المقالات

الفساد بين الواشر والشدة

1747 2020-09-21

  حمزة مصطفى||

على مدى 80 عاما من عمر الدولة العراقية الحديثة (1921) كان هناك جهاز رقابي واحد هو "ديوان الرقابة المالية". وحتى بعد عام 2003 حين تأسست أجهزة ولجان ومجالس مكافحة الفساد بقي هذا الجهاز هو الأول من حيث المهنية والكفاءة بإعتراف الجميع. لماذا لم يتم الإبقاء عليه وحده؟ والله ما أدري. حقيقة لا أعرف وليس إستذكارا لمقولة باتت ذائعة الصيت لواحد من الآباء المؤسسين لنظام مابعد سقوط  النظام السابق. المهم لدينا الآن عدة أجهزة ولجان ومجالس والمحصلة أن الفساد وصل الى الهامة مثلما يقال. والحملة الأخيرة مصداق لما نقول مع إنها مجرد البداية والتي لم تمس سوى الغاطس من جبل الجليد.   ماهو الفرق بين ديوان  الرقابة المالية قبل 2003 وتعدد أجهزة الرقابة والمحاسبة بعد عام 2003؟ الفرق أن الفساد الذي لم يخل منه عهد من العهود كان مقننا بحيث يستطيع جهاز واحد ضبط إيقاعه وحتى السيطرة عليه ماعدا إذا كان فسادا رسميا يتمثل بتبديد أموال الدولة على دول وجهات ومنظمات إقليمية ودولية مثلما يتهم النظام السابق بذلك من قبل خصومه. ماعدا ذلك فإن الحديث عن الفساد في تلك العهود كان لايتعدى طبقا لما بقي متداولا لعقود من الزمن الرشوة البسيطة التي لم تتعد "الواشر" وهي العملة النقدية الحديدية التي كان معمولا بها سابقا والتي تبدأ بـ "العانة" أي "أربعة فلوس" في العهد الملكي. ونظرا لأهمية العملة النقدية أيا كانت فإنه حين أضاف الزعيم  عبد الكريم  قاسم فلسفا إضافيا بحيث أصبحت "خمسة فلوس" إنتشرت آنذاك الأهزوجة الشعبية المشهورة "عاش الزعيم اللي زود العانة فلس". ولو كانت هناك سوشيال ميديا في ذلك الوقت لرأينا حجم التأييد للمؤيدين والرفض للرافضين لذلك  القرار التاريخي في وقته وبمقاييس زمنه.  والعانة التي كانت 4 فلوس قبل أن تصبح 5 بأمر ديواني من الزعيم دخلت في  المخيلة الشعبية تحت مسمى "الواشر" كما أسلفنا والذي تحول الى صفة لصيقة لأبي إسماعيل. وأبوإسماعيل إبتلى على عمره مثلما إبتلى واحد من أكثر رؤساء الوزارات نزاهة آنذاك وهو الفريق طاهر يحيى الذي منحته دعاية مناوئيه وصفا قاسيا هو "أبو فرهود" مع إن الرجل وطبقا لما كتبه المؤرخون عن تلك الفترة إنه لم يفرهد شيئا. ننتظر الآن الخطوة الأولى التي بدأتها الحكومة في محاربة الفساد الذي إنتقل من .. الواشر الى الشدة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك