( بقلم رياض العطار )
جاءت عمليات الاختطاف الواسعة في العراق لتلفت الانظار مجددا الى ان ثمة حاجة ماسة لوضع خطط وبرامج لحماية حقوق الانسان و تعزيزها في العراق .
ان تحسين حماية حقوق الانسان يتطلب مبادرة محلية تهدف الى توسيع فئة المدافعين عن حقوق الانسان لتشمل المناضلين من القواعد الشعبية و النشطاء الاجتماعيين و السياسيين من منظمات المجتمع المدني و من المؤكد ان منظمة العفو الدولية سوف تقدم الدعم لذلك , و تساهم في المبادرات و خصوصا التحركات الدولية ( مطالبات , مناشدات , اعتصامات , احتجاجات , ... ). ,
ان عمل المدافعين عن حقوق الانسان يجب ان يتركز على متابعة قضايا التعذيب و عمليات الاعدام خارج نطاق القضاء و فضح تدابير مكافحة الارهاب المناقضة لقوانين حقوق الانسان , و مراقبة الانتهاكات (سوء المعاملة ,الاعتقال التعسقي , المحاكمات الجائرة لسجناء الرأي , التعذيب , التمييز , المسائل المتعلقة بالتوظيف , الحصول على الرعاية الصحية , النفايات السامة و تأثيرها على البيئة , الاخلاء القسري للمساكن , حرية التنقل , حقوق الاجئين و المشردين داخليا , خقوق الطفل و المرأة , ... ) .
ان انتهاكات حقوق الانسان في العراق ترتكبها عدة جهات منها : قوات متعددة الجنسية والقوات الحكومية و الجماعات المسلحة والتكفيريين و الميليشيات , و قد فضحت الجمعية العراقية لحقوق الانسان بعض هذه الانتهاكات و يظهر ان ذلك قد ازعج البعض فقام او دعم او سهل اختطاف رئيس الجمعية الدكتور احمد الموسوي الناشط المعروف في مجال حقوق الانسان و قد اثار هذا العمل غضب الكثيرين بحيث تم تأليف هيئة وطنية لمتابعة موضوع الاختطاف و اجراء المقابلات مع المسؤولين لمعرفة الخاطفين و بذل كل الجهودلتحريره من مختطفيه .
و في هذا السياق لابد من تعريف دعاة ( او المدافعين عن حقوق الانسان ) :هم من يعملون من اجل اي حق من حقوق الانسان ( او مجموعة حقوق ) بالنيابة عن افراد او مجموعات من الافراد , و هم يسعون الى تعزيز و حماية الحقوق المدنية و السياسية فضلا عن تعزيز الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية .
لقد وقفنا نحن دعاة حقوق الانسان على خط المواجهة طيلة اكثر من عقدين من الزمن نفضح انتهاكات حقوق الانسان للنظام السابق و دافعنا عن الاجئين العراقيين و طالبي اللجوء ولا زلنا نمارس رصد الانتهاكات التي تمارسها الاجهزة الامنية و قوات متعددة الجنسية والميليشيات و الارهابيين ... , و طالبنا الحكومة بحماية الامن و الحفاظ على ارواح المواطنيين و ممتلكاتهم و حماية ممتلكات الدولة ... و اخيرا ,نحن الان بحاجة الى وقفة شجاعة من دعاة حقوق الانسان و مؤسسات المجتمع المدني و الاحزاب السياسية لرفع الاصوات عاليا لادانة عمليات الاختطاف و مواجهة الارهاب و خلق رأي عام ضاغط ... لوقف المأساة .
رياض العطار - كاتب صحفي السويد
https://telegram.me/buratha