المقالات

برنامجنا القادم: التخلص من الجهلة في مواقع المسؤرولية..!

1295 2020-08-24

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com||

ربما لا يعي كثيرين مقدار الخسارة الوطنية التي يسببها الفساد، وبعضهم وبطريقة ساذجة يحسبها بمقدار الخسارة المادية، لكن بالحقيقة هي في مجملها خسارة مركبة وبطريقة المتوالية العددية، تتضاعف مع أول عملية حاصل ضرب، ومن بين أشد أنواع الفساد فتكا هو وضع رجال في مراكز لا يناسبونها....

إذ أن وضع رجال لا يتوفرون على خبرات مهنية في مواقع مسؤولية تحتاج خبرات و مؤهلات خاصة، أدى الى أن يتم إتخاذ القرارات وفقا لأساليب بعيدة عن المهنية والعلمية، ولا تستند على أسس البحث العلمي أو الطرق العلمية في أتخاذ القرارات..وكانت الخسارة فادحة جدا بغياب دور العلماء والمهنيين في التحضير لأتخاذ القرار..

لقد شهدنا طوال السنوات السبعة عشر التي تلت زوال نظام القيح الصدامي، تخبطا واضحا في الأداء وفي القرارات، وكم من فكرة خلاقة كان يمكنها أن تقدم فائدة عظيمة لشعبنا ولآفاق تنميته، أحبطها مسؤول لا يتوفر على حد أدنى من المعارف المهنية التي يتطلبها إشغاله لمركزه الوظيفي..ولو تطلب الأمر منا أن نقدم أمثلة لأحتجنا الى مجلدات ..

في حالة المسؤول الذي تنقصه الخبرات والمهارات؛ والأساسات العلمية المناسبة لمركزه الوظيفي، تتخذ القرارات وفقا للمصالح الخاصة، وبناءا على النزوات الشخصية للأفراد أو للجماعات المهيمنة على المؤسسة..

والنتيجة أن تدهورا مريعا؛ هو الذي يحصل للنظام الأداري، وتتحول المؤسسة الى  بناء ينخره الفساد، الذي ينتعش في البيئات الجاهلة.

إن السنوات الماضية كان عنوانها الرئيس؛ هو هذا المشهد الذي وصفناه آنفا..وأمامنا مهمة عسيرة للخروج من المأزق؛ الذي سببه تسيد أشخاص غير مناسبين على مفاصل القرار..لكن عسر المهمة لا يعني أن نستسلم لها..

مأسسة الدولة موضوع جوهري في بناء مستقبلنا، وثمة مفهوم غاب عن أذهان الساسة في معنى السلطة، فالسلطة عند معظمهم مشروع للحكم، ووسيلة للنفوذ والسلطان، وهذا مفهوم تغالبي لا يبني دولة..

في المفهوم الأسلامي للدولة؛ يمكن أعتبار السلطة أو الحكم، مشروع عام تتملك الأمة منافعه بالتساوي، الحاكم والمحكوم على قدم وساق، مشروع لا يتاح فيه للحاكم؛ فرصة تحويله الى ملك عضوض، كما حصل بعد وقبل أول تجربة للحكم العادل في الكو؛ قادها أمير المؤمنين علي (ع)، بعد أن أسس الرسول الأكرم(ص) مؤسسة الدولة العادلة الأولى للبشرية..

وحسبنا التقرير السنوي للأمم المتحد المتحدة لعام 2002، والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، حيث دعا الدول العربية إلى اتخاذ الإمام علي بن أبي طالب(ع)، مثالاً لتشجيع المعرفة وتأسيس الدولة على مبادئ العدالة، وقد احتوى التقرير المذكور الذي اشتمل على اكثر من مائة وستون صفحة، على ست نقاط رئيسية؛ أوصى بها الإمام أمير المؤمنين قبل أكثر من (1000) عام، مثلت العدالة والمعرفة وحقوق الإنسان.

أهم ما جاء في التقرير؛ هو كيفية تعيين الحكام والمحافظين والمدراء في الدولة!!! وكيفية ان يكونوا عدولاً مع الشعب، بل وتحمل المعارضة، فيذكر التقرير إرشادات الإمام لرئيس الدولة؛ نموذجاً في الطريقة المثلى حيث ذكر التقرير: « اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ولا تحكمه الخصوم ولا يتمادى في الزلة, ولا يحصر من المضيء إلى الحق إذا عرفه. ولا تشرف نفسه على طمع. ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم في الثبوت، وأقلهم تبرماً بمراجعة الخصم، وأصبرهم على تكشف الأمور، واحرمهم عند اتضاح الحكم،  ممن لا يزدهيه إطراء ولا يستمليه إغراء وأولئك قليل».

كلام قبل السلام: إن المطلب الأول للخروج من نفق الجهل المؤسسي، هو العمل وفقا لسلسة علامة معدة سلفا، تحمل عنوان البرامج.. برنامجنا القادم هو التخلص من الجهلة في مواقع المسؤرولية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك