نــــــــــــزار حيدر
١/ لأَنَّ القَبول بذلك يُحرجها أَشدَّ الإِحراج، فكيف بميليشيات، كما تصفها الرِّياض، تستهدف نصفَ الدَّخل القومي لأَوَّل دولة مُنتجة ومصدِّرة للبترول، ثمَّ تقف عاجِزة أَمامها لا تقدر على الردِّ؟!.
أَين السِّلاح المتطوِّر، إِذن، الذي تشتريه على مدار العام من مُختلف دول العالَم بمليارات الدُّولارات؟!.
أَين أَجهزة الرَّصد والإِنذار المبكِّر والحماية ومنظومات الدِّفاع الإِليكترونيَّة التي تقول الرِّياض أَنَّها تمتلكها لتحمي بها نفسها من أَيِّ عُدوانٍ خارجيٍّ؟!.
الإِعترافُ يفضحها ويُعرِّيها ويُثبت فشلها.
٢/ ولذلك ترفض الرِّياض القَبول بروايةِ الحوثيِّين الذين يُعلنُون فيها عن مسؤُوليَّتهم عن الهجمات التي نفَّذتها طائراتهم المُسيَّرة ضدَّ المُنشآت الحيويَّة النفطيَّة وغيرها.
وفِي مقابل ذلك تعمد إِلى إِتِّهام طهران بالمسؤُوليَّة عن هَذِهِ الهجمات المُميتة والقاتِلة، على الأَقلِّ ليكونَ التحدِّي مُتساوياً [دَولة بدَولة].
كما أَنَّ إِتِّهام الرِّياض لطهران يُساعدها على التَّحريض ضدَّها، وهو الشَّيء المطلوب أَميركيّاً وإِسرائيليّاً كما هو معروف.
٣/ والرِّياض تُحاول إِيهام الرَّأي العام من خلال الحديث عن أَنَّ السِّلاح المُستخدم في هَذِهِ الهجمات المُميتة صناعة إِيرانيَّة!.
وما الضَّيرُ في ذلك إِذا كانت الرِّواية صحيحة؟! فعمليَّات تهريب السِّلاح في العالَم تِجارة رابحة لا يُمكن لأَحد أَن يُسيطر عليها أَو يمنعها حالها حال عمليَّات تهريب المُخدِّرات! وإِنَّ من حقِّ الحوثيِّين الذين يتعرَّضون لأَقسى وأَبشع أَنواع العُدوان الذي تقودهُ الرِّياض ضدَّهم مُستخدمةً كلَّ أَنواع السِّلاح المُحرَّم دوليّاً، من حقِّهم أَن يحصلُوا على السِّلاح للدِّفاع عن النَّفس ضدَّ هذا العُدوان، وبكلِّ الطُّرق [الشرعيَّة وغَير الشرعيَّة] وإِلَّا فماذا تتوقَّع الرِّياض؟! أَن تُواصل عدوانها الهمجي ضدَّهم ليلَ نهار ثمَّ يقف الحوثيُّون مكتوفي الأَيدي يتفرَّجون على جرائم الحرب التي يرتكبها العُدوان ضدَّهم؟! أَو ينشغلُون بِعَدِّ ضحاياهُم من الشُّهداء والجرحى؟! أَو بِعَدِّ الأَطفال الذين يموتُون في كلِّ ساعةٍ بسبب نقص الغِذاء والدَّواء وشِحَّة المياه؟! أَم بِعَدِّ الصَّواريخ والقذائف التي تنزل على رؤُوس المدنيِّين كلَّ لحظةٍ.
في زمن النِّفاق الدَّولي الذي لا يحترم فيه العالَم إِلَّا الأَقوياء تحلم الرِّياض إِذا تصوَّرت أَنَّ اليمنيِّين سينتظرُون منها، أَو من مجلس الأَمن، المُوافقة قبل السَّعي للحصُولِ على السِّلاح الذي يحمُونَ بهِ أَنفُسهُم!.
٤/ إِنَّ تحقيق الحوثيِّين لمبدأ توازن الرُّعب في مُواجهة العُدوان يضع الرِّياض أَمام مُفترق طُرق، فإِمَّا أَن تتجرَّع كأس السُّم وتقبل بتحمُّل مسؤُوليَّة الهزيمة كما تتحمَّل مسؤُوليَّة شنِّ والإِستمرار في هذا العُدوان، أَو أَن تُكابر لتتلقَّى المزيد من الهجَمات بالطَّائرات المُسيَّرة!.
ولتكن الرِّياض على يقينٍ بأَنَّهُ لا أَحد بإِمكانهِ أَن يحميها من هَذِهِ الهَجمات مهما فعلت ومهما حاولت، إِذا لم تُغيِّر سياساتها التَّدميريَّة ضدَّ دُوَل وشُعوبِ المنطقةِ.
٥/ نعم ستحمي واشنطن مصالحها وحلفائِها في المنطقة، ولكن ليس بالحربِ لأَنَّها تُقدِّر الثَّمن المُرتفع لمثلِ هذه الحرب، والرَّئيس ترامب غَير مُستعد لدفعهِ، وهوَ على أَتمِّ الإِستعدادِ لقبضِ الثَّمن من الرِّياض ولكن من دونِ حربٍ، وهو المطلُوب!.
٦/ ليس للعراق، كدَولةٍ وحكومةٍ، بما في ذلك هيئة الحشد الشَّعبي، أَيَّ عنصرٍ مسلَّح على الأَراضي السوريَّة، والعراقيُّون الذين يُقاتلون الإِرهاب جنباً إِلى جنبِ القوَّات السوريَّة الحكوميَّة وبعضِ حُلفائِها يتحمَّلون المسؤُوليَّة على عاتقهِم.
١٦ أَيلول ٢٠١٩
https://telegram.me/buratha