المقالات

شهادة بنت الهدى واخيها الصدر  قد) /الاخير / 2

1468 2020-12-24

 

كندي الزهيري ||

 

لم تذهب الشهيدة لتوديع امها، فإن لحظات التوديع مع الام تصعب على الشهيدة وامها، خصوصا وانها تخرج مع هؤلاء الجلاوزة زمرة الشيطان ابناء يزيد والحجاج.

تصف السيدة ( ام جعفر) تلك الحظات الحاسمة والاليمة،

قائلة: لما أرادت الشهيدة الذهاب مع هؤلاء الجناة الكفرة، جئت لتوديعها، واعتنقتها وقرأت في اذنها الآية الكريمة (( ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)) وضعت يدي على كتفيها لكي أقرأ لها الآية، كانت الشهيدة منفعلة جدا. وكأنها علمت انها خارجة ودون رجعة، وعرفت انها النهاية.

انه موقف صعب وحرج مما جعلها تفقد سيطرتها على أعصابها، احسست انها تنتفض من شدة الانفعال، فسرى ذلك التأثر ولارتعاش في جسدي وكلما تذكر ذلك الموقف تنتابني تلك الحالة.

بقيت زوجة السيد الصدر وأبناءه وامه ثلاثة أيام بعد اعتقال السيد الصدر. كان السيد الشهيد قد اوصى زوجته قائلا " انتظري ثلاثة أيام ان لم أعد اذهبي إلى اخي السيد اسماعيل في مدينة الكاظمية " .

وفي يوم الثلاثاء المصادف ٢٢جمادي الاول، فقد تم تطويق مدينة النجف بعدد كبير من السيارات ورجال الأمن والشرطة، انتشرت ازلام النظام ورجال المخابرات بالمدينة، كان الجو مشحونا وساد الناس حالة من الوجوم والخوف، والكل يتسأل ، ترى ماذا حدث؟ جاء جلاوزة المجرمين أعداء العلم والإنسانية،  جاؤوا بجثمان السيد الشهيد الصدر بعد الثانية عشر من منتصف الليل، واخذوا معهم احد أقرباء السيد الشهيد هو السيد محمد صادق الصدر( ره) ،والد السيد محمد الصدر ( الشهيد الثاني) وهو رجل مسن أخذوه إلى مبنى المحافظة، واخبروه بإصدار حكم الإعدام علي السيد الصدر، بعد ان حذروه بأن يكف عن التصدي للنظام ولكنه لم يستجب لهم فلذا أصدروا عليه حكم الإعدام رميا بالرصاص.. !!!

فبكى السيد محمد صادق ولطم وجهه وقال لهم متسائلا " أأصدرتم عليه حكم الإعدام"!؟ ، اجابوه انك رجل عاقل ومتفهم ولقد حذرناه وبقى مصرا على موقفه.

ولذا نفذ فيه حكم الاعدام... فاجهش السيد محمد صادق بالبكاء ووقع عليه الخبر كنزول الصاعقة، وكانه لم يكن يصدق الخبر واصر على رؤيته، ونظر إلى ذلك الوجه السمح المشرق، الذي لم يذعن للظلم ولم يرضخ للضيم ولم يسجد الا الله واحد القهار.

كانت اثار التعذيب بادية على وجهه الشريف وهو مثخن بالجراح وقد احرقوا لحيته الشريفة ورأى موضع الرصاص من رأسه.

قائلين له انه تم تغسيله وتكفينه ( قدس سره) . طلب السيد محمد صادق ان يصلي على جثمان المرجع السيد الشهيد.

بعد ان صلى على السيد الشهيد، عصبوا عينه وذهبوا به إلى وادي السلام، وتم دفن الجثمان الطاهر للسيد الشهيد وأخته الشهيدة المظلومة بنت الهدى ( رضوان الله عليهما) ....

ومن خطابات الشهيد الصدر للشعب العراقي في شهر شعبان في ايام المحن، قال " واني اعلم ان هذه الشروط ستكلفني غاليا، وقد تكلفني حياتي،  واني قد صممت على الشهادة وان ابواب الجنة فتحت لتستقبل قوافل الشهداء حتى يكتب لنا النصر"...

اليوم نشاهد من يمجد بالطاغية بعدما كان  يتمنى الخلاص منه ، ومن الأجيال التي لم تعاصر تلك الأحداث  ، عليها أن تقرأ وتبحث عن الحقيقة  .

هؤلاء علمائنا  رسموا لنا بدمائهم طريق المستقبل الأجيال القادمة،  جميعنا مسؤولين عن سطور التاريخ  ،وواجب التصدي لكل محاولات التحريف  وقولبة الأحداث.

السؤال قد نستطيع اليوم ان نجيب عليه  ،او قد نسمعه من الاجيال القادمة.

هل سيبقى الطاغية مجرم ظالم  ام سيكون بطل  ومغوار  ،كما وصلنا من التاريخ حول مجرمين في العصور القديمة الذين أصبحوا ابطال واصبح الضحية مجرم؟

هذا الأمر  تحقيقه من عدمه  واقع بأيدينا نحن....

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مجيد حجي : قناة الايام من قنوات الحديثة وجميلة في العصر المعاصر يستهدف الى معرفة ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يلقي محاضرات دينية من على شاشة قناة الايام الفضائية
مصطفى عبد الحسين : اتقدم بشكوى ضد زين العراق وذلك لسوء الخدمات المقدمة و استغلال الزبائن بالعروض المعلنه واطالب بالتعويض المالي ...
الموضوع :
هيئة الاتصالات تخصص رقماً للمشتركين للشكوى على شركات الهواتف
ابو علي الحمداني : اللة يلع ن اسرائيل دوما وابدا ...
الموضوع :
حزب الله يعلن استشهاد "عباس محمد رعد" نجل رئيس كتلة الوفاء
ضياء عبد الرضا طاهر : نعم مسرور ابعاد الحلبوسي كان خاطئا حسب الدستور العراقي وانا ارشح السفيره الامريكيه أو السفير البريطاني بمنصب ...
الموضوع :
مسرور بارزاني يدافع عن المزور والمطبع : توقيت عزل الحلبوسي من منصبه كان خاطئا ويدعو الى عدم مساندة فلسطين
د. محمد سامى : تشرفت بالخدمة الطبية لأهالى قرية الهدام بالوحدة الصحية بها منذ ٤١ عاما كطبيب عام ، ودعانى الشوق ...
الموضوع :
المباشرة بانشاء مركز صحي في ميسان
ابو عباس : ها اشو طلع سلاح وملشيات صدعتو روسنا الشيعه عدهم ملشيات وسلاح منفلت طلعه الشمس على الحرامي ...
الموضوع :
الانبار.. تحذيرات من تفشي ظاهرة السلاح المنفلت خلال تظاهرات انصار الحلبوسي
ابو عباس : لعنت الله عليم وعلى العلام المجور من الغرب والعراب للهم انتقم من امريكا والكيان الصهيوني ...
الموضوع :
تلفزيون فلسطين: الجيش الإسرائيلي يتباهى بمساعدة مسن في غزة ثم يعدمه رميا بالرصاص
uutr##$%^& : تحالف العزم يضم قيادات كانت ضمن الشخصيات التي اثارت موجة الفتن التي دارت عام 2013 وانتهت بدخول ...
الموضوع :
العزم الأوفر حظاً.. 6 مرشحين لخلافة الحلبوسي في رئاسة البرلمان
Hala Bag : السفير الصيني و قبله السفير الياباني يتطلعون للدخول بقوة الى سوق العراق من خلال الاستثمارات و المشاريع ...
الموضوع :
رئيس هيئة النزاهة يشدد خلال استقباله السفير الصيني على ضرورة توفير البيئة الآمنة للاستثمار
فيسبوك