المقالات

إصبع على الجرح..حكاية للوزن واالقياس ..

3316 2020-10-13

 

 منهل عبد الأمير المرشدي||

 

ثمة حكاية هي بمثابة قصة حقيقية دارت في اسكوتلاندا حين قرأتها ترائى لي بين حروفها وضعنا في العراق ووضع (قياداتنا ) العروبية والكوردية و (زعمائنا) الإسلاموية والقومية و(رؤساء كتلنا) الثورية والعلمانية وبعض شرائح مجتمعنا (الشروكية والغربية).

تقول القصة ان فلاح فقير يدعى فليمنج كان يعيش في اسكوتلاندا ويعاني من شدة الفقر المدقع والعوز لكنه لم يكن يشكو أو يتذمر بل كان متفائلا مبتسما رغم كل ما يعانيه .

 بينما كان فلمنج يتجول  ذات يوم في أحد المراعي  سمع صوت كلب ينبح نباحًا مستمرً فذهب بسرعة ليجد طفلاً يغوص في بركة من الوحل يصرخ بصوت غير مسموع من هول الرعب .

قفز الفلاح فلمنج الى البركة دون أن يفكر وأمسك بالصبي وأخرجه وأنقذ حياته .

في اليوم التالي جاء رجل تبدو عليه علامات الثراء في عربة مزركشة تجرها خيول ويمشي حوله حراسه .

 اندهش فلمنج من زيارة هذا اللورد إلا انه أدرك إن اللورد هو والد الصبي الذي أنقذه بالأمس .

 قال اللورد (لو ظللت أشكرك طوال حياتي  فلن أوفي لك حقك فأنا مدين لك بحياة ابني ، اطلب ما شئت من أموال أو ما يقر عينك . أجاب فلمنج : سيدي ، أنا لم أفعل سوى ما يمليه عليّ ضميري  و أي رجل مثلي كان سيفعل مثلما فعلت فابنك هذا طفل بريء وهو مثل ابني والموقف الذي تعرض له كان من الممكن أن يتعرض له ابني .

 أجاب اللورد (حسنـًا ، طالما تعتبر ابني مثل ابنك فأنا سأخذ ابنك وأتولى مصاريف تعليمه حتي يصير رجلاً متعلمًا نافعًا لبلاده لم يصدق فلمنج ما سمع وأمتلأ قلبه بالفرح والسعادة . بالفعل بقي الولد برعاية اللورد حتى تخرج (فلمنج الصغير)  من مدرسة سانت ماري للعلوم الطبية .

نعم لقد أصبح الصبي الصغير رجلاً متعلمًا بل عالمًا كبيرًا فهذا الصبي هو نفسه سير ألكسندر فلمنج (1881 ــ 1955) مكتشف البنسلين penicillin في عام 1929 أول مضاد حيوي عرفته البشرية على الإطلاق ويعود له الفضل في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية  كما حصل ألكسندر فلمنج على جائزة نوبل في عام 1945. لم تنته تلك القصة الجميلة هكذا بل حينما مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي  كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته .

 نعم مجموعة من المصادفات الغريبة  لكن المفاجأة الأكبر هي إن ذاك الصبي ابن اللورد الذي أنقذ فلمنج الأب حياته مرة وأنقذ ألكسندر فلمنج الابن حياته مرة ثانية بفضل البنسلين صار رجل شهير للغاية  فالثري يدعى اللورد راندولف تشرشل  وابنه يدعى ونستون تشرشل  أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور الرجل العظيم الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية  .

 نعود لعراقنا الحبيب والغريب والسليب والكئيب فلا المعروف يؤثر في البعض الكتلويين والقومجيين والمتأسلمين والمتعلمنين او من ( الشروكية والغربية) ولو بعد حين ولا ينتج في أغلب من فعلت لهم معروفا ولو بالدماء والأرواح  شيئا من الخير او الطيبة او ؤرد الجميل ولو بالشكر وان لم يكن الشكر ممكنا فعلى أقل تقدير , الصمت بلا ذمّ ولا خيانة ولا غدر ولا لؤم ولا حقد ولا إنقلاب ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائق عبد الكاظم ناصر الاسدي
2022-03-15
احسنت بارك الله فيك لقد اصبت الهدف في هذه الكلمات القليله لكنها ثقيله في ميزان المغزى والمعنى والتوقيت. ياحسرتي على بلاد الرافدين مهد العلم والحظارة …متى تشرق الشمس مرتا اخرى في وطني الذي ينزف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك