سميرة الموسوي ||
· لمناسبة الذكرى الأولى لإغتيال أمريكا؛ قائدي التحرر والسلام؛ الشهيدين قاسم سليماني،وأبو مهدي المهندس .
الشهيد قاسم سليماني ، قائد سياسي ،وجنرال في جيش جمهورية إيران الإسلامية ،يتميز بإمكانات قيادية متميزة متعددة ،وينطلق من إيمان عميق بالله سبحانه وتعالى ،وبرسالة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .وينتهج منهج إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ، وفي سياق نشأة جمهورية إيران الإسلامية على إثر أعظم ثورة في العصر الحديث بقيادة الأمام الخميني قدس سره ، ثم إستمرت تتسامى بقوتها العسكرية والنضالية والتنموية الشاملة من أجل الانسانية بقيادة السيد الخامنئي
ساعد الشهيد حركات التحرر في العالم ضد الاستعمار والهيمنة والخنوع .
وقف بمبدئية عالية مع الحق الفلسطيني ،معبرا تعبيرا متميزا عن موقف بلده تجاه الفلسطينيين وعودة القدس الشريف عاصمة أبدية لفلسطين الحرة .
وقف بجرأة وروح بالغة التضحية مع الشعب السوري وقيادته ضد قوى التدمير والتسلط والتآمر .
وقف مع العراق ضد الاحتلال الامريكي ومحاولات التوسع الصهيوني ، وكان الممثل الحقيقي عن موقف وطنه غير المسبوق في الدفاع عن العراقيين وبكل الامكانات العسكرية واللوجستية ضد داعش الارهابي الذي إحتل ثلث العراق من جهة محافظة نينوى ودمر كل ما مر به ،ولولا التسليح الايراني للحشد الشعبي الذي لبى فتوى المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني ( دام ظله ) بالجهاد الكفائي لم يتم إيقاف تمدد القوى الداعشية إلى بقية أنحاء العراق ، وبقي الشهيد يتابع ميدانيا جهاد الحشد الشعبي المتلاحم مع القوات المسلحة وأبناء بعض العشائر العراقية حتى إستشهاده ورفيقه في الجهاد أبو مهدي المهندس.
وقف مع الشعب اللبناني في كفاحه ضد قوى التمزيق والتشتت الصهيونية وأعوانها ، ودعم بقوة حزب الله المجاهد من أجل حرية لبنان بقيادة المجاهد اللبناني حسن نصر الله ، وكان ولم يزل دعم إيران الإسلامية للبنان مصدا بالغ القوة ضد الاطماع الصهيونية التوسعية .
دعم حركة التحرر اليمنية ومنع عنها التمزق والتقسيم .
كان الشهيد ينمي إستعداده النضالي وبإستمرار ،ويوسع من نطاق نشاطه الانساني ،ليصل إلى جميع حركات التحرر في العالم تعبيرا عن مباديء إيران الإسلامية .
ورغم كل هذا النشاط النضالي الانساني للجنرال الحاج سليماني فقد كان بلده ولم يزل يقارع الحصار والحقد الأمريكي ، لكن قائد بلده كان يدعم نشاطه معنويا ، مع المضي في التمكن من توفير حياة حرة كريمة للشعب والتواصل مع بناء قوة رادعة لأي إعتداء صهيوأمريكي حتى كان التسارع في بناء القوة الرادعة مثار دهشة العالم .
لقد أسهمت إيران الإسلامية بتفوقها في المجالات الحيوية بوضع الادارة الأمريكية موضع الاذلال حين جعلت من ألكيان الصهيوني ذراعها الأطول والاقوى حتى صار ذلك الذراع جرحها وأرضها الرخوة .وفقدت الكثير من أحلامها التوسعية .
وفي أثناء العمليات الجهادية العراقية ضد داعش تلاقت أهداف الشهيدين وأمتزجت أكثر في ظل عقيدتهما الدينية الانسانية .
لقد كان أبو مهدي المهندس يتفانى بلا هوادة في إعلاء كلمة الله عن طريق الجهاد وتحدي الخطر فيتصدر جموع المقاتلين ضد داعش قائدا عسكريا فذا وأبا حنونا ، ووطنيا إنسانيا في الفكر والقول والعمل ،ومثقفا لا يبخل على المجاهدين بالدروس والمحاضرات والتوعية ، كان الشهيد يؤمن بأن الدين مكارم أخلاق ، وهذه تستدعي منهجا لإرساء الفعل الجهادي عليه ،فكان له منهج إمام المتقين عليه السلام .
وتوسع فعله الجهادي أكثر بعد أن تبلورت الفتوى الجهادية غير المسبوقة عن تشكيل الحشد الشعبي الذي يتميز عن كل جيوش العالم بعقيدة عدم تنفيذ أوامر الاعتداء على أية جهة أو دولة ، وكان الشهيد كقائد ميداني في الحشد قد ألهم المقاتلين المزيد من الأقدام والتضحية .
وكان هذا التلاحم القيادي المتكامل بين الشهيدين قد زاد من مخاوف الاطماع الصهيوأمريكية ، ولا سيما بعد أن توسع سطوع نجمهما في سماء النضال حتى صار نبراسا ومنارا لقوى التحرر.
وفي يوم 3/1/2020 ضربت طائرات الادارة الأمريكية وبأمر من رئيسها ترامب موكب القائدين على طريق مطار بغداد الدولي فدمرت سيارتهما وقتلتهما في الحال ، فقد كان أبو مهدي المهندس يصطحب ضيفه القادم من دولة أخرى متجهين إلى مكان إقامة الضيف .
ومن أجل تكاتف العالم ضد قوى الاستكبار العالمي ،ولعدم تكرار أغتيال المناضلين من أجل التحرر والانسانية ،فنحن نطرح على العالم أجمع مبدأ مهما نسميه (( الثأر العالمي المستدام)).
وهنا لا نقصد بالثار رد الضربة الظالمة بالضربة العادلة فحسب ، وإنما ينبغي أن يصاحبها التخطيط الدقيق بالتعاون مع الدعم المعنوي وغيره من دول وشعوب العالم ، أما المستدام فهو مصطلح نضيفه إلى الثأر بمفهومه المذكور ونقصد به مقصدا إنسانيا حديثا لا يبتعد عن قصده حين يضاف إلى مفهوم التنمية ،فالثأر المستدام هنا معناه تطبيق حقوق الانسان بعدالة دون التفريق بين دولة وأخرى مهما كانتا ، وتطبيق العدالة حين يكون من دولة على أخرى ينبغي على الدول كافة الوقوف إلى جانب المعتدى عليه وجوبا ،ولا يموت أو يضعف الحق بالتقادم وإنما يقتضي الواجب الدعوة إليه مهما طال الزمن ، وبذلك يجب أعتباره جريمة ضد الانسانية ، فعالمية الثأر المستدام هو حفاظ على حق الحياة للانسان .
* وعلى أساس هذا المبدأ نرى أن تتلاحم دول العالم للأخذ بثأر القائدين الشهيدين ، ووفق معايير أساسها المبدأ الذي ذكرناه .
ومن الله التوفيق والسداد .
https://telegram.me/buratha