين يتطلب الامر موقفا دينياً، كالصلاة وتأدية الطقوس الدينية وعبر القنوات الفضائية، والادعاء التشبث بالرموز الاسلامية كالنبي (صلى الله عليه واله )والامام علي عليه السلام والسير على نهجهم قلبا وجوارحاً ، وحين توزيع المغانم والحصص والسرقات المليارية، نهماً يطلب المزيد، وان حصته لا تناسب ما بذله من خداع واحتيال ، ومخاطرة بالسمعة وماء الوجه.

 وحين اندلاع الحرب يتخذون التل مكاناً ، ولما ينجلي غبار المعركة، وقد سقط فيها الشجاع الفقير الذي لا يستطيع توفير قوت يومه، لكنه يرخص نفسه من اجل الاخرين ، ضنا منه انهم سوف يحترمون عياله ولا ينهرونهم، بعد استشهاده ، واصحاب التل عندنا مرة من اصحاب الولاءات للدول الاخرى ، لانهم حاصلين على جنسية تلك الدول ، يهربون الاموال لتلك الدول كما فعل فالح السوداني وايهم السامرائي وحازم الشعلان ومحمد توفيق علاوي و. و.., غيرهم الكثير ، وهؤلاء تحميهم الدول التي ينتمون اليها بجنسيتهم كالولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا.

 وحسب ما منشور في الكوكل في موقع الجزيرة نت ، قول استاذ الاقتصاد في جامعة بغداد ان هناك اكثر من ترليون و 14 مليون دولار هربت من اموال العراق من 2002 الى 2013 لدول غربية وعربية، ودليل سياسة الوقوف على التل الاهمال الواضح للبلد وتركه يعاني الفقر والحرمان والازمات والصراعات، وتدهور في الصحة والتعليم والعمران ، وضعف في الرقابة والحساب والعقاب ، وانتشار الرشوة والمحسوبية ، ففي الجانب الصحي من يملك المال يعالج مريضه ومن لا يملكه ينتظر موته البطيء.

اما في التعليم فانتشار التعليم الاهلي وعجز الحكومي،  فيقبل ابن صاحب المال الذي اغلبه مصدره حرام بالجامعات الاهلية وبأفضل الاختصاصات الطبية والهندسية، في حين ابن الفقير الذي امتنع عن اكل الحرام لا يقبل في الجامعات الحكومية الا اذا حصل على معدلات عالية، او يقبل بأخرى تعينها غير مضمون بعد التخرج، اصحاب التل اصبح كل شيء بأيديهم ، يلعبون بمقدرات الناس وارزاقهم، فرفع سعر الصرف الدينار مقابل الدولار جميع الكتل السياسية لها علم وقد قامت بشراء الدولار طيلة فترة المناقشات ، وقد صرح بذلك مصطفى الكاظمي  بعد سماعه الادانة والاعتراض من الاحزاب ونوابها في البرلمان على رفع سعر الصرف .

 وفي المعاملات في الدوائر الحكومية لا تنجز بدون رشوة الموظف ، الشوارع تركت لحفرها واختناقاتها، تاجروا بكل شيء رديء يدخل الامراض ، والمشكلة الكبيرة ان الكثير من الناس اصبحت مقتنعة ان من سلك طريق الحق وابتعد عن الباطل والحرام كان مخطئا ، عندما يرون هذه الفوارق الطبقية وكيف تحول النكرات الى ذوات بفعل المال الحرام، حتى اصبح شعار تريد ان تعيش محترما في العراق كن سارقاً ، فهي شطارة ومهارة واستغلال للمنصب والسلطة وللسوق .

 وايضا سوف يخلد التاريخ الجالسين على التل كما خلد الذين قبلهم، فكتاب التاريخ ليس كلهم منصفين بل اكثرهم وعاظ سلاطين .

 لذلك نحتاج اناس صادقين يسلكون طريق واحد اما ابيض او اسود، وليس مرة هنا واخرى هناك ، ورجل هنا واخرى هناك ، ومرة دعاة للإصلاح واخرى دعاة للفساد.

 الانتخابات القادمة تتطلب حسن الاختيار، وخاصة من لديه احساس بالمجتمع حاضره ومستقبله ولديه رؤيا واضحة، لتقرير مصيرنا ومصير اجيالنا القادمة، والا فأصحاب التل واسيادهم سوف يبقون البلد يعيش في الفوضى وعدم الاستقرار وهم يتفرجون.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك