المقالات

13 حزيران 2014.. بغداد المهددة وفتوى النجف المنقذة  


أحمد عبد السادة ||

 

مخطئ من كان يظن بأن بغداد كانت بمأمن في يوم 10 حزيران 2014 عندما احتل تنظيم (داعـش) الدمـوي مدينة الموصل ليسيطر بعد ذلك بيومين على تكريت ومناطق واسعة من صلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى، بل لا نبالغ إذا قلنا بأن بغداد كانت مهددة أصلاً قبل احتلال الموصل، وذلك لأن (داعـش) كان يحتل جزءاً صغيراً من بغداد يتمثل بقريتي (السعيدان) و(المساعيد) التابعتين لقضاء (أبو غريب) التابع لبغداد بعد سيطرته على الفلوجة والگرمة قبل احتلال الموصل بستة أشهر تقريباً، كما ان (داعـش) كان يسيطر على جزء من قرية (إبراهيم بن علي) المحاذية لبغداد والتي لا تبعد عن منطقة (الشعلة) ذات الغالبية الشيعية سوى 15 كم تقريباً!!

هذا الأمر يعني أن بغداد كانت مهددة بشكل جدي وخطير خاصةً إذا ما عرفنا بأن قضاء (أبو غريب) يعد أكبر خزان لخلايا (داعـش) النائمة التي استيقظت في شباط من عام 2016 لتسيطر على السايلو في القضاء، وذلك فضلاً عن العديد من المناطق البغدادية ذات الحواضن والخلايا البعثية والداعـشية والتي كانت تنتظر وصول (داعش) الموصلي والتكريتي والأنباري إليها لتلتحم معه وتلبس اللثام وتمارس عمليات النحـر لرقاب شيعة بغداد كما نُحرت تماماً رقاب الشيعة في سبايكر وبادوش وتلعفر وقرية بشير.

هذا الأمر الخطير تنبه له رجل وقور وحكيم وجليل وإنساني يعتمر عمامة سوداء ويجلس على بساط فقير في غرفة صغيرة في بيت متواضع بإحدى درابين (النجف)، فأصدر (فتوى) تاريخية عظيمة أنقذت بغداد وباقي مدن العراق من عاصفة (داعـش) السوداء وأحبطت المؤامـرات الإقليمية وقلبت المعادلات الدولية وأنتجت حشداً شعبياً من الفقراء الأبطال الذين سينالون لاحقاً إعجاب العالم وسيقضون مضاجع الإرهـابيين وداعميهم ورعاتهم الإقليميين والدوليين.

إن يوم 13 حزيران 2014 سيبقى يوماً خالداً في ذاكرتنا لأنه اليوم الذي انتصرت فيه شمس الفتوى (السيستانية) على ظلام القرون الداعشي.

هو يوم انتصرت فيه غرفة صغيرة وزاهدة في النجف على كل مطابخ الشـر الإقليمية والدولية التي أنتجت وحـوش (داعـش).

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك