أحمد عبد السادة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تبنت دار التقدم الروسية طباعة سلسلة روايات وقصص تحت عنوان "مقاتلون في سبيل وطنهم السوڤيتي"، وهي سلسلة كان هدفها توثيق بطولات الجنود الروس والسوڤيت عموماً ضد الاحتلال النازي لبلادهم بإطار أدبي (روائي وقصصي) بسبب معرفة القائمين على الدار بأن التوثيق الأدبي للحرب وبطولاتها أكثر تأثيراً وخلوداً من التوثيق التاريخي العادي بحكم توفر جانب لغوي جمالي وجانب تشويقي في التوثيق الأدبي.
وقد قامت دار التقدم الروسية حينها بترجمة الكثير من روايات وقصص تلك السلسلة إلى اللغة العربية بطبعات أنيقة ما زال يحتفظ العديد منا بالعديد منها في مكتباتهم الشخصية.
أقول هذا الكلام لأشير إلى ضرورة الاهتمام بالتوثيق الأدبي لبطولات وتضحيات أبطال الحشد والجيش أثناء حربنا الوجودية ضد د١١عش وداعميها والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، ولا شك أن هناك مئات القصص البطولية التي تصلح أن تكون أعمالاً أدبية في متناول الأجيال اللاحقة كقصة الشهيد صلاح كريم العواجي (المنتسب في الحشد الشعبي) الذي أستشهد قبل أيام متجمداً من شدة البرد في الصحراء أثناء تأدية واجبه بحماية العراق وحدوده في عمليات تحرير جزيرة نينوى، وكقصة العريس الشاب الذي التحق بالحشد الشعبي وأستشهد بعد مرور أيام قليلة على زواجه، وكقصة الرجل المسن الذي استدان مبلغ الأجرة للالتحاق بالحشد ليستشهد بعدها، وكقصة الأم التي أستشهد أربعة من أبنائها في تلك الحرب الوجودية، وغير ذلك من مئات القصص المأساوية والبطولية معاً.
نحن ما زلنا حتى الآن نقرأ بطولات الجنود الروس والسوڤيت ضد النازيين في روايات وقصص "دار التقدم" رغم مرور 75 سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية، وهذا الأمر يؤكد قيمة التوثيق الأدبي لبطولات الحرب، ولهذا لا بد أن تقوم الجهات المعنية بتوثيق بطولات الحشد والجيش كوزارة الثقافة واتحاد الأدباء ومديرية إعلام الحشد الشعبي بتكليف روائيين وقصاصين وكتاب بكتابة مآثر وبطولات الحرب ضد د١١عش، فضلاً عن إقامة مسابقات وجوائز مختصة بأدب تلك الحرب والتكفل بطباعة الأعمال الفائزة والمتميزة، لكي يطلع أبناء الأجيال اللاحقة على مآثر وبطولات آبائهم وأجدادهم.
https://telegram.me/buratha