المقالات

الحسين ..... رمز الجهاد

1603 01:38:00 2008-02-21

( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

قبل كل شيء لابد من مقدمة متواضعة نحاول أن نعَّرف بها جمهور المسلمين من هو الحسين لأنه وعلى مر العصور والدهور واجهت هذه الشخصية إعلاما مظللا!! كاد أن يصد الناس عن الحقيقة الإيمانية الساطعة ولكن هل يستطيع إنسان أن يحجب ضوء الشمس عن الأرض؟ وهل يستطيع الناس أن يثيروا الغبار على السماء؟ وهنا اذكر كلمةً للأديب مصطفى الرافعي حين قال وهو يدافع عن الإسلام لو انقلب الناس جميعا إلى كناسين ليثيروا الغبار على السماء لبقيت السماء هي السماء.

فإذا مهما فعل المبطلون الحاقدون المنافقون ليثيروا الغبار الشيطاني على الحسين فسوف يبقى الحسين هو الحسين عالي القدر مرفوع الشأن. فالحسين منبعه وأصله هو .... جده رسول الله (صلى الله عيه وآله وسلم) والذي هو خاتم النبيين والمرسلين وسيد ولد آدم وخير من مشى على الأرض كلها والذي بعثه الله رحمة للعالمين والشفيع الأعظم يوم الدين وهو إمام لجميع الأنبياء والمرسلين. فهذا هو جده فأي حفيد في دنيا الأولين والآخرين كان له جد كرسول الله غير الحسين بن علي (عليه السلام).

وأما أمه فهي فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين وبضعة رسول الله صفي الأولين والآخرين وهو القائل فاطمة بضعة مني من أحبها فبحبي أحبها، فأي ابنٍ عنده أم كفاطمة إلا الحسيــن بن علي  وهو ابن علي بن أبي طالب ذلك المغوار الشجاع في ساحات الوغى والدفاع عن الإسلام والذي تربى في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي لم يسجد لصنم قط وهو فاتح خيبر وهو الذي قتل الكفر كله في يوم الأحزاب وهو أقضى الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسين هو اسم سماه رب العزة والجلال بأمر منه كما زوج أمه البتول من أبيه علي بأمر منه سبحانه وتعالى وكان يحمله (صلى الله عليه وآله وسلم ) على ظهره الشريف عند صلاته مع المؤمنين فيطيل السجود فيجيب حينما كان يُسأل عن سبب أطالته للسجود فيقول بكل رحمة وعطف وحنان لقد ارتحلني ولدي الحسين فخشيت عليه أن يقع أو كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو الذي نطق عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا والحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وهما سيدا شباب أهل الجنة فأي تعريف وتكريم أكثر من هذا التعريف والتكريم.

وان كان من الحديث حديث ونحن نعيش ذكرى أربعينية استشهاد الأمام الحسين (رضي الله عنه والسلام) فلابد أن نقف عند نقطة جوهرية مهمة وهي الصراع في زمن الحسين اعني به الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر بين الأيمان والكفر بين معاول الهدم ومعاول البناء حينما نتحدث عن الأمام الحسين ينبغي أن نقف عند هذه الأمور حتى لا نسقط في مزالق الهوى والشيطان فنكون من الخاسرين النادمين وهذا أمر وضحه الأمام (رضي الله عنه والسلام) وعلله عند خروجه من مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما سأله الصحابة (رضي الله عنهم) عن سبب خروجه من مدينة جده إلى الكوفة إلى ارض كربلاء فقال والله ما خرجت بطرا ولا أشرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت للإصلاح في امة جدي آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وهنا اعتقد أنها القضية المفصلية في تحديد ثورة الأمام الحسين وجهاده باعتبار انه لم يخرج بطرا ولم يخرج لطلب الدنيا وملذاتها ولم يخرج متعديا إلى احد من الناس ولم يخرج ظالما أو مفسدا لا سامح الله إنما خرج لأنه رأى اعوجاجا واعوجاجا حقيقيا يفسد الأمة ويظلم المؤمنين والبشرية أجمعين ذلك المتمثل في حكم يزيد وأعوانه والمدقق في نظرة الأمام الحسين يلحظ أن الأمام لم تنطو عليه أساليب المنافقين حينما يلبسون عباءة الإسلام فبموقه الجهادي كشفهم وبدمه الطاهر بيّن زيفهم فأصبحوا جفاءً لا ينفعون الناس لقد كان منهجهم بعيدا عن الإسلام الذي أراده جده (صلى الله عليه وآله وسلم) في وقت كانوا يخدعون الناس بإسلامهم المزيف وهذا هو شأن التطرف والنفاق في كل أوقاته وأحواله لابد له من رجال ورجال مخلصين لكي يقفوا بوجهه وينزعوا عبأته المكذوبة التي لطالما تستر بها باسم الإسلام كذبا وزورا وهذا الموقف ذاته الذي حدث مع الأمام الحسين حدث مع أحبابه في العراق يوم أن تكالبت علينا قوى الكفر والإرهاب والنفاق من القاعدة وأمثالهم فتحدثوا باسم الإسلام وقتلوا أبنائه عن طريق المفخخات والأحزمة الناسفة والاغتيالات الجبانة والتي حصدت أبناء العراق وعقوله العالمة والمتعلمة حتى ترجعه إلى عصر الجهل والعبودية والظلم والاستبداد والدكتاتورية وسلطة الرجل الواحد ولكن وقف أحباب الحسين في العراق موقف رجل واحد بوجه الإرهاب والتكفير والأجرام وأسقطوا قناع النفاق الذي لبسوه فترة من الزمن فوضح للعالم كله وجههم الحقيقي الأسود وهو وجه الإرهاب والتكفير والنفاق والقتل والذبح والتهجير فأصبحوا بمزبلة التاريخ لا قيمة لهم بين الشعوب والأمم وبقيت أصالة العراقيين ترفف بالسماء عاليةً خفاقةً كما رفرفت روح الأمام الحسين وارتفعت إلى ربها راضية مرضية وهو يقدم أهله وأبناءه وأصحابه وأتباعه قرابين لله سبحانه وتعالى وكما قدم العراقيون أنفسهم قرابين لله تعالى لأجل الحرية والوحدة والأمان فهنيئا لكم أيها العراقيون وأيها المؤمنون أينما كنتم على حب الحسين وآله وبغض النفاق وأتباعه وعظّم الله أجورنا وأجروكم بذكرى أربعينية استشهاد الأمام الحسين ورحم الله شهداء العراق الذين ماتوا على أيدي الإرهاب والتكفير والنفاق.

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب‏الأربعاء‏، 20‏ شباط‏، 2008، ‏13‏، صفر‏، 1429

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2008-02-23
بسم الله الرحمن الرحيم احسنت و بارك الله فيك منذ فترة نتابع اخبارك يا شيخ جهودك مشكوره علي صداقتك واخلاصك واشنطن
بهجت الخزاعي
2008-02-23
بوركت شيخنا وجزاك الله عن الحسين خيرا، هذا والله رأي اخوتنا من ابناء السنة في الحسين وثورته لا رأي اولائك الاجلاف الذين تناسوا كل الاحاديث الصحيحة الثابتة عند السنة والتي اعتمدها الشيخ في مقدمته،تناسوها وخالفوا رسول الله مخالفة صريحة حتى وصل بهم الحال الى ان يقولوا :ان الحسين قتل بسيف جده ويترضون الى يومنا هذا على يزيد الخمر والفجور حتى ان عثمان الخميس( الداعية الوهابي المشهور) يعدّ يزيد احد الأئمة الاثني عشر الذين يستقيم بهم الدين،
ابراهيم الفيلي
2008-02-21
بوركت وجزاك الله خيرا لو سمحت لي يا شيخنا الجليل اود ان اعلق على ما تفضلت بان الامام الحسين قدم نفسه قربانا في سبيل الله بما يلي.. في ذكرى البعثةالنبوية قال الخطيب في حظور الامام الخميني-قد- ان ابراهيم قدم ابنه اسماعيل-ع- قربانا الى الله وعند خطاب الامام الخميني قال=ردا على الخطيب ان هؤلاء الانبياء لا يجدون لانفسهم وجودا ولا شيئا ليقدموه بين يدي الحق فهم امام الحق المتعال لا اساس ولا وجودلهم ليقدموه ويعرضوه له سبحانه وانا اقول هذا كان حال الحسين-ع- ايضا لذلك نراه يبكي على حال اعداءه يوم كربلاء
ابو احمد الحداد المسعودي
2008-02-21
قصيدتي ... شوف إنته بصفر آلاف هاي الناس ! أبو أحمد الحداد المسعودي ...................... بدموع الحزن والصوت بينه ينوح وجفوف الموالي إعله الصدر تلطم عزانه إيلوّح إبإديه للزوار يلبس للسواد إيقيم كل مأتم اليوم المصاب إملبس الأشجان والناعي بهدوءه إصوابه يتجسم محرم بالطفوف حسين للأحرار خطط للجهاد إلسانه يتكلم مشينه الكربله بالرايه للعنوان وإزحفنه بطريق إويانه يتبلسم شفنه إويه الطريق شيوخ والنسوان جوكات بشعار إمجفن إمحشم! والرووس الكطيعه الفرّت البلدان عادت من سفرها إمسبحه بالدم وأجساد الضحايا إندفنت إبتربان من جديد هامتها بشموخ إيمان تتحزم! ردت كل أمانه الرووس للأجساد علي إبن الحسين إوياها يتألم داست عل الظلم والطاغي مات وراح والجف بلوانه إبجف إبن مريم!! تدري إنته الزمان إتكاتب إويه حسين وإتعاهد ولاء أيامه هي الفم تحجي إويه الأجنده إتقارع الظلام وإتفزز ضمير إتغسله من زمزم! من عمر الطفوف أعمارنه الهل اليوم لبسّت للمنايا وماتخاف الهم شوف إنته إبصفر آلاف هاي الناس تميش إعله التراب أفواج تتقدم! عشرين إبصفر تتلاكه كله بروح وتلملم جرحه بكربله إبمرهم هنياله اليفوز بدمه يكتب ثار ويبايع إمامه وأبد مايندم إذا جسم الإمام إتعفر بتربان من ماي الجنان إتطهر إمن الدم!! تدري إنته الحسين إمخلد برضوان يشفع للموالي إيزيل عنّه الغم وتزفه الملائك حور والولدان وإتطعمه الزلال الكوثر ويلهم عشرين إبصفر شفناه بالرايات بوجوه الزلم متريد تتلثم! يتسابك جدمها إيسابك الخيّال حافي وبالبراري إدروس تتعلم يوافي جموع هاي الناس كل وجدان حبه من الزجيه إموثق إمقيّم ! تمت ولله الحمد هولنده 2008م
ابو العراق
2008-02-21
بورك اصلك يا شيخ وجعل الله كل حرف بالف حسنة في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتئ ربة بقلب سليم و محبة ابو الاحرار لا توجد الا مع النفس الحرة الابية
علي أحمد نجيب العوادي
2008-02-21
الحسين رمز بحائه، حنين لك سيدي ، وسين سيرا على الأقدام ملزمي ، ونون نورت به قبرك لزوارك ، أبو عبد الله نخيتك ونته لي بيك كل شده تزول وتنجلي إنته تعرفني يبو اليمه سليم أنخاك خلصني يبن حيدر علي ... الله الله الله الملايين والقلوب تكول هيهات منه الذله كفر وكافر وملحد يذكروك والله حب أبدي لك ومنك ياسيدي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك